لم يعد يحتاج الأمر إلى أن تنكر السعودية محادثات مع الكيان الصهيوني وألا تدعي الإمارات الخجل من عزف النشيد الصهيوني وهي تستضيف لاعبين صهاينة وإعلام القناة العبرية العاشرة، فقد فضحهم بنيامين نتنياهو وهو يكتب تغريدة اليوم يضع فيها "السيسي" في مقدمة معسكر تنتمي إليه دولة الكيان الصهيوني، ولم ينفِ سفيه الانقلاب أو يطلب من خارجيته الرد على الأعداء التاريخيين للمصريين؟!
وقال نتنياهو: "السلام مع مصر يصمد رغم التحديات واليوم تقف مصر وإسرائيل ودول أخرى في نفس المعسكر وتخوض كفاحا عنيدا ضد الإرهاب الذي يمارسه الإسلام المتطرف على جميع فصائله وهذا يساهم مساهمة كبيرة في تعزيز أمن إسرائيل وآمل أن هذا سيساهم لاحقا في توسيع دائرة السلام".
وجاء تصريح نتنياهو بترويج الصهاينة لأحد المتدينين اليهود وهو في المسجد النبوي ويبث منه بثا حيا وينشر صوره عبر حسابه ليعلن أن "اللعب على المكشوف" بعدما استطاع اختراق الحرم في السعودية، والتقاط صور تذكارية.
وعزز الحرب الدائرة إتهام وجهته اليوم الولايات المتحدة لحزب الله بأنه إرهابي ورفضت حماس الإتهام على لسان القيادي موسى أبومرزوق على أساس ان الباب ينفتح لنفس التصنيف على بقية الفصائل المقاومة.
وعزز وجود فريق عربي صهيوني تطبيعي أمني في محاربة الإسلاميين، بالتزامن استطلاعا نشره موقع "تلسكوب نيوز" بسؤال: "من هي الدولة الخليجية الأكثر تطبيعاً مع "إسرائيل" ؟" فجاءت النتائج بتصدر الإمارات بـ"65%" و"30%" للسعودية، و"05%" للبحرين.
وقبل أشهر قليلة كشف "فيديو" للرئيس السابق للدائرة الأمنية في وزارة الدفاع الصهيونية في مؤتمر هرتسليا عاموس جلعاد أن "ما فعله السيسي كان أشبه بالمعجزة لإنقاذ الكيان الصهيوني من تدمير الإخوان"-حظرته الخلايا الالكترونية للصهاينة على اليوتيوب بحملات للحظر-.
وهو تصريح مشابه لتصريح أطلقه بنيامين بن إليعازر في 2008 عندما وصف المخلوع مبارك بالكنز الاستراتيجي نتيجة لحربه على الإسلاميين في غزة وحصاره حركة حماس لدرجة التجويع القاتل.
ورأى الخبير السياسي عبدالله الأشعل في حوار مع لموقع "عربي21" أن التقارب المصري الصهيوني يعتمد على ركنين للنظام وهما التحالف مع الكيان الصهيوني والعداء مع "الإخوان"، والمصالح مشتركة على محاربة الإرهاب ويشمل كل التيار الإسلامي والمقاومة، ولذلك كان شاذًا طرح مشروع مصري لإدانة الاستيطان.
كما تطرق إلى تأجيل مصر التصويت بمجلس الأمن على قرار بشأن المستوطنات، مؤكدًا أن هذا المشروع كان يضغط به "السيسي" للحصول على شيء ما، ثم تراجع أمام الضغوط المباشرة، خاصة أن إدارة "أوباما" لم تظهر تعاطفها مع استخدام الفيتو، وذلك على الرغم من أن مصر ضد الاستيطان وكذلك تقرير الرباعية الدولية بشأن الشرق الأوسط، والذي ساوى بين الضحية والجلاد.
دعم اقتصادي
وقبل أشهر نشرت يديعوت أحرونوت عن لقاءات سرية وعلنية جمعت "نتنياهو" وقادة عرب ومستلبين للسلطة ك"السيسي" في لقاءات سرية أشبه بـ"مطابخ" العملية الاستسلامية والمساندجة في حرب الإنقلاب والإمارات والأردن والسعودية على الإسلاميين.
كما ذكرت في تصريحات سابقة أن ذلك يتم بغطاء الدعم المالي للاقتصادات العربية المنهارة كما هو الحال في مصر بفضل الإنقلاب العسكري.
وكان عنوان "يديعوت أحرورنوت" عبر موقعها أن "تل أبيب تخشى عودة الإخوان"، وأعلنت الصحيفة العبرية أن نتنياهو سيشارك في مشروع تحلية مياه البحر لمعالجة مخاوف انحسار مستوى مياه نهر النيل"، والتي بدأت تظهر تصريحات حولها مؤخرا.
كما تستعد تل أبيب لتقديم تعاونها ومساعدتها لمصر في مجالات الطاقة الشمسية وإنتاج الطاقة والزراعة والري والغاز. وبالإضافة إلى ذلك تعكف مصر على النظر في إمكانية توسيع آفاق التعاون لتشمل قطاع السياحة، حيث إن المليارات التي استُثمِرت في توسعة قناة السويس لم تأتِ بثمارها الموعودة بعد، بحسب الصحيفة.
لماذا يخفون؟!
وبالأمس فقط أجاب وزير الطاقة بحكومة "نتنياهو" يوفال شتاينتز، عن أسباب إخفاء الدول ومنها السعودية اللقاءات في الكيان أو مع أفراده، وقال إن الكيان الصهيوني أجرا اتصالات سرية مع السعودية وسط مخاوف مشتركة بشأن إيران، وذلك في أول تصريح من نوعه لمسؤول صهيوني عن اتصالات من هذا القبيل.
وفي رده خلال مقابلة مع إذاعة جيش الاحتلال عن سبب إخفاء الكيان الصهيوني علاقاته مع السعودية، قال وزير الطاقة يوفال شتاينتز "لدينا علاقات مع دول إسلامية وعربية جانب منها سري بالفعل ولسنا عادة الطرف الذي يخجل منها".
وأضاف "الطرف الآخر هو المهتم بالتكتم على العلاقات. أما بالنسبة لنا فلا توجد مشكلة عادة ولكننا نحترم رغبة الطرف الآخر عندما تتطور العلاقات سواء مع السعودية أو مع دول عربية أو إسلامية أخرى، وهناك (علاقات) أكبر كثيرا...(لكننا) نبقيها سرا".
وقال "شتاينتز" في معرض رده على ما تجنيه تل أبيب من الاتصالات مع السعودية إن "الاتصالات مع الدول العربية المعتدلة ومن بينها السعودية تساعدنا على صد إيران.عندما سعينا جاهدين للتوصل إلى اتفاق نووي أفضل مع إيران، مع عدم تحقيق سوى نجاح جزئي، كانت هناك بعض المساعدة من دول عربية معتدلة في مواجهة الولايات المتحدة والقوى الغربية لمساعدتنا في هذا الأمر وحتى اليوم عندما نحث القوى العالمية على عدم الموافقة على إقامة قاعدة عسكرية إيرانية في سوريا على حدودنا الشمالية يساعدنا العالم العربي السني".
وفي الأسبوع الماضي قال قائد الجيش الصهيوني اللفتنانت جنرال جادي إيزنكوت لصحيفة تصدر باللغة العربية على الإنترنت إن دولة الاحتلال مستعدة لتبادل "معلومات مخابرات" مع السعودية قائلا إن هناك مصلحة مشتركة بين البلدين في التصدي لإيران.