كلما اكتشف السيسي ان سحر نور عينيه اخذ في النفاذ وما عاد يتيم النساء به راح مجددا يبحث عن فنكوش جديد من جملة الفناكيش الوهمية التى ظل يقدمها من الانقلاب حتى الآن وكأن مشروع استصلاح المليون ونصف فدان في منطقة الفرافرة بالصحراء الغربية، والذي من المقرر أن يتم على 3مراحل، فيما تم الانتهاء من استصلاح 500 ألف فدان وافتتح السيسي، المرحلة الأولى منه.
وقال وزير والري إن 88.5 % من أراضي مشروع المليون ونصف فدان تعتمد علي المياه الجوفية، مشيرًا إلى أن هناك 5114 بئرًا سيتم حفرها في كل مرحلة من مراحل الاستصلاح والتي تنقسم إلى 3 مراحل بواقع 500 ألف فدان لكل مرحلة.
حقيقة المشروع العلمية حقيقة الموضوع العلمية وبحسب الكاتب الصحفي سليم عزوز تعود الى عالم الجيولوجيا الدكتور “خالد عودة”، ابن الشهيد “عبد القادر عودة”، القيادي الإخواني الذي أعدمه حكم العسكر في مصر، أعلن اثناء عضويته لمجلس الشورى عن اكتشافه “خزاناً” للمياه الجوفية يكفي لاستصلاح 3.7 مليون فدان بالصحراء المصرية الغربية في المنطقة الحدودية بين مصر وليبيا، وهذا المخزون ناتج عن نهر قديم في الصحراء كون دلتا كبيرة صالحة للاستصلاح الزراعي، وهي تكفي لزراعة ضعف المساحة التي أعلنها السيسي، والتي بدأها بعشرة آلاف فدان فقط، لم يحدد لها فترة زمنية للبدء والانتهاء، فكل أفكاره المسروقة.
وأضاف عزوز أنه مهما يكن، فإن ما قاله “عودة”، لم يكن يجوز التسليم به بدون دراسات، لاسيما وأن هناك من شكك في مشروعه مثل مديرة معهد أبحاث المياه الجوفية الدكتورة “ناهد العربي”، التي طالبت بإخضاع المشروع للدراسات العلمية لتحديد كميات السحب الآمنة قبل تحديد المساحات التي يمكن زراعتها في هذه المناطق!
واضاف : هذا كلام له وجاهته، لاسيما وأن المعلوم أن المياه الجوفية لها منسوب، وليست معيناً لا ينضب، وللدكتور فرج فودة، دراسة مهمة حول اقتصاديات مياه الري حصل بها على درجة الدكتوراه من كلية الزراعة جامعة عين شمس، واللافت أن رسالة الدكتوراه كانت ترد على رسالته للماجستير.
وتابع فالدراسة التي حصل بها على الماجستير، كانت تقوم على فكرة الاستصلاح الزراعي بأعداد ضخمة من الأراضي بعيداً عن الوادي، واعتماداً على المياه الجوفية، لكنه عاد في رسالة الدكتوراه، لينسف ما انتهى إليه فالمياه الجوفية لها منسوب حتماً سينتهي إن تجاوزت عملية السحب الآمنة.
صاحب الفكرة
الا ان الطرح الذى طرحه الدكتور عودة طرح في وقت لم يكن فيه سد النهضة قد بنى في اثيوبيا وان طرحه الان يختلف تماما عن طرحه قبل عامين ويقال ان من ورط السيسي فيه هو الدكتور عادل البلتاجي، عضو الحملة الرئاسية للسيسي الذى عين وزيرًا للزراعة في حكومة إبراهيم محلب الأولى، بأوامر رئاسية لتكليل مجهوده في “إقناع المواطنين بمشروع استصلاح 4مليون فدان على 4سنوات هي فترة رئاسة السيسي”. الا انه أقيل من منصبه على خلفية إخفاقه في تنفيذ تلك الخطة.
قدم البلتاجي مع اثنين من رجاله مشروع تطوير منظومة الري، الذي يوفر 12 مليار متر مكعب، ومشروع تطوير زراعة الخضر، بهدف توفير المياه لاستصلاح 4مليون فدان، ليقنع السيسي بأن مشروع المليون فدان حقيقة يمكن أن تُطبق في يوم ما، فوضعها ضمن برنامجه وقدمها للجمهور.
ثم أدرك السيسي أنه لم يعتمد على علماء ودراسات واقعية، فقام بإقصاء البلتاجي، وعين مكانه وزير الزراعة السابق صلاح هلال، المتهم في قضية فساد، دون أن يعترف بفشله في مشروع المليون فدان
تشكيك في الجدية
وانتقد الخبراء المشروع واعتبروه محاولة مكررة من السيسي لاظهر نجاحات وهمية بناء على مشروعات غير علمية حيث طالب محمد نصر الدين علام، وزير الري الأسبق، السيسي باستشارة عدد من الخبراء المصريين حول توفر المياه الجوفية الازمة لرى مساحة مشروع الـ1,5 مليون فدان ، حتى لا ننفق المليارات دون جدوى
.واضاف علام خلال حواره ببرنامج “الحياة اليوم” المذاع عبر فضائية “الحياة”، اليوم الأربعاء: ان هناك بعض الدراسات تشكك فى توافر مياه جوفية تكفي لري مساحة المشروع.
وقال الوزير الاسبق : مصر فى حاجة ماسة إلى مشروعات زراعية، واستصلاح مساحات كبيرة من الأراضي، مشيرًا إلى أن هناك فجوة غذائية تقدر من 7 إلى 8 مليار دولار .
مياة لا تكفي
قال الدكتور نادر نور الدين، خبير الموارد المائية، إن وزير الري خدع السيسي، إذ أن منطقة الفرافرة من المناطق الصحراوية شديدة الحرارة، وتحتاج إلى 10.5 مليار متر مكعب من المياه سنويًا لري 1.5 مليون فدان، في حين إن الوزير أكد سابقًا أن الصحراء الغربية بكاملها لا يوجد بها سوى 8مليار متر مكعب من المياه.
وأضاف أن “فدان الري بالتنقيط أو بالرش في مناخ مصر الحار الجاف الخالي من الأمطار يستهلك خمسة آلاف متر مكعب في السنة، وبالتالي فإن 1.5 مليون فدان تتطلب 7.5 مليار متر مكعب في السنة”.
وأشار إلى أن وزير الري عرض على الرئيس أن 1.5 مليون فدان تتطلب 2مليار متر مكعب فقط من المياه الجوفية في السنة، أي أن معدل الري للفدان يستهلك أقل من 1400 متر مكعب فقط في السنة وهذا مستحيل زراعيًا وواقعيًا حتى لو كان في القطب الشمالي.
وطالب نور الدين، وزير الري بأن يُعلن صراحة عن ما إذا كانت مناطق الاستصلاح يوجد بها مياه جوفية متجددة أم غير متجددة، محذرًا مما قد تعاني منه تلك المناطق مستقبلاً وخصوصاً في ظل عدم وجود مياه للري والمعيشة.
وأيده الدكتور أحمد الشناوي، الخبير بالأمم المتحدة، قائلاً: “مشروع المليون فدان، وإن تواجدت له المياه الجوفية الآن، فإنها مستقبلاً “ لن تكون موجودة”، موضحًا أن “المناطق الواقعة ضمن المشروع تعاني من أن الطبقة الحاملة للمياه غير متجددة”. وقال الشناوي، إن “ السيسي خُدع في المليون فدان، وسيظهر ذلك مستقبلاً عندما تفني المياه الجوفية الموجودة في الفرافرة والصحراء الغربية، حينها سيُصبح مشروع المليون فدان، كأنه غير موجود في الأساس”.
مصر مقدمة على كارثة
فيما طالب الخبير الاقتصادي والكاتب الصحفي محمود عمارة، بوقف المشروع فورا، واصفا إياه بأنه “فنكوش” وعبث، وبأنه بلا رؤية استراتيجية، ولا دراسة جدوى اقتصادية، وأنه سيبدد ثروة البلاد من المياه الجوفية، وسيتسبب في عطش المصريين، وإهدار المال العام، دون مقابل يستحق ذلك.
جاء ذلك في مقال كتبه عمارة بجريدة “المصري اليوم”، تحت عنوان: “لو كنت رئيسا للحكومة”.
وتسائل عمارة أين في العالم مشروع بهذا الحجم الهائل من التمويل، يبدأ بدون دراسات جدوى اقتصادية وفنية ومالية، وبلا رؤية استراتيجية؟!.وتابع: أين في العالم مشروع بهذا الحجم يعتمد أساسا على مياه جوفية، يُمكن أن تكون هي المصدر الرئيس لكوب المياه لملايين المصريين، بعد “سد جفاف النيل” (يقصد سد النهضة الإثيوبي)، وما سيليه من سدود؟!.
وحذر: “أمامنا “بروفة” لإنقطاعات مياه الشرب، وصلت إلى قطع الطريق الدائري لمجرد أن منسوب النيل انخفض 10 سم، و”سد الخراب” (النهضة) لم يكتمل بعد (48%).. فما بالك عندما ينتهون من تركيب “المحابس” على عشرات السدود المخطط إنشاؤها أعلى النيل؟!.
ثانيا: “دراسات الجدوى” ستطرح البدائل.. فمثلا: يمكننا زراعة المليون فدان بالساحل الشمالي، على الأمطار المُستدامة، بتوسعة ترعة الحمام.. فالزراعة بهذه المنطقة لا تحتاج سوى “ريَّـة تكميلية واحدة”.. فنحقق الهدف بأقل التكاليف”، وفق قوله.
وأكد أن الأهم هو: الاحتفاظ بمخزون المياه الجوفية للسنين “السوداء”، وقت انخفاض منسوب النيل أربعين وخمسين سم، وذلك للحفاظ على أرواح الملايين قبل أن تموت عطشا.. عندما يصل تعداد المصريين إلى 321 مليون نسمة، بعد 70 سنة. (إحصائيات منظمة الفاو للأغذية والزراعة).. ساعتها ننقل هذه المياه في أنابيب من الوادى الجديد، على طريقة القذافى (النهر العظيم).
ثالثا: هناك بديل للتوسع الأفقي.. اسمه: “التوسع الرأسي”.. عملوه في موزمبيق وجمهورية الموز.. لا يحتاج سوى إلى: “بحوث زراعية” تضاعف إنتاج الفدان
رابعا: مشروع الأربعة ملايين فدان الحالي هو نفسه، الذي كان مخططا له في عهد المخلوع.. وقتها كان مبنيا على أساس: ليس هناك سد سوف تبنيه إثيوبيا، (وإلا سيضرب قبل إكماله)، ولم يجرؤ الإثيوبيون على بنائه إلا بعد حالة الفوضى التي عمت البلاد، في ظل المجلس العسكري، وفى عهد الإخوان.
وتابع: “الأنكى أن وزير الري “بإسهالاته” في الجرائد، يعترف بأننا أنفقنا 2.3 مليار جنيه لحفر 600 بئر في الصحراء، وأنه سينفق 12 مليار جنيه لاستكمال حفر باقي الآبار للمشروع..12 مليار جنيه لحفر آبار، ودراسات الجدوى لم تنته بعد!.
وأردف: رئيس الحكومة الجديد (بحسن نية) في أول اجتماع له: “يبحث توزيع المليون فدان على الناس”، من غير دراسة جدوى!.
وجريدة حكومية تعرض – على صفحة كاملة – صورة فسائل نخيل في الفرافرة.. والمانشيت: “مصر تخضر”.. كأن الموضوع هو “تلوين الصحراء” من الأصفر إلى الأخضر!
ثم عاد الخبير للتساؤل: أين دراسات الجدوى لنعرف مُقدّما: ماذا سنزرع؟ وتكلفته كم؟ وسنبيعه لمن، وبكم؟.. وهل وضعنا دورة زراعية ملزمة لزراعة محاصيل استراتيجية نستوردها؟ “ولا رايحين عشوائي نبعزق فلوسنا، ونجفف المخزون الجوفي، ونغرز الشباب في الطين؟”.
تخدير بلا تعمير
كما انتقد الخبير الاقتصادي اشرف دوابه استاذ الاقتصاد والمالية العامة بالجامعة الامريكية أعلان الحكومة مشروع المليون ونصف المليون فدان الذي زعمت انه يستهدف زيادة الرقعة الزراعية لمصر بنسبة 20% (من 8 ملايين فدان حالياً إلى 9.5 مليون فدان)في وقت تعيش الحكومة ازمة اقتصادية حادة مؤكدا سياسة السيسي وحكومتة كل ما تنزنق إعلن عن مشروع فنكوشي معادلته ديون بلا تنمية وتخدير بلا تعمير”.المشروع وقال في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي ان البيان قال ان السيسي سيطلق المشروع نهاية ديسمبر الجاري إشارة البدء في تنفيذ المشروع، الذي يأتي ضمن سلسلة المشروعات القومية التي تتبناها الدولة، كمشروع شرق التفريعة والمشروع القومي للطرق والضبعة ، وقد وقع الاختيار -حسب البيان-على مناطق في ثمان محافظات هي قنا، وأسوان، والمنيا، والوادي الجديد، ومطروح، وجنوب سيناء، والإسماعيلية، والجيزة.
وعلق قائلا هكذا سياسة السيسي وحكومة الصايع الضايع (كل ما تنزنق أعلن عن مشروع فنكوشي مؤكدا ان قضية استصلاح مليون ونصف فدان بدأت بإعلان السيسي نفسه عن استصلاح ٤ مليون فدان ثم أعلن بعد ذلك الاقتصار علي تجربة استصلاح ١٠ ألاف فدان بالفرافرة باسم الريف المصري تشبها بالريف الأوربي ثم جاء محلب رئيس الوزراء السابق وأعلن بعد تصريح السيسي بيومين عن استصلاح ٢٠ ألف فدان بالفرافرة ثم يأتي بعد ذلك إعلان السيسي وحكومته عن استصلاح ١.٥ مليون فدان في ٨ محافظات لبلد حاضره ومستقبله سيعاني من الفقر المدقع في الماء بسبب عقدة الشرعية التي تلازمه باليل والنهار ومن أجلها وقع علي اتفاق المبادئ مع أثيوبيا لبيع ٩٠ مليون مصري وجيلهم المستقبلي .. ومن أجلها أيضا عقد عشرات الصفقات في التسليح وغيرها وتنازل عن حقوقنا في حقول الغاز وأعلن عن مشروعات سماها قومية لبيع الوهم للشعب وهي مشروعات باهظة التكاليف قليلة العائد وتحقق بامتياز ما قلته من قبل أن سياسة السيسي قوامها (ديون بلا تنمية وتخدير بلا تعمير).