Akhbar Alsabah اخبار الصباح

إذا لم نغضب لهؤلاء سنفقد إنسايتنا

هويدي أكد الكاتب الصحفي فهمي هويدي، أنه بعد بث شريط الموت وضحايا غارات الغاز السام التى استهدفت بلدة خان شيخون فى ريف إدلب السوري، فأى عربى شاهده وعرف النوم فى تلك الليلة لا بد أن يكون قد أصيب بفساد الضمير وتشوهه، موضحا أن سوريا أصبحت بلاد الموت واستعراض فنون الإبادة، في الوقت الذي خرس فيه المسئولون العرب، والشعوب العربية أيضا.

وقال هويدي -خلال مقاله المنشور في صحيفة "الشروق"، بعددها الصادر صباح اليوم الخميس- إنه لم يرفع مسئول عربي واحد بصوته لرفض هذه المذابح، كما لم تعلن أى لجنة أو منظمة تنسب نفسها إلى الأمة العربية، عن أي دعوة للغضب، أو مظاهرات تخرج إلى الشوارع، تطالب بوقف المذبحة، باستثناء التصريحات والبيانات الاستنكارية التى مللنا إطلاقها.

وأضاف هويدي "هان العرب على العرب فاستهان بهم العالم. وخرج الإرهاب من عباءة الظلم فانشغلنا به وغضضنا الطرف عن إرهاب الظالمين. وضاقت السبل بالسوريين فخرجت جموعهم إلى الشوارع منادية «ما إلنا غيرك يا ألله»، وتمكن اليأس والإحباط من صبى سورى فأطلق قبل أن يموت عبارته المدوية: سأخبر الله بكل شىء.

وأكد هويدي أنه لن يتغير شىء من حولنا إذا ما عصف بنا الحزن، لكننا سنفقد إنسانيتنا إذا لم نغضب.

وأشار إلى سبعينيات القرن الماضى، حيث نشرت صورة لطفلة فيتنامية هى كيم فان وهى تركض فى الشارع عارية ومذعورة، بعدما ألقيت قنابل النابالم على قريتها «تراج بامج»، وإذ صدم العالم برؤية الصورة فإنها حركت المياه الراكدة آنذاك، وأحرجت الحكومة الأمريكية التى كانت تقود الحرب. وكان نشرها أحد العوامل التى أسهمت فى وقف الحرب. ودخلت الصورة التاريخ، ولاتزال واحدة من أهم عشر صور فى العالم، فإن المصور الذى التقطها (نيك أوت) صار نجما وانهالت عليه الجوائز وجرى تكريمه فى العديد من عواصم الغرب.

وأكد هويدي أنه منذ أن دخل العالم العربى عصر الانبطاح، لم يعد يكترث أحد بالقتل الوحشى الدائر فيه. فجرائم الكيان الصهيوني جرى التستر عليها، حتى تلك التى انفضح أمرها وذاع سرها على الملأ ــ وليست منسية صورة الطفل محمد الدرة الذى قتل وهو فى حضن أبيه، ولا قصة إحراق المستوطنين للطفل الرضيع على دوابشة وعائلته الذى صار خبرا عاديا، موضحا أن غاية ما هنالك أن العالم أصيب بالدهشة حين جرفت الأمواج جثة الطفل السورى ايلان كردى على الشاطئ التركى. وحين شاهد الجميع صورة الطفل عمران دقنيش الذى أخرجوه من تحت ركام بيته المدمر فى حلب، فإن خبر بكاء المذيعة الأمريكية وهى تبث الخبر طغى على صورته وهو جالس ذاهلا وزائغ العينين.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الخميس 06 إبريل 2017
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com