نشرت صحيفة "الواشنطن بوست" اﻷمريكية مقالاً خطيرًا تحدث عن وقوع الجيش المصري في الفخ الذي سعت الولايات المتحدة لجره إليه منذ فترة وذلك بعد تورطه في مقتل ماﻻ يقل عن 2000 مصري برصاص قوات اﻷمن والجيش في حملة قمعية اعتبرتها الولايات المتحدة خطر على مصالحها ﻷنها تساهم بشكل أكبر في زيادة ما وصفه المقال بالتمرد اﻹسلامي.
وأشار المقال إلى أن الولايات المتحدة سعت منذ فترة لجعل تركيز الجيش المصري منصب على مكافحة اﻹرهاب وتأمين الحدود مع الكيان الصهيوني إلا أن الجيش خلال الفترة الماضية قبل انقلاب 3 يوليو كان يضغط على اﻹدارة اﻷمريكية كي تستمر في تزويده بالطائرات الحربية المقاتلة من طراز إف 16 ومروحيات اﻷباتشي ودبابات أبرامز وصواريخ هاربون المضادة للسفن من أجل تعزيز قوته في مواجهة الكيان الصهيوني وإيران وسباق التسلح في دول الخليج العربي.
وأكد المقال أن أمريكا تعتبر تقوية الجيش المصري يمثل خطرًا على الكيان الصهيوني وهو ما دفعها اﻵن مستغلة تورط الجيش المصري في قتل المصريين لقطع الجزء اﻷكبر في المساعدات، والذي كان يقوي الجيش على حساب المصالح اﻷمريكية في المنطقة؛ في الوقت الذي أعلنت فيه استمرارها في تقوية الجزء الخاص بالمساعدات الذي يخدم المصالح اﻷمريكية ويضعف الجيش المصري ويحوله الى مهمة جديدة وهي مكافحة اﻹرهاب.
وأضاف أن البعض يعتقد أن قطع جزءًا كبيرًا من المساعدات اﻷمريكية سيؤثر سلبًا في نفوذ أمريكا على الجيش المصري، لكن هذا الرأي غير صحيح؛ ﻷن الجيش مضطر للخضوع لرغبات الولايات المتحدة إذا أراد الحصول على السلاح، معتبرًا أن أولى الخطوات التي تؤكد تأثر الجيش المصري بقطع المساعدات قيامه الجمعة الماضية بدفع أموال لكبرى جماعات الضغط في واشنطن في محاولة لتحسين صورته لدى اﻹدارة اﻷمريكية.
وأشار إلى أن الجيش المصري لن تخدمه أموال السعودية واﻹمارات في شراء اﻷسلحة؛ ﻷن شركات السلاح اﻷمريكية ﻻ تبيع السلاح إلا بموافقة الحكومة هناك، فضلاً عن أن اتجاه الجيش المصري لشراء سلاح من دول أخرى سيكلفه مبالغ كبيرة مقابل أسلحة أقل كفاءة لن يجدها إلا في اﻷسلحة اﻷمريكية والتدريب اﻷمريكي.
سياسة | المصدر: إخوان أون لاين - سامر إسماعيل | تاريخ النشر : الأحد 13 اكتوبر 2013