اللاعبة فاطمة عمر معجزة تتحقّق كل 4 أعوام

فاطمة عمر اسم لن يمر مرور الكرام في تاريخ رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، أسطورة البارالمبياد والمعجزة المصرية غير المتكررة، الحائزة على 6 ميداليات أولمبية في 6 بطولات على التوالي في رفع الأثقال. رحلة بدأت بالذهب في عام 2000 بارالمبياد سيدني، ثم ذهبية أثينا في 2004، ثم بكين ولندن، لتبدأ سيدة البارالمبياد في حصد الفضة منذ أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، وأخيرا حازت فضية طوكيو وسط احتفاء عالمي بالبطلة المصرية.

خاضت فاطمة رحلتها إلى العالمية على مدى 20 عاما، لم تتغير حياتها فيها قيد أنملة، فقط يتذكرها الجميع حين تصعد منصة التتويج ثم تنسى حتى الدورة التالية، لا تعرف فاطمة هل ستكفل لها 6 ميداليات أولمبية أن يطلق اسمها على كوبري (جسر) أو محور، مثل زملائها من الرياضيين الذين قابلهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأطلق اسم البطلة الأولمبية فريال أشرف على كوبري بالقاهرة الجديدة.

"أتمنى يتعمل كوبري باسمي" الأمنية التي لم تجد فاطمة عمر (47 عاما) سواها لتشعر أن إنجازها الصعب من الممكن أن يساوي إنجاز الأبطال الأولمبيين، وأن كرسيها المتحرك لن يعيق اسمها عن الارتفاع على لافتة معلقة على أحد جسور الجمهورية بعد مشوار طويل تقطعت أنفاسها خلاله.

تقول فاطمة في لقاء تلفزيوني على إحدى القنوات المصرية إنها لم تكن تتوقع الفوز بالميدالية الفضية هذه المرة بسبب ظروفها الصعبة طيلة العام الماضي بسبب كورونا، مما أعاق مواصلة تدريبها، "كنت ألعب للفوز بالميدالية البرونزية، لكن الحمد لله استطعت الوصول للفضية بعد صمودي والجهاز الفني".

في حفل افتتاح بارالمبياد طوكيو، حملت فاطمة عمر علم مصر أثناء مرور البعثة المصرية في ملعب طوكيو. التكريم الذي حازته فاطمة برفع علم البعثة، كان أقل ما يجب أن تحصل عليه بعد أن صنفها الاتحاد الدولي لرفع الأثقال بوصفها أعظم رياضية في تاريخ اللعبة على المستوى البارالمبي.

يذكر أن البطلة المصرية أحرزت 30 ميدالية دولية خلال مسيرتها الرياضية، التي بدأتها في عام 1997 ثم توقفت إجبارا لمدة عام في مطلع الألفية بعد اتهامها بتعاطي المنشطات في إحدى البطولات الدولية، وصدر قرار اللجنة الدولية بإيقافها لمدة عامين، وهو القرار الذي تظلمت ضده فاطمة عمر مؤكدة أن الدواء الذي تعاطته كان مخصصا للسيدات، وقد أنصفتها المحكمة الرياضية، وعادت فاطمة لممارسة لعبتها بعد إيقاف لمدة عام، إلا أنها بسبب ذلك الإيقاف لم تتمكن من المشاركة في بارالمبياد ريو 2016 كونها لم تشارك في أي من البطولات المؤهلة لها.