Akhbar Alsabah اخبار الصباح

أول بيان لمحمد سلطان بعنوان "بيان الحرية"

بيان الحرية نشر محمد سلطان، الشاب المصري صاحب الجنسية الأميركية، والذي تم إطلاق سراحه وترحيله إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، بيانا يؤكد فيه على ضرورة استمرار النضال من أجل الحرية، سماه "بيان الحرية".

وقال سلطان، الذي يعد صاحب أطول إضراب عن الطعام في السجون المصرية، بعد إضراب استمر نحو 490 يوما، في بداية بيانه "الحمد لله الذي أخرجني من السجن بعد اعتقال ظالم سلب مني قرابة العامين من عمري. فالحمد لله على نعمة الحرية، ونعمة الأمن، ونعمة الأهل، ونعمة العافية. أحمده سبحانه وتعالى أن أنعم علي بأناس مخلصين وهبوا حياتهم ليدافعوا عن المظلومين والمحتاجين".

وأضاف سلطان في بيانه: "رزقني الله خلال هذه المحنة دعما فاق توقعي من جميع أنحاء العالم. نضالكم المستمر من أجل حياتي وحريتي على مدار العشرين شهرا الماضية، التي قضيتها في ظلمات السجون، ساعدني على ألا أفقد فيها إيماني بالإنسانية".

وقال سلطان "أتوجه بالشكر الخالص لجميع من وقف بجانبي ودعم قضيتي سواء بالدعاء أو بالرسائل الداعمة أو بنشر الوعي أو بالتظاهر أو بالضغط على الحكومات والمسؤولين أو بالكتابة عن محنتي. ألهمتني جهودكم استكمال النضال، ومن خلال تلك الجهود التي بذلتموها، صرت الآن حرا، ولذا أنا مدين لكم جميعا طوال العمر".

وخص بالشكر "المحامين الذين طالبوا بالإفراج عني على ضفتي المحيط، وجمعيات حقوق الإنسان التي عملت بإخلاص لإظهار مدى عمق الظلم وتأصله في المحاكم المصرية، وللطلاب الذين نشروا قضيتي في جامعاتهم، وللصحفيين الذين غطوا معاناتي، ولآلاف الأفراد الذين لم ألتق بهم، الذين سيظلون وإلى الأبد إخواني في الإنسانية".

وكذلك "أود أيضا أن أشكر الحكومة الأمريكية لاتخاذها الإجراءات اللازمة للإفراج عني. كونت هذه الجهود حملة موسعة ومعقدة والتي لازلت غير قادرٍ على استيعاب تفاصيلها التي نتجت عنها حريتي، لذلك فأنا ممتنّ للغاية وشاكر لكل من ساهم ولو بكلمة".

وشدد سلطان على أهمية الاتحاد من أجل الحرية والدفاع عن المظلومين، ودوره في إحداث تغيير حقيقي: "إن الصراع من أجل حرية التعبير وحرية الاعتقاد والدفاع عن المظلومين، ليس محصورا في ظلم يتعرض له فرد واحد أو تتعرض له ديانة أو جماعة بعينها، وإنما هي قضية عالمية توجب علينا جميعا الاتحاد وتجنب الخلافات السياسية والأيديولوجية. إن قدرتكم على الدفاع عني خلال هذه المحنة دليل على أن هذا الاتحاد بإمكانه إحداث تغيير حقيقي. هذا الشعور ألهمني كما ألهم الكثير من المظلومين مواصلة صراعنا من أجل الحرية، فالحصول على الحرية يمثل انتصاراً حقيقياً لنا جميعا، فأنتم المنتصرون".

وأضاف البيان "لا أحد يستحق أن يسجن مدى الحياة من أجل رأي أبداه. وقد أعطانا الربيع العربي الأمل أن ينتهي زمن التحكم في العقول وأن لا يعد الاستبداد مرحبا به في البلاد العربية. إن واجبنا الآن هو إحياء هذا الأمل والاتحاد مرة أخرى لنحقق الحرية لكل من اعتقل ظلما".

وأوضح سلطان أنه يعالج حاليا من مشاكل صحية شديدة بسبب ظروف اعتقاله غير الآدمية، لكنه شدد رغم ذلك على استمراره في المطالبة بالحرية للمعتقلين، قائلا: "سأظل وفيا بوعدي في استكمال طريق الحرية حول العالم، وأؤكد أنني لن أنسى محنة كل المسجونين تعسفيا في مصر.. لن أنسى إسراء وأسماء مصر وسناء ويارا وماهينور وهند ورشا وباقي المعتقلات. لن أنسى أصدقائي سامحي مصطفى ومحمد العادلي وعبد الله الفخراني وعمر مالك وأنس البلتاجي والعقيد وإبراهيم حلاوة وإبراهيم اليماني وشوكان وأحمد ماهر وعلاء عبد الفتاح وأحمد دومة ومحمد عادل وأبي، وعشرات الآلاف من الذين ما زالوا يدافعون عن أبسط حقوق الإنسان.. ألا وهي الحرية".

وأشار سلطان إلى نيته رواية قصته بعد أن يستعيد عافيته، آملا أن يسلط بذلك الضوء على الأوضاع المزرية خلف قضبان السجون المصرية التي يعيشها الآف. معتبرا "أن من واجبي أن أسخر الصوت الذي منحني الله إياه للفت الانتباه لهؤلاء المظلومين وأتطلع للعمل مع كل من يؤمن بأنه مادام هناك من سلبت حريته، فإننا جميعا لم نتحرر بعد" حسب قوله.

داعيا في ختام بيانه إلى استمرار النضال من أجل الحرية، "رغم صعوبة الطريق لكن الحرية ليست رخيصة إطلاقا، وهو ما تعلمته جيدا خلال تجربتي الشخصية. ولذا فمن الواجب علينا -نحن الذين نتمتع بجزء من الحرية- أن نستمر في النضال من أجل الذين لا يتمتعون بها".

ومحمد سلطان، ابن الأكاديمي والقيادي الإخواني صلاح سلطان، اعتقل في أغسطس 2013 إثر مداهمة قوات الامن المصرية لمنزله بحثا عن والده، وحين لم يعثروا عليه اعتقلوا نجله محمد، وظل رهن الاعتقال التعسفي نحو السنة، ثم أحيل للمحاكمة في القضية المعروفة إعلاميا بـ"غرفة عمليات رابعة"، ودخل في إضراب عن الطعام رفضا للظلم وعدم عدالة القضاء المصري والانتهاكات التي وقعت بحقه، وتم الحكم عليه في إبريل الماضي بالسجن المؤبد والإعدام لوالده.

وتعاطف مع سلطان، الذي تضررت حالته الصحية بشدة جراء إضرابه عن الطعام، العديد من الشخصيات والمنظمات المحلية والدولية، وتدخلت السلطات الأميركية لإطلاق سراحه، في ظل رفض الحكومة المصرية الإفراج عنه إلا بعد تنازله عن الجنسية المصرية.
سياسة | المصدر: العربي الجديد | تاريخ النشر : السبت 06 يونيو 2015
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com