Akhbar Alsabah اخبار الصباح

القارة السمراء تحاصر القاهرة بقيادة البشير

القارة السمراء تضمن إعلان الرئيس السوداني "عمر البشير "ورئيس الوزراء الإثيوبي "هيلي ماريام ديسالين" التكامل بين بلديهما، وتوحيد المواقف تجاه التهديدات الخارجية، دون تفصيل عن تلك تهديدات قصدها الاتفاق، بل لخص كل شئ بعبارة "السودان وإثيوبيا إيد واحدة".

"البشير" قال في مؤتمر صحفي مشترك عقب مباحثات أديس أبابا، إن التكامل مع إثيوبيا يشمل كل المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأضاف أن "أي تهديد لأمن إثيوبيا هو تهديد مباشر لأمن السودان" ، مشددًا على "أهمية الاستفادة من الموارد المائية لدول حوض النيل بصورة عادلة"، وأن هناك اتفاقا بشأن سد النهضة الإثيوبي الذي سيمد السودان وإثيوبيا بالطاقة الكهربائية.

الإعلان السوداني الإثيوبي يأتي في أعقاب تطورات غاية في الأهمية، حيث تشهد العلاقات المصرية السودانية توترًا متصاعدًا، ومن شان الموقف الأخير للبشير أن يزيد الأزمة اشتعالاً، بعد أن أعلن السودان انحيازه للمعسكر الإثيوبي ضد مصر.

وعلى الرغم من أن هذا السيناريو كان مرتبا له منذ زمن، من خلال التصريحات السودانية التي كانت تؤيد إثيوبيا تمامًا في موقفها تجاه مصر، فضلاً عن العراقيل التي كانت تظهر من وقت لآحر، ومنها على سبيل المثال الامتناع عن دفع مستحقات المكتب الاستشاري المختص بالدراسات ما يجعله يتوقف عن عمله، إلا أن العداء السوداني لمصر لم يخرج للعلن إلا الآن وبالتأكيد له أهداف.
حلايب وصنافير !

أعلنت الخرطوم في مارس الماضي أنها شكلت لجنة لإخراج المصريين من مثلث "حلايب وشلاتين"، في تطور كبير للأزمة التي تهدد العلاقات بين مصر والسودان ، وفي يناير الماضي، جدد السودان شكواه لدى مجلس الأمن الدولي بشأن الحدود مع مصر وتبعية "مثلث حلايب للسودان"، على حد قول الخرطوم.

وفي أبريل 2016، رفضت القاهرة طلب الخرطوم التفاوض المباشر حول منطقة "حلايب وشلاتين"، المتنازع عليها بين البلدين منذ عقود، أو اللجوء إلى التحكيم الدولي، الذي يتطلب موافقة الدولتين المتنازعتين ، وكان طلب السودان ، جاء بعد الإعلان المصري عن نقل تبعية جزيرتي "تيران وصنافير"، إلى المملكة العربية السعودية.

كما انطلاق مناورات "الدرع الأزرق 1" الجوية المشتركة بين السودان والسعودية ، يعد رسالة رمزية غير مباشرة ، بسبب موقع المناورات شمال شرق السودان بالقرب من البحر الأحمر، وعلى امتداد الخط الحدودي جنوب مصر ، ربما تفيد بقدرة السعودية على تمديد نفوذها في دول حوض النيل ، بعدما أرسلت مبعوثًا خاصًا للملك سلمان في وقت سابق إلى إثيوبيا لتعظيم استثماراتها هناك.
التحالف الذي يرعب النظام

يأتي إعلان السودان أن أي تهديد لإثيوبيا هو تهديد مباشر له، كتلميح من الخرطوم عن إمكانية وقوفها بصف أديس أبابا ضد أي خطوة عسكرية متوقعة من قبل القاهرة لضرب سد النهضة ، وبالطبع لم ينس الرئيس السوداني في إعلان التحالف الحديث عن السد، وفوائده العائدة على بلاده، نكاية في مصر ، رغم المخاوف والتحذيرات التي انطلقت سابقًا من خطورة السد على مصالح دولتي المصب مصر والسودان وحقوقهما التاريخية في مياه النيل، على حد سواء.

وبينما تشغل أزمة سد النهضة الذي اكتمل بناء 60% منه ، نرى السودانيين وقد زالت مخاوفهم ، بل تحول السد إلى مصدر لإمداد الخرطوم بالكهرباء ، وبالتالى فالتحالف السوداني الإثيوبي، يبدو أنه موجه في المقام الأول إلى مصر، عل خلفية أزمتي حلايب وشلاتين وسد النهضة، اللتان تخوض القاهرة غمارهما كل على حدة، مع الخرطوم وأديس أبابا، على الترتيب.
البشير يصفع السيسي

صعدت الخرطوم ، من وتيرة هجومها، على عبد الفتاح السيسي ، بشكل أعنف مما سبق ، حيث وصفته عبر إذاعة "صوت القوات المسلحة" السودانية ، الأسبوع الماضي ، بأنه قائد انقلاب عسكري ، أطاح بالدكتور محمد مرسي" ، الذي قالت عنه أنه لا يزال حتى الآن هو الرئيس الشرعي لجمهورية مصر العربية.

وأضافت "صوت القوات المسلحة" السودانية ، الإذاعة الرسمية والوحيدة المعبرة عن الجيش السوداني ، على لسان الإذاعي السوداني "محمد يوسف": "الآلة الإعلامية المصرية القذرة والسيئة السمعة في كل دول العالم ما عندهم حليف إلا إسرائيل ، ويمكن أن حكومة الخباز الإسرائيلي هي التي سمحت للإعلام بالتطاول ، والإعلام السوداني قادر على هذا التحدي، ونحن لكم بالمرصاد".

وأضاف "يوسف" عبر الإذاعة الرسمية والوحيدة المعبرة عن الجيش السوداني "كل وكالات الإعلام العالمية توبخ وصبت جام غضبها على الإعلام المصري القذر السيئ السمعة ، وكلهم يقولون: لماذا سمحت الحكومة المصرية لإعلامها بالتطاول على دول عظيمة مثل السودان وقطر والسعودية والإمارات؟" ، ولن يتنظر الإذاعي السوداني ردًا على سؤاله ، بل نطق بحقيقة أخافها الجميع ، متابعًا: "هذا هو السؤال الكبير الذي طرحته كثير من وسائل الإعلام العالمية ، ويمكنني الرد على هذا السؤال بأن الحكومة المصرية هي حكومة انقلاب عسكري انقلبت على الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس محمد مرسي ، الذي لا يزال حتى الآن هو الرئيس الشرعي لجمهورية مصر العربية، والسيسي هو حكومة انقلاب عسكري، وكل الناس هنا تعترف حتى هذه اللحظة بأن الرئيس الشرعي في السجن".

كما أن العميد ركن بحري "محمود محمد إبراهيم" ، قائد التشكيل البحري السوداني ، ظهر في مقطع مصور ، تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة ، بعد أيام من حكم مكمة القضاء الإداري بتأكيد مصرية جزيرتي تيران وصنافير ، وتأكيد السيادة المصرية عليهما ، ومع زيادة حدة الجدل والغضب السعودي على نظام العسكر وقائده عبد الفتاح السيسي ، وهو يتحدث بحماس شديد عن قدرة القوات المسلحة السعودية وقوة المملكة ، مشيرًا إلى أن أمن الخرطوم وأمن الرياض ، هو شيء واحد ، مخاطبًا كل من تسول له نفسه بتهديد أمن البلدين بأن "يلعب بعيدًا".

ووسط صيحات التكبير والتهليل ، قال قائد التشكيل البحري السوداني "أيها المتربصون بأمن أرض الحرمين وأمن الأمة العربية، أحسن لكم أن تلعبوا بعيدًا" ، مؤكدًا أن السودان والسعوديه هما في "خندق واحد" ، ولن تسمح الخرطوم بأى تطاول أو إيذاء أو تلميحات أو تعدي على أمن المملكة وأراضيها.
سياسة | المصدر: جريدة الشعب | تاريخ النشر : الجمعة 07 إبريل 2017
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com