
شهدت مناطق عدة من الضفة الغربية المحتلة، صباح اليوم الثلاثاء، تصعيداً ميدانياً واسعاً لقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي نفذت سلسلة اقتحامات وعمليات دهم واعتقال في مدن وقرى بمحافظات رام الله، والبيرة، والقدس، وأريحا، وسط إجراءات عسكرية مشددة وإغلاق للطرق الرئيسية. ووفق مصادر محلية، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، صباح اليوم، وانتشرت في عدد من أحيائها، وشرعت بعمليات مداهمة واعتقال طاولت عدداً من الشبان، في حين شهدت المنطقة انتشاراً مكثفاً للجنود داخل الأحياء السكنية، كما نصبت قوات الاحتلال حاجزاً عسكرياً في المدينة، وتسمع أصوات إطلاق نار بين الحين والآخر.
وفي السياق ذاته، أكد مدير مركز الجلزون للإعلام المجتمعي محمد حمدان لـ"العربي الجديد"، بأنّ قوات الاحتلال اقتحمت مخيم الجلزون، شمالي مدينتي رام الله والبيرة، وتواصل عمليات المداهمة والاعتقال داخل المخيم، موضحاً أن عدد المعتقلين بلغ حتى الآن تسعة فلسطينيين، فيما صادرت قوات الاحتلال مركبة خلال اقتحامها المستمر للمخيم، بينما اضطرت المدارس لتعليق دوامها.
وأكدت مصادر محلية أيضاً أن قوات الاحتلال واصلت اقتحام مخيم قلنديا وبلدة كفر عقب المجاورة، شمالي القدس المحتلة، حيث انتشرت في شوارع المنطقتين ونفذت مداهمات واسعة للمنازل. وفي الوقت نفسه، أفادت مصادر محلية باقتحام قوات الاحتلال قرية كفر نعمة، غربي رام الله، حيث فرضت إغلاقاً كاملاً على مداخل القرية، وانتشرت في وسطها بشكل مكثف، ومنعت الأهالي من التنقل، كما شهدت بلدتا بلعين وبيت عور التحتا وبيت عور الفوقا، غربي رام الله، وجوداً مماثلاً لجيش الاحتلال، الذي منع مرور الفلسطينيين إلى القرى والبلدات الغربية.
وشددت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية على الحواجز المقامة شمالي رام الله، ما تسبب بأزمة مرور خانقة. وعلى صعيد متصل، أكد المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة في فلسطين حسن مليحات لـ"العربي الجديد"، أن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت صباح اليوم تجمع عرب المليحات المهجر في منطقة البلقاء، شمالي أريحا، شرقي الضفة الغربية المحتلة، وأجرت تفتيشاً لمنازل الفلسطينيين، وأخضعت عدداً منهم لتحقيق ميداني، واعتدت عليهم بالضرب أثناء التحقيق.
وأوضح مليحات أن تجمع عرب المليحات كان قد هُجّر قسرياً في بداية يوليو/ تموز 2025 من منطقة المعرجات، شمال غربي أريحا، مشيراً إلى أن الاحتلال يلاحقهم مجدداً لتهجيرهم للمرة الخامسة منذ عام 1967. وأكد مليحات أن التجمعات والقرى البدوية في الأغوار ومحيط أريحا تتعرض لهجوم واسع من قبل جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين، في إطار سياسات التهجير القسري والتطهير العرقي التي تستهدف تفريغ المنطقة من سكانها الأصليين.