Akhbar Alsabah اخبار الصباح

كيف تصبح دكتاتورا في العصر الحديث؟

الزعيم كيف تصبح دكتاتورا في العصر الحديث؟ يجيب المؤرخ الهولندي أستاذ كرسي العلوم الإنسانية بجامعة هونغ كونغ منذ عام 2006 فرانك ديكوتر على ذلك بأن صناعة الوهم بالتأييد الشعبي هي مربط الفرس.

يقول ديكوتر في كتابه الذي استعرضه تونكو فاراداراجان بصحيفة وول ستريت جورنال، إن المفارقة حول دكتاتوريي العصر الحديث هي اختلاق التأييد الشعبي باستخدام إستراتيجيات مناقضة لفكرة التأييد نفسها تشمل القضاء على المعارضين وتوظيف القوة العسكرية والتعذيب والجواسيس والمحققين والإعلام والتلاعب بالمعلومات والتفريق بين المنافسين المحتملين، لكن وفي نهاية المطاف فإن عبادة الفرد هي الوسيلة الأكفأ لاختلاق التأييد.

صناعة الزعيم
ويوضح الكاتب أن السيطرة المطلقة للنازي أدولف هتلر على ألمانيا، على سبيل المثال، لم تكن كافية، لذلك كان يجب أن يظهر كنموذج مثالي، ولتحقيق ذلك أعادت الدولة نشر كتاب صورٍ قديمٍ للحزب النازي بعنوان "هتلر الذي لا يعرفه أحد" يُظهر رجلا يتمتع بما تُعرف في الغرب بالعادات الإسبارطية وأهمها الانضباط والشجاعة والبساطة، بالإضافة للعمل بتفان وإخلاص لصالح المجتمع، كما أشاعوا وسط الألمان أن زعيمهم يقرأ بنهم وأن لديه مكتبة تضم ستة آلاف كتاب قرأها جميعا.

ويستعرض الكتاب السيّر الذاتية لثمانية من طغاة القرن العشرين، أربعة منهم يشكلون مجموعة الوزن الثقيل وهم الإيطالي بنيتو موسوليني والألماني أدولف هتلر والسوفياتي جوزيف ستالين والصيني ماوتسي سونغ، والمجموعة الثانية الأخف وزنا نسبيا تضم الكوري الشمالي كيم إيل سونغ والهاييتي فرانسوا دوفالييه والروماني نيكولاي شاوسيسكو والإثيوبي منغستو هايلي مريام.

تحويل الجميع إلى كذَبة
ويقول ديكوتر إن عبادة الشخصية مدمرة للنفوس وتحطم الحلفاء والخصوم على حد سواء، وتجبرهم على التعاون من خلال التبعية المشتركة، مضيفا أنه وعندما يجبر الدكتاتور الناس على التهليل والهتاف له علنا فهو يحوّل الجميع إلى كذَبة، وعندما يكذب الجميع لن يدري أحد من هو الكاذب، الأمر الذي يجعل من الصعوبة على الناس التخطيط لتنفيذ انقلاب ضد الدكتاتور.

وقال إن ستالين هو المعلم الأكبر لهذا الأسلوب، فقد توفي عام 1953 ووُجد جثمانه في غرفة نومه مرتميا على الأرض غارقا في بوله بسبب أن مرافقته التي ترعاه قد تجمدت عندما كان يحتضر وأرسلت مكالمة خاطئة لطلب النجدة. وعلق الكاتب بأن ستالين قُتل بجو الخوف الذي نشره بنفسه.

أما موسوليني وشاوشيسكو فقد قُتلا انتقاما في أعمال عنف شائنة. فقد قُتل الأخير بالقرب من مرحاض.

وأقدم دوفالييه على نقل مئات الآلاف من الناس في هاييتي إلى العاصمة للتوسل له بالبقاء في السلطة. وقد صوّت في الاستفتاء الذي أعقب ذلك في يونيو/حزيران 1964 نسبة 99.89% من الشعب لصالح استمرار الدكتاتور في منصبه.

أكثر من مئة
وقال كاتب العرض فاراداراجان إن كثيرا من القراء سيتأسفون لاقتصار ديكوتر على استعراض ثمانية فقط من الدكتاتوريين، فليس هناك واحد من طغاة العالم اللاتيني مثل الكوبي فيدل كاسترو والشيلي أوغستو بوينوشيه أو الإسباني فرانسيسكو فرانكو الذين يستحقون تماما أن يشملهم الاختيار. وروبرت موغابي يستحق تمثيل القارة الأفريقية لأن منغستو كان مجرد نسخة من ستالين، مشيرا إلى أن عدد طغاة العصر الحديث يمكن أن يفوق المئة بسهولة.
سياسة | المصدر: الجزيرة | تاريخ النشر : السبت 30 نوفمبر 2019
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com