يقع كثير من الموظفين في الوقت الحاضر فريسة سهلة للضغط العصبي بسبب إيقاع الحياة المحموم ومهام وضغوط العمل التي لا تنتهي. وللتخلص من الضغط العصبي، ينصح البروفيسور ديرك فينديموت الموظفين بأخذ فترات راحة قصيرة متكررة على مدار يوم العمل، موضحاً أنه ينبغي على الموظف أن يقوم بشيء مختلف تماماً خلال فترات الراحة هذه.
وأوصى فينديموت، الخبير لدى معهد العمل والصحة التابع للهيئة الألمانية للتأمين ضد الحوادث بمدينة دريسدن، الموظفين بالخروج مثلاً من مكان العمل وقضاء فترة الراحة في الهواء الطلق, حيث يُمكنهم بذلك استعادة نشاطهم واستئناف العمل بمزيد من التركيز.
وبعد الانتهاء من العمل، أكد فينديموت على أهمية أن لا يفكر الموظف في مشاغل وأعباء العمل نهائيا كي يتسنى له تصفية ذهنه على نحو سليم. ولهذا الغرض ينبغي ألا يكون الموظف متاحاً لمديره بعد انتهاء أوقات العمل إلا عند الضرورة.
وأشار فينديموت إلى أنه يتوجب على الموظفين عدم تصفح الرسائل البريدية الخاصة بالعمل أثناء وجودهم في المنزل، حتى مع توفر جميع الإمكانات التقنية, لأنه إذا وقع الموظف تحت ضغط عصبي في حياته العملية أو الخاصة يُمكن أن يؤدي ذلك حينئذ إلى إصابته بما يُعرف بالاحتراق النفسي (Burnout).
وبدلاً من أن يشغل الموظف نفسه بمتابعة مسار العمل خلال إجازاته وبعد انتهاء أوقات العمل، ينصحه الخبير الألماني باستغلال هذه الأوقات في الاستمتاع بتأدية هواياته الخاصة، لافتاً إلى أن ممارسة الرياضة على وجه الخصوص تساهم في الحد من الضغط العصبي بشكل كبير.
التأثير الوقائي
وأضاف فينديموت "تمتاز رياضات قوة التحمل، مثل الجري والسباحة وركوب الدراجات، بتأثير وقائي للجسم من الوقوع تحت الضغط العصبي، علماً بأن التعرض لضغوط عصبية حتى ولو بقدر ضئيل يُمكن أن يتسبب في عدم وصول ضربات القلب أو ضغط الدم إلى السرعة المطلوبة"، لافتاً إلى أن هذا التأثير الوقائي، الذي تتمتع به تمارين القدرة على التحمل، لا يُمكن الحصول عليه عند ممارسة اليوغا، في حين أن اليوغا تعمل على استرخاء الجسم على نحو جيد.
وكوسيلة أخرى للوقاية من الوقوع تحت الضغط العصبي نتيجة العمل، أشار الخبير الألماني إلى أن وجود شبكة من العلاقات الاجتماعية حول الموظف يمكن أن تساعده في هذا الشأن بشكل كبير. لذا أوصى فينديموت الموظفين بضرورة الالتقاء بالأشخاص المهمين بالنسبة لهم بعد انتهاء أوقات العمل وقضاء بعض الأوقات الممتعة معهم، لافتاً إلى أن ذلك يسري أيضاً على الأشخاص المحيطين بهم في مكان العمل.
وهنا أوضح فينديموت قائلاً "يُمكن للموظف أيضاً الحد من فرص وقوعه تحت الضغط العصبي، إذا ما توفر لديه بعض زملاء العمل، الذين يمكن أن يستريح عند التواصل معهم بعد أوقات العمل".
وأكد أن الكسل بعد انتهاء الدوام يساعد أيضاً على التخلص من ضغوط العمل، موضحاً "يُمكن أن يستلقي الموظف على الأريكة لمشاهدة التلفاز أو لقراءة أحد الروايات دون التفكير في أي شيء". غير أن فينديموت أكدّ على ضرورة ألا تقتصر طريقة قضاء الموظف لوقت فراغه على أشكال التكاسل هذه فحسب.