شن توفيق عكاشة القيادي بالحزب الوطني المنحل وصاحب قناة «الفراعين» الخاصة هجوما عنيفا على «المجلس الأعلى للقوات المسلحة» وأجهزته السيادية، بزعم أنهم قاموا بتزوير «الانتخابات» لصالح الدكتور «محمد مرسي» مرشح حزب «الحرية والعدالة».
وحرض ضمنياً على «الفتنه» داخل جهات سيادية وبشكل يُمثل تهديد بالغ الخطورة للأمن القومي المصري خاصةً وأن من يستمعون إليه هم بسطاء الشعب المصري، حيث جاء هجوم «عكاشة» لصالح «التنظيم السري» للفريق أحمد شفيق، أخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، ولصالح فلول «الحزب الوطني» المنحل من قيادات أمنية سابقة ورجال أعمال نظام مبارك، بهدف زعزعة الاستقرار وتهديد الأمن القومي المصري.
ووصف خبراء استطلاعنا أرائهم في شبكة الإعلام العربية – «محيط» رد فعل توفيق عكاشة والذي يعد من أبرز أبواق «شفيق» الإعلامية بأنه بداية من تحرك شامل لعدد من وسائل إعلام وفضائيات يمتلكها فلول النظام البائد في مصر ضد جهات سيادية في الدولة، وذلك لخدمة عناصر الثورة المضادة.
عكاشة يتهم «العسكري» بالتزوير
حيث طالب عكاشة في أول ظهور إعلامي له بعد خسارة المرشح الذي يدعمه الفريق أحمد شفيق، بمحاكمة قادة «المجلس العسكري» وذلك لأنهم لم يقدموا الدعم للمرشح الخاسر في الانتخابات والقيام بتسليم السلطة له وإنجاحه والتعدي على «شرعية الصندوق».
وأتهم «المجلس العسكري» بتسليم البلاد لجماعة «الإخوان المسلمين»، وقال أنه لا يعترف بتمثل «العسكري» للشعب، لافتا إلى أن «العسكري» لا يمتلك خبرة سياسية، وأنه تفاوض مع «الإخوان» على حساب «الشعب».
وأدعى أن «المجلس العسكري» تعرض لضغوط من جهات أجنبية معادية، من أجل تحويل نتيجة الانتخابات لصالح الدكتور محمد مرسي مستنداً في حديثه إلى عدد من التقارير المنسوبة إلى الصحافة الإسرائيلية، وهذا ما أعتبره الخبراء في تصريحاتهم لـ"محيط" بأن كلامه يعتبر تهديداً للأمن القومى يهدف إلى زعزعة الاستقرار وتعطيل مسيرة الديمقراطية وإثارة البلبة حول الرئيس المنتخب من الشعب، والتشكيك في سيادة القرار المصري وفي نزاهة القوات المسلحة المصرية.. وهذا يصب في صالح الجهات الأجنبية التى استدل بها في حديثه.. وفي صالح التنظيم السري لـ أحمد شفيق، وفلول الحزب المنحل.
العسكري تعدى على شرعية مبارك
وقال أن «المجلس العسكري» تعدى على شرعية «الحكم» في إشارة منه إلى حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك تحت مسمى مساندته للشعب و«الثورة»، وناقض نفسه في الوقت ذاته وذلك من خلال المطالبة بمحاكمة جمال مبارك وعاطف عبيد، والسيدة سوزان مبارك.. ومن ثم محاكمة «المجلس العسكري».. والذي قال أنه يحترمه أدبياً.
وأعلن عكاشة عن عقد اجتماع موسع مع عدد من القوى السياسية، بمركز «أبن خلدون» الذي يقوده سعدالدين إبراهيم الساعة الثانية ظهر الغد، وقال: "أنا رفضت أسافر ألمانيا بعد فوز «مرسي» وقررت البقاء بجانب الشعب".
عكاشة يدعو لمليونية
ودعا إلى مليونية يوم «الجمعة القادمة» أمام قبر الرئيس الراحل أنور السادات، في تمام الساعة السادسة مساءً، وقال أنهم سيرفعون عدد من المطالب في هذه المليونية ومنها «حل البرلمان»، وذلك لأن حزب «الحرية والعدالة» وحزب «النور» قاموا بعمليات تزوير مباشرة وغير مباشرة على يد «المجلس العسكري»، بالإضافة إلى منح الـتأييد الكامل لرجال القضاء وعلى رأسهم المستشار أحمد الزند، وكافة رجال الشرطة، بالإضافة إلى المطالبة بحل «مجلس الشورى»، وحل «الجمعية التأسيسية للدستور».
كما دعا الفنانين لحضور المليونية حتى يحافظوا على مجال عملهم.. قائلاً: "لو مجتوش هتبيعوا لفت"، كما طالب عدد من الإعلاميين حضور المليونية مثل إبراهيم عيسى وضياء رشوان.. إلخ، كما طالب عدد من رجال الأعمال مساندته ودعمه في هذه المليونية، وتأييد رجال «الجيش» لها دون «المجلس العسكري».
عكاشة وبكري
كما أكد «عكاشة» أن الكاتب الصحفي مصطفى بكري أبلغه برسالة يؤكد من خلالها أن الأخبار التي صرح بها لـ«الفضائيات» عن فوز الفريق أحمد شفيق في الانتخابات، وأن تصريحاته بشأن ذهاب قوات من الحرس الجمهوري لنقل الفريق شفيق للقصر الجمهوري «صحيحة»، إلا أن الكاتب محمود بكري شقيق مصطفى بكري نفى لـ«عكاشة» أن يكون شقيقة قد أرسل إليه هذه الرسالة بخصوص ما سبق ذكره، وحينها غير عكاشة كلامه وقال أنه سأل فريق الإعداد وأجابه بأن مصدر هذه الرسالة «الفيس بوك».
عكاشة يهدد الأمن القومي
وكشف عكاشة عن مخططاته التي تهدد الأمن القومي، حيث هدد بمحاربة نواب «مجلس الشعب» ومنعهم من دخول «البرلمان» في حال موافقة «المجلس العسكري» ومحكمة «القضاء الإداري» على رجوع «برلمان الثورة» لأداء دورهم ومهامهم البرلمانية، كما حذر رجال الشرطة من الوقوف ضدهم إذا حاولوا منعهم من مهاجمة «برلمان الثورة» ومنع نوابه من الدخول في حال رجوعه وإلغاء حله.
كما هدد بمحاصرة عدد من الوزارات بالدولة إذا تم تغير قيادتها وتمكين الحقائب الوزارية الخاصة بها لقيادات من خارجها، وخاصة وزارة «العدل» ووزارة «الداخلية».
ومن جهة أخرى، قال مراقبون لـ «محيط» أن عكاشة خص كلامه بهاتين الوزارتين، لأنه متهم بعدد من القضايا أمام المحاكم ومنها الإساءة إلى الدكتور محمد مرسي المرشح الرئاسي في ذلك الوقت، بالإضافة إلى اتهام الفريق شفيق المرشح الذي يدعمه بعدد من قضايا الفساد، وأستدل المراقبون على كلامهم بموقف اللواء عبد اللطيف البدينى، مساعد وزير الداخلية، والذي أنضم لاعتصام ميدان التحرير منذ يومين، واتهم خلال مشاركته في الاعتصام الفريق أحمد شفيق بأنه المتحكم في الانفلات الأمني التي تشهده البلاد حالياً؛ ومن المعروف أن البدينى كان أحد القيادات الأمنية التي أحالها حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، للتقاعد، لأنه رفض استخدام التعذيب ضد المعتقلين، قبل أن يعود كمساعد لوزير الداخلية بعد الثورة بحكم قضائي.
ويذكر أن الفريق أحمد شفيق المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية متهم على ذمة عدد من قضايا «إهدار المال العام»، وكان أخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، والتي حدثت في عهده موقعة الجمال والتي راح ضحيتها المئات من الشهداء والمصابين.
ومن المعروف أن «عكاشة» قد زعم من قبل أنه يمتلك مستندات تدين جماعة «الإخوان المسلمين» بالاشتراك في «موقعة الجمل»، وعند استدعائه للشهادة أمام المحكمة وإظهار المستندات التي قال أنه يمتلكها، تبين لهيئة المحكمة حينها أنه لا يملك مستندات ولا يملك أي دليل على كلامه بخصوص اتهامه للإخوان.