أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، خطوات جديدة لبلاده بشرق الفرات في سوريا، مؤكدا "مرحلة مختلفة" بوقت قريب بهذه المنطقة التي تهدد تركيا باستمرار بشن عملية عسكرية فيها.
وقال أردوغان: "خطواتنا بخصوص شرق الفرات ستدخل مرحلة مختلفة قريبا".
وأضاف: "ننتظر من الولايات المتحدة التي هي حليفتنا في الناتو وشريكتنا الاستراتيجية، أن تتخذ خطوة تليق بالحليف الحقيقي بخصوص الملف السوري".
وأكد أردوغان أن "أمن تركيا يعني أمن الناتو والمنطقة برمته"، مهددا: "سنستخدم القوة إذا ما تطلب الأمر للدفاع عن مصالحنا القومية".
ووجه رسالة إلى ترامب، بالقول: "آمل أن يواصل الرئيس الأمريكي موقفه الصائب بخصوص موضوع منظومة أس400، وعدم السماح بتأثير هذه المسألة على علاقاتنا".
ويأتي تصريح أردوغان في حين صعد البنتاغون من لهجته ضد تركيا، بملف شرق الفرات، حيث قال وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، الثلاثاء، إن أي عملية تركية في شمال سوريا، ستكون غير مقبولة.
وأضاف إسبر: "نعتبر أن أي تحرك أحادي من جانبهم (الأتراك) سيكون غير مقبول وسنمنعه".
وتابع: "ما سنفعله هو منع أي توغل أحادي من شأنه أن يؤثر على المصالح المشتركة... للولايات المتحدة وتركيا وقوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا".
وقال أردوغان: "لا يمكن لتركيا أن تشعر بالأمان مالم يتم القضاء على منظمة بي كا كا، التي تنمو كالخلايا السرطانية على حدودنا الجنوبية عبر الأسلحة الثقيلة المقدمة إليها من حلفائنا".
وشهدت المنطقة الآمنة التي تعتزم تركيا إقامتها شمال شرق سوريا تضاربا في وجهات النظر بين المسؤولين الأمريكيين والأتراك، في وقت تؤكد فيه تركيا إقامة المنطقة بمفردها على طول الحدود في حال لم يتم التوافق عليها مع واشنطن.
وتتطلع تركيا لإقامة المنطقة بعمق 32 كيلومترا من الحدود التركية باتجاه الأراضي السورية، وتولي السيطرة عليها، وإخراج التنظيمات التي تعتبرها تركيا "إرهابية" منها، لا سيما قوات "قسد" وجناحها الوحدات الكردية.
وسبق أن حذر قيادي كردي بارز الاثنين، من أن تركيا ستبادر إلى شن هجوم ضد مناطق سيطرة الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، في "أول فرصة" تسنح لها، رغم سعي واشنطن إلى التهدئة وإيجاد حل يرضي حليفيها.
وكان أردوغان، قال الأحد الماضي، إنه حسم أمره تجاه عملية شرق الفرات، وإنه لا يمكنه "التزام الصمت" أمام الهجمات على بلده، وإنه أبلغ أمريكا وروسيا بذلك.
إلا أن أمريكا ردت على الرئيس التركي بالقول، إنها تشعر بالقلق حيال أي عملية تركية شرق الفرات، ومن أي تصرف أحادي الجانب من أنقرة.
في سياق آخر، قال أردوغان: "إذا أراد الاتحاد الأوروبي أن يصبح لاعبا عالميا عليه أن يكسب تركيا أولا، وألّا يفرط بعضويتها فيه بسبب مطامع بعض الدول".
وأضاف: "لا يوجد أي دليل ملموس على أن منظومة أس400 ستضر بحلف الناتو وبمقاتلات أف35، فلا داعي للخداع".
وفي معرض تصريحاته، تطرق للقضية الفلسطينية، وقال: "إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حدود عام 1967 ليس خيارا بل أمر إلزامي".
وقال: "المجتمع الدولي يفقد بشكل تدريجي قدرته على حل مشكلات مثل الإرهاب والجوع والاحتباس الحراري".