كان مرشحًا لرئاسة يثرب.. سيجتمع عليه أوس البلد وخزرجها بعد حروب طويلة ودماء وأشلاء، ولكن فجأة تغيَّرت الأحوال وتبدَّلت الموازين وانهارت الأحلام بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرًا من مكة إلى يثرب، والتي صار اسمها بعد ذلك المدينة المنورة.
أكل الحقد قلب الزعيم الأسبق، وذلك عندما رأى أن النسبة الأكبر من شعب المدينة قد آثر أن ينضوي تحت لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم، معرضين بذلك عن فكرتهم السابقة في تتويج رجل من الخزرج على المدينة بكاملها.. لقد كان قرار شعب المدينة بدهيًّا ومنطقيًّا؛ إذ كيف يُقارَن عبد الله بن أُبيّ بن سلول أو غيره برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأين الثرى من الثريا؟! وأين الأرض من السماء؟! ناهيك عن أن غالب الناس قد أجمعوا على ذلك، ومع ذلك لم تكن هذه مبرِّرات منطقية أو مقبولة للزعيم الذي فَقَدَ مُلكًا كان يتمنَّاه وينتظره..
إنها قصة مكرورة في صفحات التاريخ المختلفة، ليس فيها مكان للمنطق أو الحجة أو حتى لاجتماع الناس، إنما هي قصة " الأنا " والمصلحة الذاتية والهوى الشخصي، وهي العوامل التي تعمي أبصار القادة؛ فلا يكترثون بمصالح أوطانهم، ولا يهتمُّون باحتياجات شعوبهم، ولكن فقط ينظرون إلى مُلكهم الضائع وسلطانهم السليب.. هذه قصة عبد الله بن أبي بن سلول وأشباهه.
لم يستطع الزعيم الحقود أن يعترض في بادئ الأمر؛ فقد كان التيار معاكسًا.. لقد ظهر الرسول صلى الله عليه وسلم والإسلاميون معه في المدينة بشكل قويّ منظَّم، أرغم الجميع على احترامه، وعلى القبول بقيادته، ومِن ثَمَّ كانت فرصة عبد الله بن أبي بن سلول للانقلاب على الحكم الإسلامي الشرعي، والذي اختاره شعب المدينة بإرادته - صعبة، لكنه ما فَقَدَ الأمل في قلب الأوضاع، وصار همُّه إقصاء الرسول صلى الله عليه وسلم وجماعته المؤمنة عن قيادة المدينة المنورة، ولو أدى ذلك إلى إراقة الدماء وتدمير البلد، بل والتعاون مع أعدائها ضدها!!
جاءت الفرصة لعبد الله بن أبي بن سلول مواتية عندما تسلَّم خطابًا من دولة معادية للإسلام، هي قريش المكية؛ تدفعه فيه إلى حرب المسلمين، وقلب الأوضاع في المدينة، مع ترغيب وترهيب ووعد ووعيد.. قال القرشيون لعبد الله بن أبي بن سلول في رسالتهم: "إنكم آويتم صاحبنا، وإنا نُقسِم بالله لتقاتلُنَّه أو لتخرجُنَّه، أو لنسيرنَّ إليكم بأجمعنا، حتى نقتل مقاتلتكم، ونستبيح نساءكم"(1).
لاقت الرسالة هوًى كبيرًا في نفس عبد الله بن أبي بن سلول، بل وشعر أنها المخرج لأزمته؛ فسوف يحرص القائد "الحقود" على جمع مَنْ يستطيع جمعه من الناقمين على حكم الإسلاميين، وسيقوم بصدام معهم، ولو أريقت في هذه الحرب دماء شعبه ووطنه؛ فهي فرصة تُعيده من جديد مرشحًا لرئاسة المدينة المنورة، ولن يجد الزعيم "الحقود" غضاضة في جمع المتناقضات في جيشه؛ فسيجمع بالإضافة إلى خزرجه أوسًا هو في الأصل يكرههم، وسيتعاون في أحقاده مع أهل كتاب هم في الأصل يختلفون معه فكريًّا وأيديولوجيًّا، وسيتنكَّر لأخلاقيات دأبوا -كعرب- على تعظيمها..
سينسى "الشورى" التي نادوا بها قديمًا ليجمعوا أهل المدينة على رئيس واحد، وسينسى "النخوة" التي كانوا يدافعون بها عن المظلومين، وسينسى "العزة" التي كانت تطالبه برفع الرأس أمام أعدائهم مهما كانت قوتهم، سينسى كل ذلك وسيُعلن أمام الجميع أنه "عبد" لقريش.. خائف، مرعوب، جبان، مضطرب.. يخشى تهديدهم، ويرغب في أن يتلقَّى دعمهم، وسيصبح رجلهم في بلده و"عينهم" على أهل وطنه!!
فعل عبد الله بن أبي بن سلول كلَّ ذلك، وجمع خليطًا عجيبًا من الحاقدين من الأوس والخزرج، الذين لم يخالط الإسلام قلوبهم بعدُ، وتحرَّك بهذه المجموعة في شوارع دولة المدينة يُهَيِّج الناس بإعلام فاسد وكذب صريح، وإشاعات مغرضة؛ تهدف كلها إلى تصوير التجربة الإسلامية على أنها تجربة فاشلة، ما أرادت خيرًا للبلد؛ إنما جاءت فقط لتحقق مصالح لزعيم المسلمين وجماعته، وأنها تجربة متهورة ستدخلنا في صراعات لا طاقة لنا بها مع الشعوب المحيطة..
وانطلق عدد كبير من المخدوعين من أبناء الشعب معه، وتحرَّك بهم إلى الحرَّة -أكبر ميادين المدينة المنورة- مناديًا بتكوين "جبهة متحدة" للزحف إلى مقرِّ الرسول صلى الله عليه وسلم وقتاله هو ومَنْ يدافع عنه، ولو كانوا من أبناء الوطن نفسه، بل ومن القبيلة نفسها!!
لقد كان الموقف متأزِّمًا حقًّا، وكانت المدينة المنورة على أبواب حرب أهليَّة حقيقية، وصارت المكاسب التي حققها الشعب -بزوال النظام السابق- مهدَّدة بالانهيار.. لقد جعلهم النظام السابق شيعًا وقبائل متحاربة، وفرقًا متناحرة، ثم جاء الإسلام ووحَّدهم وأعزَّهم، وجعل لهم شكلاً وهوية، وجعل لبلدهم ذِكْرًا في التاريخ، ومكانًا بين الأمم، ومع ذلك أوشك هذا الزعيم "الحقود" أن يُضَيِّع كل ذلك؛ من أجل أن يصل هو -وهو فقط- إلى سدَّة الحكم في المدينة المنورة!
ماذا يفعل الزعيم الحكيم في مثل هذا الموقف؟ ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وماذا ينبغي لكل مُتَّبِع له أن يفعل؟
لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مُسرعًا إلى الناس بخطاب هادئ رزين غيَّر الأوضاع تمامًا، وأعاد الاستقرار إلى المدينة.. فماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
أولاً: تحرَّك الرسول صلى الله عليه وسلم بسرعة، فوصل إليهم قبل أن ينشب قتال، أو تُراق دماء. وهو درسٌ في غاية الأهمية للرئيس؛ حيث يجب أن تتسم قراراته بالسرعة والحسم، وأنا أعلم أنّ بين الجرأة والتهور شعرة، ولكن التباطؤ يجرُّ الويلات على الأمة، ولو ذهب إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد لحظات من قتل البعض، لتحوَّل مسار الأحداث تحوُّلاً جذريًّا.
ثانيًا: قال لهم الرئيس الحكيم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ بَلَغَ وَعِيدُ قُرَيْشٍ مِنْكُمُ الْمَبَالِغَ، مَا كَانَتْ تَكِيدُكُمْ بِأَكْثَرَ مِمَّا تُرِيدُونَ أَنْ تَكِيدُوا بِهِ أَنْفُسَكُمْ؛ تُرِيدُونَ أَنْ تُقَاتِلُوا أَبْنَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ؟!»(2).
كان أهم ما يميِّز هذه اللغة أنها لغة هادئة رزينة غير مستفزة؛ فالقوم مشحونون، وأيُّ نار تُسكب على وقودهم ستؤدي إلى خسائر غير محسوبة! فأتى إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم بلغة هادئة تُناسب الموقف الصعب.
ثالثًا: أثار فيهم الرئيس الحكيم صلى الله عليه وسلم فطرة الإحساس بالذات والاهتمام بالنفس وشعور العزة والأنفة؛ الذي يشعر به في المعتاد كل إنسان، فقال لهم: «لَقَدْ بَلَغَ وَعِيدُ قُرَيْشٍ مِنْكُمُ الْمَبَالِغَ». بمعنى: إنني كنت أحسب أن شعوركم بالعزة لن يجعلكم ترضخون لقريش، ولكن يبدو أن قريشًا ستقودكم إلى ذلٍّ لا تستطيعون رفعه. إنّ هذا الكلام يُثير غريزة التحدِّي عند أي إنسان، فضلاً عن العربي، مع ملاحظة أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يَقُلْ هذا الكلام بشكل مباشر؛ منعًا لإثارة زائدة قد تؤدي إلى صدام معه، ولكنه كان مجرَّد تلميح ذكيّ حقّق المطلوب وزيادة.
رابعًا: أثار فيهم الرئيس الحكيم صلى الله عليه وسلم فطرة المواطنة، فكل إنسان يحب أهله ورحمه وقبيلته ووطنه؛ فحرَّك صلى الله عليه وسلم هذه المشاعر قائلاً لهم: «تُرِيدُونَ أَنْ تُقَاتِلُوا أَبْنَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ؟!». لفت نظرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حماقة الفعل الذي كانوا يُقدمون عليه؛ وهو فعل الحرب الأهلية التي تُفضي إلى قتل إخوة الوطن الواحد، ورفع عندهم قيمة هذا الوطن؛ لأن الناتج من رفع هذه القيمة ناتج إيجابي، مع أنه في مواقف أخرى يذمُّ القبليَّة ويعتبرها صفة من صفات الجاهلية؛ لكن من الواضح أن المقصود بالذم ليس عموم القبلية، ولكن القبلية التي تدفع إلى ظلم أو إلى فرقة أو إلى تنابز بالألقاب.
خامسًا: حرص الرئيس الحكيم صلى الله عليه وسلم على عدم ذكر اسم عبد الله بن أبي بن سلول في خطابه مع المتظاهرين؛ وذلك حتى لا يدفع الناس إلى (شخصنة) الموقف، فيعتقد البعض أن القضية قضية نزاع شخصيّ بين الرئيس الحكيم ومنافسه على الرئاسة عبد الله بن أبي بن سلول؛ وأنها أحقاد متبادلة، بل ينفي الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الشبهة بأن يجعل خطابه عموميًّا، ويتجنب فيه ذكر الأسماء أو الأحزاب والقبائل، ويكتفي بذكر الحقيقة بشكل عام، ويترك الأمر لذكاء الناس، فيفهمون المراد ويتحقق الهدف.
سادسًا: تعمَّد الرئيس الحكيم صلى الله عليه وسلم أن يتجنَّب شحن الفريق المؤيِّد له، وهو فريق المؤمنين، ولم يأتِ بهم معه في شكل استفزازيّ يدفع الآخرين إلى التحدي؛ وذلك حتى يضمن هدوء الموقف؛ لأنه لو تكلم عن الموقف مع جماعته المسلمة بلغة مثيرة ينتقد فيها الطرف الآخر، فقد يتهور أحد أفراد جماعته -حتى دون أن يستشير رئيسه- ويرتكب حماقة قد تؤخِّر مسيرة الدعوة كثيرًا، بل قد تقوِّض أركان الدولة.
سابعًا: التذكير بعدوٍّ مشترك.. فقد ذكَّرهم الرئيس الحكيم صلى الله عليه وسلم بأن العدوَّ الحقيقي لهم هو قريش، وذكر ذلك تصريحًا لا تلميحًا، وهو أمر يُوَضِّح الرؤية للبعض، ويُحرِج البعض الآخر، والناسُ عادة في حاجة إلى تصعيد طاقاتها في اتجاه مَن ينافسهم، فإذا لم يتضح لهم عدوٌّ معيَّن، فلعلهم يتخذون عدوًّا غيره، وقد يكون هذا العدو الجديد هو الأخ أو الزميل، ومن هنا كان لا بد للرئيس الحكيم أن يُوضِّح لشعبه صراحة من هم الأعداء، ومن هم الإخوة والأبناء والأصدقاء.
ثامنًا: لم يُثر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الخطاب أيَّ نقاط خلافية؛ فلم يَدْعُ هؤلاء المتظاهرين إلى الإيمان بالله، ولم يَدْعُهم إلى التصديق بالبعث والنشور، ولم يتكلَّم عن جمال الأحكام القرآنية والنبوية؛ فهؤلاء جميعًا مشحونون ضد المشروع الإسلامي، ومن ثَمَّ كان الكلام فقط في الأمور التي يتفق عليها الجميع، وحرص الرسول صلى الله عليه وسلم على الوقوف معهم على أرضية مشتركة تسمح لهم بالتوافق.. هذا كله مع العلم أن الدعوة الإسلامية لم تتوقف، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم وجماعته المؤمنة ما زالوا يعملون مع شعب المدينة، ولكن لكل مقام مقال.
تاسعًا: تجاهل الرئيس الحكيم رسول الله صلى الله عليه وسلم الموضوع بعد هدوء العاصفة، ولم يتكلم عن هذه المحاولة الانقلابية في خطاباته، بل ولم يرمز إليهم بأي كلمة سلبيَّة؛ وذلك حتى تهدأ النفوس، وتستقرَّ الأوضاع. كما أنه لم يُقَدِّم الزعيم المتمرِّد عبد الله بن أبي بن سلول إلى المحاكمة بتهمة إثارة الفتنة وقلب نظام الحكم، مع أنه كان يُدبِّر لذلك بوضوح؛ وذلك حتى لا يتحول إلى زعيم مجاهد في أعين الناس، أو يتحول إلى رمز يلتفُّ حوله كل من يعترض بعد ذلك على سياسة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وبذلك تحوَّل الانقلاب الخطير إلى زوبعة في فنجان.
عاشرًا: حرص الرئيس الحكيم صلى الله عليه وسلم على ألاّ يقف في خطابه موقف المدافِع، بل هجم عليهم بوضوح، وشرح لهم خطأ ما يفعلونه، ووقف منهم موقف الناصح المعلم، لا موقف المتهَّم المخذول. وهو درس من أعظم الدروس؛ لأنّ أهل الباطل عادة ما يوجِّهون عددًا من التهم في كل حوار مع الإسلاميين، ويأخذ الإسلاميون الوقت كله في الدفاع عن الشبهات، وردِّ الاتهامات، والهروب من الحفر والمستنقعات، وهذا كله يُعطي انطباعًا سلبيًّا جدًّا؛ ولهذا لم يتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من مركز الضعيف المتَّهَم، ولم يُبَرِّرْ لهم وجوده كضيفٍ في دولة المدينة، ولم يدافع عن مسألة أنّه هو والمهاجرين فقراء يُرهقون المدينة اقتصاديًّا، ولم يتكلم عن أنه أدخل المدينةَ في حروب، أو احتمال حروب، لم يكونوا على استعداد لها..
مع أن كل هذه شبهات قد تحتاج إلى تفسير، ولكنه على النقيض تمامًا أخذ زمام المبادرة، وطالبهم هم أن يردُّوا على اتهاماته لهم: هل جبنتم أمام قريش؟ هل تريدون قتل أبنائكم وأولادكم؟ هل تريدون الكيد لأنفسكم؟ هل لم تقرءوا أهداف قريش الخبيثة؟ إنها كلها هجمات لم تسمح للمتظاهرين أن يذكروا اتهامًا واحدًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
كانت هذه هي الفائدة العاشرة من خطاب الرئيس الحكيم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتلك عشرة كاملة!
فماذا كانت النتيجة؟!
يصف راوي الموقف ما حدث بكلمات بسيطة جدًّا وموجزة.. قال: "فلمَّا سمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم تفرَّقوا!".
وهذا كان عين مراد الرئيس الحكيم صلى الله عليه وسلم؛ فهو لم يكن يبحث عن إيمانهم في هذه اللحظات، ولم يكن يتعشم في نصرتهم للدولة، أو مشاركتهم الإيجابية في إصلاح الأوضاع، إنما كان همّه فقط أن يتفرَّق هؤلاء الانقلابيون في هذه اللحظات، وبعدها سوف يأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجماعته المؤمنة وقتًا مريحًا لإعادة الأوضاع إلى الاستقرار المنشود.
وهذا الموقف كشف لنا أن عامَّة التابعين لهؤلاء الانقلابيين هم في الحقيقة غير معنيِّين بطموحات الزعيم الحقود، والذي يريد أن يجد له مكانًا في زعامة الدولة، إنما هم فقط خُدعوا وغُرِّر بهم على اعتقاد أن هذا أفضل للوطن؛ فلمَّا تبيَّن لهم من الكلام العقلانيّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن مفهومهم هذا خاطئ، وأن الصواب في التسكين ومنع الفتنة.. تفرَّقوا بهدوء، ولم يسيروا في طريق الزعيم الطموح للرئاسة عبد الله بن أبي بن سلول.
فعلى كل رئيس مسلم تعرَّض لمثل هذا الموقف أن يُراجع هذه النقاط بعناية، وأن يمارسها بقناعة، وأن ينقلها إلى طاقمه ومساعديه وأعوانه وأحبابه؛ حتى تكون سياسةً عامةً تُخرِج الوطن كله من أزمات وأزمات.
ونسأل الله أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.
سياسة | المصدر: د. راغب السرجاني | تاريخ النشر : الجمعة 17 مايو 2013