Akhbar Alsabah اخبار الصباح

اللواء طلعت موسى يشرح خطة النصر لحظة بلحظة

6 أكتوبر 1973 بما أننا نعيش اليوم فرحة النصر، لذا فقد قررنا أن نحتفل بطريقة مختلفة كما قررنا أن نعيد عقارب الزمن 39 عاما إلي الوراء ونستحضر عظمة وتاريخ يوم السبت 6 أكتوبر عام 1973 من خلال لقاء أحد أبطال أكتوبر اللواء دكتور طلعت موسى الذي شرح لنا بوثائق خاصة وعلى الخرائط الحقيقية, خطوات النصر لحظة بلحظة. وقصص العبور ومعارك التضحية.

وعندما تستمع إلي أستاذ أكاديمى خاض حرب النصر وكان أحد أبطالها ويعتمد على تاريخ كبير ويلم بأدق التفاصيل, وشارك في حرب اليمن و نكسة 67 والاستنزاف, وأضافت له سنوات العمر والأبحاث الأكاديمية ثقلا خاصا, فلابد أن تجلس فى صمت مكتفيا بأن تستمع وتدون لأنك أمام كنز من الخبرة والأسرار قد لا يتاح مرة أخري وهو ما فعلناه عندما أخذنا فى رحلة سحرية لعالم حقيقى نقدمه لقارئنا العزيز.
بداية الحكاية :خطة التمويه"
يعود بناء الخبير العسكرى و المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية لبداية حرب أكتوبر ويقول: عمليا فى واقع الأمر بدأت الحرب منذ منتصف سبتمبر , وعندما دارت عجلتها وتم اتخاذ الخطوات الجادة لحشد القوات فى مسرح العمليات وما تبعه من إجراءات إضافية بخاصة فيما يتعلق بالمتابعة الدقيقة لتصرفات العدو واحتمالات قيامه بتنفيذ ضربة إحباط استباقية إذا تمكن من كشف نوايانا الهجومية .. ونتذكر كلمة الجمسى الشهيرة رئيس هيئة العمليات عندما أبلغوه أن إسرائيل عرفت بنيتنا للحرب قائلا " لو سبق السيف العزل.. برضه مش ها يلحقوا".
وتم بالفعل تخصيص عدد من القوات للتعامل مع أي مستجدات أو ظروف طارئة دون التأثير على النسق الأول ,إلا أن فكر العدو لم يصل لما خططنا إليه نتيجة للاجراءات الخداعية المحكمة التي شارك فيها الإعلام والخارجية وقواتنا أمام الجبهة بل والرئاسة نفسها.
وكان شهر سبتمبر أيضا حاشدا بالمشروعات التدريبية لاختبار الوحدات فى مواجهات تتطابق مع مهامها وفقا للخطة الموضوعة، ومن خلال تلك التحركات التدريبية تم إدخال الأسلحة إلى مناطق تمركزها على الجبهة,وكانت قواتنا قد قامت بتنفيذ مشروع مماثل فى مايو السابق سمى "تحرير 40 " وكلف إسرائيل تكلفة تعبوية عالية لقنتها درسا فى عدم الاندفاع وحساب كل شيء بدقة.
على خط الجبهة :
كان السؤال الملح على جولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية فى اجتماعها مع مجموعة من المستشارين بمنزلها , هو ما إمكانية قيام العرب بالهجوم وهل يمكن توجيه ضربة احباط مسبقة قبل آخر ضوء , وقبل أن تتخذ هذا القرار بدأت مصر وسوريا الحرب فجأة فى الثانية وخمس دقائق بعد الظهر ,وهو توقيقت غير متوقع فعادة ما تبدأ الحروب مع أول ضوء أو قبل الظهر.
ويضيف اللواء طلعت موسى.. وفى الصباح البكر لهذا اليوم التاريخى تزايدت على الجانب العربى سرعة دوران آلة الحرب والاستعداد العسكرى ..و قامت عناصر من المهندسين العسكريين بفتح الثغرات فى موانع قواتنا على الضفة الغربية للقناة وعلى طول المواجهة ,كما قامت بقفل مأخذى المياه لترعتى الإسماعيلية والسويس لتسهيل عبور الدبابات والمعدات للترعة الحلوة عبر المخاضات والمعابر وفى عمق قواتنا وعبر الضفة الغربية لقناة السويس ..
سد مواسير النابالم:
وفي الوقت نفسه أتمت جميع القوات تحركاتها واتخذت أوضاعها واحتلت الصواريخ أرض /أرض ,التكتيكية / التعبوية مرابضها .... وعادت الدوريات التى تسللت فى هدوء لتلقى نظرة استكشاف أخيرة على النقاط الحصينة وما ورائها من خط بارليف ..
كما عادت الجماعات الخاصة التى سبق دفعها لإحباط تحضيرات العدو لإشعال سطح القناة بالوقود الملتهب وذلك بأن قصت الخراطيم وسدت المواسير بالأسمنت وأغلقت المحابس والصنابير

وقد يثير العجب أن هذه العملية تمت بنجاح تام .. فلم يفلح العدو فى إشعال حريق واضح فوق سطح القناة واستولت قواتنا على مستودعات المواد الملتهبة سليمة، مما دفع العدو إلى إنكار وجود هذه التجهيزات أصلا برغم وقوع أحد مهندسى صيانتها أسيرا فى أيدى قواتنا وإفشائه كل أسرار النابالم وكيفية إشعاله لصفحة القناة بسعير من النار.
وعلى المستوى الداخلي للدولة تم رفع درجة استعداد الدفاع المدنى فى الساعة الواحدة وأربعين دقيقة أى قبل بدء الحرب بعشرين دقيقة فقط وتحت زعم بأن ذلك إجراء وقائى ضد أعمال محتملة لقوات العدو الجوية...

وأخيرا صدرت الأوامر بإيقاف حركة الطيران المدنى والمساعدات الملاحية وفى مراكز القيادات تم رفع خرائط ووثائق المشروع التدريبى" تحرير 41 " وفتحت الخرائط المغلقة لتنشر الخرائط والوثائق الحقيقية ...وتم ضبط عقارب الساعات إلى أقرب ثانية مع إشارات ضبط الوقت من الإذاعة المصرية فى الساعة 12 ظهرا يوم السبت الموافق 6 أكتوبر 1973
لتبدأ ملحمة العبور والنصر.
سياسة | المصدر: الأهرام - مها سالم | تاريخ النشر : السبت 06 اكتوبر 2012
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com