Akhbar Alsabah اخبار الصباح

مقاتلو المقاومة المجهولين الذين أخفوا أسرى الاحتلال في غزة

وحدة الظل و وحدة سراب تمكنت المقاومة الفلسطينية في هجومها يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 على المواقع العسكرية الإسرائيلية في غلاف غزة والمواقع القريبة من الشريط الشرقي للقطاع من أسر أكثر من 250 إسرائيلياً، من بينهم عدد كبير من الجنود والضباط والمستوطنين. وخلال هذه الفترة عملت المقاومة وتحديداً كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، وسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي على إخفاء الأسرى الإسرائيليين والقيام بعمليات إخفاء وتنقل، خاصة في ظروف أمنية بالغة التعقيد.

وطوال فترة عملية أسر الأسرى الإسرائيليين برز الحديث عن دور الوحدات الخاصة في المقاومة الفلسطينية في إخفائهم والاحتفاظ بهم والتنقل بين فترة وفترة بالرغم من الظروف العسكرية المحيطة وعمليات التوغل التي طاولت مختلف المناطق. ولم تنجح محاولات الاحتلال الإسرائيلي في الوصول إلى أسراه بالرغم من المحاولات المكثفة التي قام بها؛ باستثناء عمليتين خاصتين إحداهما في منطقة الشابورة برفح والأخرى كانت في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط القطاع، فيما فشلت بقية المحاولات في الوصول إلى أسراه أحياء.

وبرزت طوال فترة الحرب الإسرائيلية اسم وحدتي الظل، التابعة لكتائب القسام، والتي تتولى مسؤولية إخفاء الأسرى الإسرائيليين، ووحدة سراب التابعة لسرايا القدس، والتي تتولى ذات المهمة في حراسة وإخفاء الأسرى.

وحدة الظل في كتائب القسام

يعود تأسيسها في كتائب القسام إلى عام 2006 قبيل أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وكان هدف التأسيس الاحتفاظ بالأسرى الإسرائيليين الذين يتم أسرهم خلال العمليات العسكرية، وإبعادهم عن عيون المنظومة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية.

ويعتبر باسم عيسى قائد لواء غزة السابق في كتائب القسام، الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب عام 2021 أحد أبرز مؤسسي هذه الوحدة والمشرفين على عمل أعضائها، وكان له دور فاعل في إخفاء الجندي شاليط.

وتعتبر عملية أسر الجندي شاليط التي حملت اسم "الوهم المتبدد" في يونيو/ حزيران 2006 أحد أبرز العمليات التي ساهمت هذه الوحدة في الاحتفاظ بالجندي الإسرائيلي لمدة 5 سنوات و5 شهور؛ إلى حين التوصل لصفقة تبادل تمكنت فيها المقاومة من الإفراج عن 1027 أسير وأسيرة.

وخلال حرب الإبادة على غزة تمكنت المقاومة الفلسطينية من إبرام 3 صفقات تبادل كان للوحدة دور كبير فيها من خلال الاحتفاظ بعشرات الأسرى الإسرائيليين الذي كان غالبيتهم من الجنود والضباط.

وبحسب البيانات الرسمية الفلسطينية فقد تمكنت المقاومة في ثلاث صفقات خلال الحرب، من الإفراج عن أكثر من 3985 أسيراً فلسطينياً، منهم 486 أسيراً مؤبداً، و319 من أصحاب الأحكام العالية، و144 امرأة، و297 طفلاً، بالإضافة إلى ⁠2724 أسيراً من غزة اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وحدة سراب في سرايا القدس

ظهر اسم "وحدة سراب" التابعة للذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي خلال حرب الإبادة الإسرائيلية، ومع امتلاك التنظيم لعدد من الأسرى الإسرائيليين بالإضافة لعدد من الجثث التي تم أسرها خلال عملية "طوفان الأقصى".

وظهر عناصر الوحدة بشكل واضح خلال مراسم عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين في المرة الأولى خلال الصفقة؛ التي وصفت بالإنسانية في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ثم عاودت الوحدة الظهور بشكل أكبر في صفقة التبادل التي تم التوصل لها بموجب اتفاق يناير/ كانون الثاني 2025 في الدوحة.

وبحسب المعلومات المتوفرة عن الوحدة فإن المهمة الرئيسية لها هي التعامل مع ملف الأسرى والمحتجزين والمفقودين الإسرائيليين، ويُعتقد أنها المكلفة بحراستهم وتأمينهم وإدارة هذا الملف في المفاوضات.

تتميز الوحدة بكونها من الوحدات السرية في سرايا القدس، سواء في طبيعة عملها أو تشكيلها والهرم القيادي لها؛ نظراً لحساسية ملف الأسرى الإسرائيليين وضرورة التعامل في نسق أمني ضيق يمنع وصول الاحتلال لأسراه.
سياسة | المصدر: العربي الجديد | تاريخ النشر : الأربعاء 15 اكتوبر 2025
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com