مرسي رئيسًا.. الشعب يثور على الظلم و الطغيان

بالإرادة والعزيمة وروح الثورة المصرية العظيمة انتصر محمد مرسي في معركة الرئاسة الطاحنة التي تجمع فيها أتباع النظام البائد بقضّهم وقضيضهم من حكومة وعسكر وشرطة ورجال أعمال وأمن دولة.. كل هؤلاء في مواجهة الشعب الثائر على الظلم والطغيان. لقد أحسن الإخوان صنعًا بالإعلان المبكر عن فوز مرسي لقطع الطريق على المزورين لإعلان فوز شفيق زورًا وبهتانًا.

وبعد النتيجة التي أعلنها "قضاة من أجل مصر"، أصبح محمد مرسى رئيسًا شرعيًا لمصر، وما يحدث من مهاترات ما هي إلا محاولات دنيئة لفرض شفيق بالقمع والتزوير.

المؤامرة على الثورة والرئيس المنتخب أصبحت واضحة جلية بخروج الإعلان الدستوري المكمل، تلك الجريمة التي بيتت بليل من أجل نزع السلطات من الشعب.. استيلاء المجلس العسكري على السلطة التشريعية ليصبح الرئيس بلا سلطات.

العسكر يمارسون الكيد السياسي بضراوة منذ نجاح الثورة في محاولة لعرقلتها، مستغلين الخلافات السياسية وحالة الاستقطاب بين الأحزاب والقوى السياسية ، وكان من الممكن أن ينجح مكر العسكر وتضيع الثورة، لولا لطف ربّ العالمين بالمصريين.

المعركة الآن ليست بين الثوار والعسكر، أو بين الإسلاميين والعسكر، بل هي بين العسكر الذين يحكمون البلاد منذ عام 1952 وبين الشعب الذي يريد أن يسترد سلطته وحكم بلاده.. فما كان مبارك إلا واجهة للعسكر وأصحاب المصالح، لذلك من الضروري جدًّا تعاون كل قوى المجتمع من أجل التخلص من كابوس الأصنام والأوثان التي تسترت خلف الطاغية حسنِي مبارك، والتي حاربت وقاتلت من أجل مصالحها، وأغرقت البلاد في الفوضى من أجل عرقلة الثورة.

لابدَّ من مواجهة كل الأصنام التي شاخت على كراسي السلطة وتريد أن ترجع بلادنا إلى التخلف والرجعية والاستبداد، لأنَّ السكوت عليهم جريمة في حق الثورة وحق مصر، ولأن السكوت على الأصنام يعنِي الإطاحة بحلم الحرية.

الأصنام أرادوا أن يخدعونا بصنم جديد "أحمد شفيق" بعد أن ألقوا بتَرِكة مبارك السيئة في السجن، ليستمروا في حكم مصر، لكن الله رد كيدهم في نحورهم وأتاهم من حيث لم يحتسبوا..وفاز محمد مرسي بالرئاسة بفضل جهاد ونضال المصريين وإن غدا لناظره قريب !