اعتبرت مجلة ذي إيكونومست البريطانية الواسعة الانتشار أن عبد الفتاح السيسي يفقد السيطرة على شبه جزيرة سيناء، وأن تنظيم الدولة الإسلامية ربما بدأ يعود إلى وادي النيل مما ينذر باندلاع أعمال عنف في قلب مصر.
وقالت إن الصراع في المنطقة بدأ كتمرد "بسيط" بسبب ما سمته "الضيم" الواقع على بدو سيناء جراء الفقر الذي يرزحون تحت وطأته. وباتت سيناء اليوم ساحة قتال لتنظيم الدولة، ويبدو أن إجراءات الجيش المصري الصارمة تدفع العديد من البدو -البالغ تعدادهم أربعين ألفا- إلى أحضان التنظيم المسلح الذي يخوض حربا ضد نظام السيسي.
ويجيء تقرير ذي إيكونومست هذا تعليقا على ما صرح به السيسي بعد تحطم الطائرة الروسية في 31 أكتوبر عقب إقلاعها من مطار منتجع شرم الشيخ السياحي في سيناء.
ونقلت المجلة عن أحد المحللين لم تذكر اسمه أن "قادة الجيش المصري كالنعام يدفنون رؤوسهم في الرمال إذ يقولون إننا نكسب القلوب والعقول بفضل خططنا العظيمة لمحاربة التمرد"، فيما الحقيقة أنهم يثيرون الضغائن والأحقاد بالعقاب الجماعي.
ففي الشمال دمر الجيش مئات الأنفاق التي تُهرب عبرها السلع إلى قطاع غزة، وهي عماد اقتصاد بدو المنطقة. كما سوّى الجيش أحياء سكنية على طول الحدود تاركا عشرات الآلاف بلا مأوى. وفي شمال سيناء أيضا يقول السكان إن الجيش يقصف المنازل بالدبابات في محاولة منه على ما يبدو لإجبار البدو على النزوح نحو المدن الواقعة تحت سيطرته، حسب الجزيرة.
وبحسب معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط ومقره واشنطن، فإن هجمات المسلحين تفاقمت لتصل إلى 357 هذا العام، أي عشرة أضعاف ما كانت عليه في عام 2012 وهي السنة التي سبقت استيلاء السيسي على السلطة في مصر.
وأشار المعهد إلى أن أربعا من الحملات العسكرية الكبرى التي شنها الجيش وجاءت كل واحدة منها أقسى مما سبقتها- قد أسفرت عن قتل أعداد كبيرة من الأشخاص حتى تلك الوفيات ارتفعت من 12 في 2012 إلى أكثر من ثلاثة آلاف وفاة هذا العام حتى الآن.
كما زادت الاعتقالات المصحوبة بالتعذيب من 16 حالة في 2011 إلى أكثر من ثلاثة آلاف وستمائة عام 2015. ويقول الجيش إن حملته الأخيرة التي أطلق عليها اسم "حق الشهيد" أسفرت عن مقتل خمسمائة مسلح، لكن برغم تلك الحصيلة فإن صفوف المسلحين تبدو في ازدياد.
وتمضي المجلة إلى القول إن بريطانيا والحكومات الأخرى تؤكد أن فنادق شرم الشيخ تظل آمنة للسياح، "لكن ثمة دلائل كذلك على أن المسلحين يتغلغلون إلى جنوب سيناء".
وفي ختام تقريرها تخلص المجلة إلى القول إنه ما لم يوفر السيسي وظائف للبدو لإخماد امتعاضهم فعليه ألا يتوقع تحسنا كبيرا في مجال الأمن.