Akhbar Alsabah اخبار الصباح

أحمد الزند يطيح بقاضي ميزانية النادي

ميزانية النادي لم يكن اختيار أحمد الزند المثير للجدل لتولي حقيبة العدل فى حكومة العسكر، رغم سمعته الملطخة بالفساد المالي واستغلال النفوذ والاستيلاء على آراضي الدولة والتربح، إلا من أجل استكمال أهداف الانقلاب الفاشي باحتلال منصة القضاء والتخلص من كافة الشرفاء أو من بقي لديهم ذرة من ضمير من أجل تسيس "الشامخ" والتلاعب بالأحكام ومسار العدالة بما يحقق كامل أهداف دولة السيسي ويرسخ أركانها.

الزند –المحرض على قتل المصريين- الذى تتملكه رغبة معلنة فى الانتقام وإراقة الدماء، لم يكن رحيما مع أبناء مهنته المتوارثة، حيث أجبر المستشار محمد السحيمى - القاضي بمحكمة قنا الابتدائية- على التقدم باستقالته من القضاء إلى مجلس القضاء الأعلى، عبر حزمة من القرارات التعسفية التى بدأت بنقله إلى الصعيد دون أسباب معلنة، وإثقال كاهله بآلاف القضايا من أجل الانتقام منه على فضح سرقات رئيس نادي القضاة السابق.

وكان السحيمي قد رفض ابدلاع ميزانية الزند أثناء ولايته نادي القضاة منذ عهد المخلوع، ليدخل فى مشاجرة قبل نحو 14 شهرا، خلال اجتماع الجمعية العمومية الطارئة لنادي القضاة، الذي عقد بمقر النادي وسط القاهرة، وتحديدًا في 19 ديسمبر 2014، بعد أن أصر على الإطلاع على الميزانية ومراجعة بنودها.

وتمسك القاضي المستقيل بحقه فى الإطلاع على ميزانية نادي الزند، إلا أن "وزير العدل الحالي" رفض طلب عضو الجمعية العمومية وتعمد إهانته على رؤوس الأشهاد، قائلا: "ميزانية إيه اللي عايزها يلا"، ليتطور المشهد إلى التشابك بالأيدي.

وكشف السحيمي فى نص استقالته انتقام الزند منه بعد توليه منصب وزير العدل فى دولة السيسي، موجها حديثه إلى رئيس مجلس القضاء الأعلي: "سيادة القاضي الجليل، وضعتم على صدورنا وشاح شرف العدل، وقد أقسمنا إقامته بين الناس أساسًا للمُلْك، وتلك مسئوليّةٌ تحملتها وأنا مدفوعٌ بعزمٍ أستمده من انتماءٍ إليكم، وهو الذي يبعث على الفخر، وانتماءٍ آخرٍ أحمل له في نفسي تقديرًا عميقًا، إذ فارقْتُه ليَلْقَى ربه، وهو والدي، الذي أفنى من عمره خمسينَ عامًا بينكم، كان فيها ربًّا لبيتٍ من بيوت القضاة، يقوم عليهم خادمًا وسيدًا".

وتابع: "لأن العدل أمانةُ السماء فإن أهل الأرض جميعهم مُؤْتمنون عليه أن يؤدوه فيما بينهم، لا تثريب على من لم يقدر، فَقِلّة الحيلةِ لا تنال من شرف الرجال، وإنما يهجر الأنبياءُ أرضَهم إذا اشتدت يد الشرك تنال عُصْبَتُه منهم، وإني ها هنا لا أشكو ضعف قوتي ولا هواني على وزير العدل، فإن قَدِرَ هو على ظُلْمي وما خشيَ أن تحيط به ظلمات يوم القيامة، فإنَّ لمثلي ربٌّ يردُّه، فإن أمهله في دنياهُ هذه، فإنه لن يهمله في يومِ موقفٍ عظيم".

واستطرد السحيمي: "كان الوزير في يومٍ صوتَ القضاة، رئيسًا لناديهم، وقد عارضتُه في مَلَأِه حينئذ أشد معارضة، فأسرَّها في نفسه، حتى إذا اعتلى وزارتَه عاود الخصومة من ديوانها، فأضحى صوتُنا سوطًا علينا، فنبَّهني تنبيهًا يُوقفني عن ترقية، ثم أقصاني إلى الجنوب، حيث محكمة قنا ليترصَّدني بأعباء العمل، فوزَّعه بين رفاقي من القضاة بغير عدل، حتى أصبح المنظور لديَّ من دعاوى الجنح يفوق في اليوم ألفًا ورَبَتِ الدعاوى المدنية فجاوزتِ الثلاثمائة وخمسين، فهل أكذب بعد كل هذا أنهم يتعجلون خلاصًا مني، بل أصدِّقُ أن الوزيرَ منتقمٌ غيرُ ذي عفوٍ، وإني لَأُعاجل عُنُقي بذبحٍ قبل أن ينالها بطعنة موتور".

وأضاف: "إن القاضي الجزئي بمحكمة قنا لا قِبَل له بوزير العدل، لا يملك سوى نفسه ويملك الوزيرُ نفوسَ رجال، غير أن مِثْلي إذا اسْتُكْرِهَ على الأمر ما وسعه البقاء عليه"، موضحا: "إذا كان الوزير لا يحفظ عهد أبي، وقد رافقه لسنواتٍ يعبران عن ضمير القضاء في أحلك ما مرَّتْ به بلادنا، فهانت عندَه عظامُه إذ بَلَتْ - وإني من تلك العظامِ دمًا من دمٍ - فإنكم حفَّاظون للعهود أوفياءَ لها، لا تُضَيِّعون أصلابَ رجالكم، فما لمتجبرٍ من سلطانٍ عندكم إذا أَغَثْتُم الملهوفَ فصارَ ذا بأس، فإن بلغكم كتابي هذا عند مجلسكم فرُدُّوهُ، وما تردُّون إلا نفسي إليَّ، أما إذا بلغكم وقد رضيتم فتلك استقالتي، أرفعها إليكم وما يرفع النفوس سوى عزٍّ بأهله، فاقبلوها وإني لكم من الشاكرين".


واختتمت رئيس محكمة قنا الابتدائية استقالته: "(فستذكرون ما أقول وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد)".
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الأحد 31 يناير 2016
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com