Akhbar Alsabah اخبار الصباح

التجسس الصهيوني عبر "واتساب"

واتساب كشفت شركة "واتساب" وصحيفة "فايننشال تايمز"، أنّ الشركة الصهيونية NSO تمكّنت من حقن برامج تجسس في هواتف مستخدمين محددين، بعد قرصنة المكالمات الصوتية. وأثار الخبر ردود فعلٍ غاضبة واسعة النطاق لصحافيين وحقوقيين ومواطنين، من الذين دعوا إلى التحديث الفوري للتطبيق، ودانوا الممارسات التجسسية على المعارضين.
واستطاع قراصنة تثبيت برنامج المراقبة عن بعد على الهواتف والأجهزة الأخرى، باستخدام ثغرة أمنية كبيرة في تطبيق المراسلة "واتساب". وقال التطبيق الذي تملكه شركة "فيسبوك" إنّ الهجوم استهدف عدداً مختاراً من المستخدمين، وتم تنظيمه من قبل شركة البرمجة والهايتك الصهيونية، "إن إس أو". وسمحت الثغرة الأمنية بحقن برامج التجسس في هاتف المستخدم من خلال ميزة الاتصال الصوتي الهاتفي للتطبيق.

وتبيع "إن إس أو" برامج التجسس لوكالات استخبارات حكومية. ويستطيع برنامج "بيغاسوس"، بمجرّد تثبيته على الهاتف، استخراج جميع البيانات الموجودة على الجهاز من رسائل نصيّة وجهات الاتصال وبيانات الموقع الجغرافي والبريد الإلكتروني وسجلّ التصفح للمستخدمين. هذا بالإضافة إلى إنشاء بياناتٍ جديدة باستخدام مايكروفون وكاميرا هاتف المستخدم المستهدف لتسجيل ما يدور حوله، بحسب ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" سابقاً. وسبق أن استخدمت الإمارات والسعودية برامج تجسس للشركة الإسرائيليّة لاستهداف معارضين. وتجسست الشركة أيضاً على ناشطين مؤيدين لفلسطين، وحقوقيين من حول العالم.

ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" الخبر أولاً، قائلةً إنّه تم تطوير برنامج تجسس من قبل "إن إس إو غروب" الصهيونية، والتي تُمكّن المهاجمين من إرسال برمجية خبيثة إلى جهازٍ هدف، عن طريق الاتصال بالمستخدم وإصابة المكالمة بالبرمجية، سواء أجاب المستخدم على الاتصال أم لا. وهي تصيب أجهزة أندرويد وأيفون، وغالباً ما تمّ مسح سجل المكالمات الوارد.
وأضافت الصحيفة أن فرقاً من المهندسين عملت على مدار الساعة في سان فرانسيسكو ولندن على علاج نقطة الضعف في التطبيق، وبدأت في وضع علاج على خوادمها يوم الجمعة من الأسبوع الماضي وأصدرت تعليمات للمستخدمين يوم الإثنين.

واستبعد خبراء في أمن الإنترنت أن تكون الغالبية العظمى من المستخدمين قد تأثرت.

وقال تطبيق "واتساب" إنّه تمّ اكتشاف الثغرة الأمنية هذا الشهر، وإنّ الشركة عالجت المشكلة "بسرعة" داخل بنيتها التحتية الخاصة. وتمّ نشر التحديث يوم الإثنين، بحسب "ذا غارديان"، حيث شجّعت الشركة المستخدمين على التحديث بسرعة. وأوضحت في بيان أنّ "الهجوم يتضمّن جميع السمات المميزة لشركة خاصة تعمل مع الحكومات لتقديم برامج تجسس تتولى وظائف أنظمة تشغيل الهواتف المحمولة". وأضافت أنّها أطلعت عدداً من منظمات حقوق الإنسان بهدف مشاركة المعلومات والقيام بما يمكن لإخطار المجتمع المدني.

وأبلغت الشركة جهات إنفاذ القانون الأميركيّة، وأحالت حادث التسلل الإلكتروني إلى وزارة العدل الأميركية، كما نشرت ورقةً لتنبيه خبراء الأمن السيبراني الآخرين إلى الثغرات الشائعة.
كما أبلغ تطبيق "واتساب" الهيئة التنظيمية الرئيسية التي يتبعها في الاتحاد الأوروبي وهي لجنة حماية البيانات الأيرلندية "بنقطة ضعف أمنية خطيرة" على منصته.

وقالت اللجنة في بيان: "اللجنة تتفهم أن نقطة الضعف هذه يمكن أن تكون قد سمحت بدخول برنامج خبيث بشكل غير مصرح به على البيانات الشخصية أو على أجهزة عليها تطبيق واتساب". وأضافت: "واتساب ما زال يحقق في ما إذا كانت بيانات مستخدمين من الاتحاد الأوروبي قد تأثرت بالواقعة"، قائلةً إن الشركة أبلغتها بالواقعة في وقت متأخر من مساء الإثنين.

وقالت "فايننشال تايمز" إنّه تم استخدام الثغرة الأمنية في محاولة للهجوم على محامٍ مقيم في المملكة المتحدة في 12 مايو/أيار. والمحامي الذي لم تكشف الصحيفة عن اسمه، هو في صلب دعوى قضائيّة ضدّ شركة "إن إس أو" رفعتها مجموعة من الصحافيين المكسيكيين، ومنتقدون للحكومة، ومعارض سعودي.

ودافعت الشركة الصهيونية عن نفسها، قائلةً لـ"فايننشال تايمز" إنّها "لا تشارك تحت أي ظرف من الظروف في تشغيل أو تحديد أهداف تكنولوجيتها، والتي تديرها وكالات استخبارات وجهات إنفاذ القانون". وأضافت: "لن تستخدم NSO، أو لا تستطيع استخدام التكنولوجيا الخاصة بها لاستهداف أي شخص أو منظّمة، بمن فيهم هذا الفرد". وقالت إنّها "تحقق في هجمات واتساب".

وفي ديسمبر/كانون الأول 2018، قدّم المعارض السعودي المقيم في مونتريال الكندية، عمر عبد العزيز والمقرب من الصحافي الراحل جمال خاشقجي، دعوى قضائية ضد الشركة الصهيونية والتي ساعدت السعودية على اختراق هاتفه الذكي، والتجسس على اتصالات جرت بينه وبين خاشقجي الذي قتل في قنصلية بلاده في إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وتمّ رفع دعاوى موازية قدمها صحافيون وناشطون اتهموا فيها مجموعة NSO بأنها ساعدت حكومتي المكسيك والإمارات العربية المتحدة على التجسس على هواتفهم الذكية، رغم أنه لا سجلات جنائية لديهم ولم يشكلوا أي تهديد، بحسب ما قالته "نيويورك تايمز" العام الماضي.

والعام الماضي أيضاً، اتهمت منظمة العفو الدولية مجموعة NSO بمساعدة السعودية في التجسس على أحد موظفي المنظمة. وطلبت المنظمة من وزارة الأمن الصهيونية إلغاء ترخيص التصدير الأمني لشركة التجسس NSO، ونتيجة لرفض الطلب قرّرت المنظمة مقاضاة إسرائيل.
وقالت منظمة العفو الدولية، إن الهجوم الإلكتروني المحتمل لخاصية التراسل الخاصة بتطبيق واتساب يُعّرض ملايين المستخدمين في أنحاء العالم، بمن فيهم مدافعون عن حقوق الإنسان، للخطر. وأضافت أنه لو صدقت أنباء الهجوم الإلكتروني فإنه يجسد مطالبتها أمام محكمة إسرائيلية بضرورة قيام وزارة الأمن الإسرائيلية بإلغاء ترخيص التصدير الممنوح لمجموعة إن إس أو الإسرائيلية.

وفي فبراير/شباط الماضي، دافعت حكومة الاحتلال عن مساعدة أنظمة حكم ديكتاتورية على قمع مواطنيها، قائلةً إنها تسمح ببيع هذه البرمجيات للأنظمة "التي يشكل بقاؤها مصلحة استراتيجية لإسرائيل".

ويستخدم "واتساب" حوالى 1.5 مليار شخص حول العالم. والتطبيق مشفّر من البداية إلى النهاية، ما يعني أنّه آمنٌ للناشطين والمعارضين. وبحسب "ذا غارديان"، لا يؤثّر برنامج التجسس "بيغاسوس" على تشفير التطبيق، ولا يتضمّنه.

وإثر الكشف عن التجسس الجديد، دان ناشطون وصحافيون من حول العالم الممارسات التجسسية على المعارضين والحقوقيين. وأشار هؤلاء إلى أنّه ليس مستغرباً أن تكون الشركة التي تجسست على الراحل جمال خاشقجي، منخرطة في قرصنة هواتف ناشطين مجدداً.
وأشار هؤلاء إلى أنّ بعض المسؤولين في البيت الأبيض، وبينهم جاريد كوشنر، يستخدمون "واتساب" للتواصل مع مسؤولين من الخارج.

كما سخر المستخدمون من عنوان تحديث "واتساب" الجديد؛ إذ قالت الشركة إنّه مخصّص للملصقات على التطبيق، بينما هي تحاول حثّ المستخدمين على التحديث لتفادي الاختراق عبر الشركة الصهيونية.
تكنولوجيا و علوم | المصدر: العربي الجديد | تاريخ النشر : الأربعاء 15 مايو 2019
أحدث الأخبار (تكنولوجيا و علوم)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com