لم يحرم مرض نادر الطفل البريطاني "كودي جيمس" من التبسم والبكاء فقط، بل حرمه من القدرة على إظهار أي تعبيرات أو انفعالات وجهية.
الطفل جيمس -البالغ من العمر 13 شهرا- ولد مصابا باضطراب عصبي يسمى متلازمة "موبيوس"، وهي حالة نادرة تصيب طفلين من كل مليون في العالم، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
كيم إيستويل -والدة الطفل- قالت إن هناك 124 طفلا فقط في بريطانيا يعانون من هذه الحالة التي تصيب الوجه بالشلل وعدم القدرة على تحريك العينين.
وبدت إيستويل المقيمة في مدينة هيلستون حزينة وقالت: "إنه طفل ماهر جدّا وجميل.. إن قلبي يتقطع لأني لن أرى ابني يبتسم لي". وأضافت: "على الرغم من أنه لا يبتسم لكننا نعرف أنه سعيد بقلة الضحك.. إنه يحرز تقدما كبيرا.. كل شيء يفعله لا بد أن يبذل فيه جهدا كبيرا".
وكان والدا الطفل قد اكتشفا إصابته بهذه الحالة لحظة ولادته؛ حيث لم يصرخ أو يبك كغيره من الأطفال عند الولاة، الأمر الذي أصابهما بالذعر.
وبعد فترة من الوقت، لاحظا حالة من الشلل تصيب وجهه وأنه لا يستطيع أن يبتسم، فقاما بعرضه على طبيب الذي شخص حالته بمتلازمة موبيوس.
ولم يكتف والدا الطفل بالبحث عن علاج لابنهما، بل قررا مساعدة باقي الأطفال الذين يعانون من الحالة نفسها بالتبرع بالأموال لدعم أبحاث علمية تهدف للتوصل لعلاج لهذه المشكلة
ضمور في نواة المخ
وفي تعليقه على هذه الحالة قال الدكتور عبد الفتاح القرش -أستاذ أمراض المخ والأعصاب بجامعة الإسكندرية لـ mbc.net-: إن هذا المرض ينتج عن وجود ضمور في النواة الموجودة بجذع المخ والمتحكمة بالعصب الحركي للوجه، الأمر الذي يتسبب في شلل عضلات الوجه وعجزها عن الحركة.
وأوضح الدكتور عبد الفتاح القرش أن هذا الشلل الحركي للوجه يتضمن الحركة بنوعيها الإرادية أو اللاإرادية.
وعن كيفية علاج هذا المرض، قال الدكتور القرش: "يمكن علاج هذا المرض بالتدخل الجيني وزراعة الخلايا الجذعية أو زراعة عضلات للوجه، لكن كل هذه الطرق لا تزال قيد البحث والدراسة؛ نظرًا لندرة هذا المرض".
ويمكن أن يسبب هذا المرض تأخر الكلام لدى الأطفال المصابين بالمرض بسبب شلل الشفاه، ولكن مع علاج النطق ينجحون في تقديم خطاب مفهوم.