كُشف النقاب أمس عن عقار جديد لمرض ألزهايمر يمكن أن يبطئ بدرجة كبيرة سرعة فقدان الذاكرة عند الذين يعانون من هذا المرض.
وقد أظهرت نتائج مشتركة لتجربتين أن العقار الجديد، المسمى سولانزوماب، يبطئ سرعة الانحطاط العقلي إلى نحو الثلث في الأشخاص المصابين بدرجة متوسطة أو معتدلة من هذا المرض.
ومن المعلوم أن مرض ألزهايمر هو أشيع شكل من أشكال الخرف، حيث يقدر عدد المصابين به في بريطانيا بنحو 500 ألف شخص.
ورغم الاستثمارات الضخمة في العلاجات التجريبية فإن حفنة قليلة فقط من الأدوية التي تعالج هذا المرض العقلي التنكسي قد أُقرت. وهذه العقاقير فعالة في تخفيف بعض الأعراض لكنها لا تعالج السبب المستبطن للمرض.
والآن أعلنت شركة الأدوية البريطانية إيلي ليلي نتائج عقارها الجديد الذي يساعد في تصفية لويحات البروتين التي يُعتقد أنها تسبب ألزهايمر.
وقد أظهرت نتائج التجربتين، اللتين قدمتا أمس في اجتماع الجمعية الأميركية لطب الأمراض العصبية بمدينة بوسطن، أن العقار يبطئ سرعة الانحطاط الإدراكي بنسبة 34%، خلال 18 شهرا، مقارنة بأولئك الذين أُعطوا دواء وهميا.
وقالت الدكتورة راتشيل دودي أستاذة الأمراض العصبية بكلية طب بايلور التي شاركت في البحث، إن النتائج مشجعة وتمثل خطوة هامة للمجتمعات الطبية والتحليلية والعلمية في فهم ما يعرف بـ"الداء النشواني" -وهو تشخيص تندرج تحته عدة أمراض مختلفة ويكمن المنشأ المرضي فيه من خلال ترسب البروتين النشواني في الأنسجة الحية والأعضاء مما يؤدي لنشوء المرض -باعتبار ذلك هدفا لعلاجات مرض ألزهايمر.
ويشار إلى أن النتائج خرجت من بيانات مشتركة من تجربتين منفردتين كل واحدة شملت ألف شخص.
ووصف أحد خبراء المجال هذا الأمر بأنه مثير للاهتمام لأن فرضية الداء النشواني كانت متداولة لنحو 20 سنة ويعتقد أن هذا هو أول دليل على أن استهداف سلسلة الداء النشواني يمكن أن تبطئ تقدم المرض.
ومن جانبه رحب الدكتور غيرك كاران، مدير جمعية أبحاث الزهايمر البريطانية، بالبحث وقال إنها تشير إلى أن العقار الجديد سيكون له أقصى فائدة إذا أُعطي في وقت مبكر.
وأضاف كاران "حقيقة أن فوائد الدواء التي تظهر عند المصابين بأشكال خفيفة من ألزهايمر تشير إلى أن سولانيزوماب قد يكون له تأثير فقط عندما يُعطى مع سير المرض. والدواء يهدف إلى وقف البروتين المسمى أميلويد من التراكم في الدماغ، لكننا نعرف أن هذا يمكن أن يحدث قبل سنوات من تطور الأعراض. وهناك تخطيط لدراسات عن العقاقير المضادة للأميلويد مثل سولانزوماب في الأشخاص المصابين بالزهايمر قبل العرضي ونتائج هذه التجارب يمكن أن تكون مثيرة جدا".