شهدت السنوات الأخيرة تزايدًا في عدد الأطفال المصابين بمرض السكر الذي يعد أحد أمراض الغدد الصماء الأكثر شيوعًا في مرحلة الطفولة، حيث تشير الإحصائيات التقديرية إلى أن عددهم يتزايد بأكثر من 40 ألف حالة سنويا.
استطلعت "بوابة الأهرام" آراء الأطباء المتخصصين لمعرفة أسبابه وطرق علاجه، وتحذير الأطفال والأهالي من خطورته في حالة إهماله.
ويرجع الدكتور عمرو محفوظ استشاري المعهد القومي للسكر والغدد الصماء سبب المرض إلى خلل مناعي يؤدي إلي تكوين الجسم أجسامًا مضادة، تقوم بتدمير خلايا البنكرياس، العضو الرئيسي الذي يقوم بتكوين وإفراز الأنسولين بالجسم.
ويحدث ذلك عادة نتيجة الإصابة بالتهابات ميكروبية، خاصة في الأطفال الذين لديهم الاستعداد الوراثي للإصابة بالمرضن، وينجم السكر عندما يتم تدمير %90 من خلايا البنكرياس، ويتم اكتشاف %30 من الحالات عند حدوث غيبوبة.
ودور الأنسولين القيام بحرق الكربوهيدرات بالدم مما يجعل لزامًا على مريض السكر تناول الأنسولين الآدمي المائي قبل تناول الطعام بنصف ساعة, وقد ثبت علميًا أن المحافظة على انضباط السكر بالدم في المعدل الطبيعي له على مدى 24ساعة يمنع الإصابة بأي مضاعفات لمرضى السكر، كما يمنع تطور المضاعفات إذا حدثت بالفعل....
ويضيف أن مضاعفات السكر تأتي نتيجة حدوث هبوط حاد أو ارتفاع حاد لنسبة السكر بالدم، كما أن له مضاعفات مزمنة تنتج عند عدم الانضباط على مدى سنوات طويلة، ومنها على شبكة العين والكلي وارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون بالدم والتأثير علي القلب, وضبط السكر يمنع هذه المضاعفات، لذلك من الضروري القيام بعمل تحاليل للسكر من ثلاث إلى أربع مرات يوميًا.
ويحذر الدكتور عمرو الأهالي بتجنب اعتماد أبنائهم على الوجبات السريعة الجاهزة؛ لأنها من أخطر ما يكون فهي تؤدي بهم إلي سمنة مبكرة، خاصة مع قلة حركة الأطفال واعتمادهم علي مزاولة جميع أنشطتهم دون حركة، فلعب البلاي استيشن، والجلوس أمام الدش أو على كافيهات الإنترنت ليس فيه أي حرق للدهون، وهو ما جعل مرض السكر يتمكن من الأطفال؛ لما تحتويه تلك الأطعمه على مكسبات طعم عاليه جدًا تدمر البنكرياس.
وينبه إلى أنه يجب تعريف الأطفال على كيفية مواجهة الطوارئ في حالة هبوط أو ارتفاع السكر، والعمل على تفاديها وبالنسبة للتغذية لا يوجد ممنوعات، ولكن هناك وجبات وبدائل يتم منحها للطفل وإعطاؤه المعلومات الصحيحة عنها لمواجهة الحياة، سواء في الرحلات أو المدرسة أو عند ممارسة الرياضة.
وتؤكد الدكتورة منى ممدوح مدير وحدة الغدد والسكر بمستشفي أبوالريش أن مرض السكر يعد من أكثر أمراض الغدد انتشارًا عند الأطفال، والمشكلة القائمة أن الأعداد في زيادة دائمة، حيث المرض يلازم الطفل مدى الحياة، ويختلف عن مرض الكبار، حيث إنه لايستجيب للعلاج إلا بحقن الأنسولين, والوحدة تقوم بإجراء الفحص الطبي الشامل على الأطفال بصفة دورية، ويتضمن الفحص قاع العين ومتابعة معدلات النمو.