لا يخجل عبدالفتاح السيسي، رأس النظام، مطلقا من افتضاح العشق المتبادل بينه وبين قادة العدو الصهيوني أمثال مجرمي الحرب بنيامين نتنياهو، وعاموس يدلين، رئيس الاستخبارات العسكرية الصهيونية "أمان" السابق. بل حرص السيسي على الجلوس بجوار الأخير خلال فعاليات مؤتمر ميونيخ للأمن.
وظهر السيسي، خلال مشاركته في مؤتمر ميونخ بألمانيا، في جلسة حميمة جمعته مع الجنرال (احتياط) عاموس يدلين رئيس الاستخبارات العسكرية الصهيونية سابقاً، ومدير معهد أبحاث الأمن القومي الصهيوني حالياً، مما أثار الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي .
وتساءل ناشطون على تويتر عن سبب هذه الجلسة، إذ إن الجنرال الصهيوني لم يعد في منصبه، والسيسي يمثل دولة بحجم مصر، وعليه أن يستقبل رؤساء أو مسؤولين بارزين على الأقل .
يدلين يكشف السر
الإجابة على هذا السؤال جاءت من المجرم الصهيوني يدلين، الذي احتفى بالصورة التي التقطت له بصحبة رئيس مصر، ونشرها عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وكتب يدلين: "-صورة لي- في "مؤتمر ميونيخ للأمن" مع عبد الفتاح السيسي، نتبادل الذكريات منذ كنا زملاء في المخابرات العسكرية - هنأته على خطابه المؤثر في مؤتمر ميونخ MSC2019 وتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين".
كما احتفى حساب "إسرائيل بالعربية" الرسمي بالجلسة مغرداً: "اللواء السابق والرئيس الحالي لمركز الأبحاث في جامعة تل أبيب عاموس يادلين يحيي زميله السابق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد كلمته في ميونخ".
من هو عاموس يدلين؟
يعد مجرم الحرب عاموس يدلين من أشد المعجبين بالسيسي في الكيان الصهيوني. وكان قد صرح بأن السيسي يرى أنّ حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) عدو لدود، كما تراها "إسرائيل" تمامًا.
وعاموس يدلين (60 عاماً) لذي يشغل حاليا منصب رئيس مركز الأبحاث في جامعة تل أبيب، شارك في حرب أكتوبر 1973 بسلاح الجو الصهيوني، كما شارك في عام 1981 عملية "أوبرا"، التي قام خلالها العدو الصهيوني بقصف المفاعل النووي العراقي، كما شارك في العدوان على لبنان عام 1982، وترقى حتى وصل إلى رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قبل أن يتركها منذ عام 2010.
بينما شغل السيسي، منصب قائد المنطقة الشمالية العسكرية في الفترة من فبراير 2008 - يناير 2010، ومنصب مدير المخابرات الحربية والاستطلاع يناير 2010 - أغسطس 2012، عندما اختاره مرسي وزيرا للدفاع خلفا لطنطاوي، وهو التعيين الذي لم يعرف حتى الآن من كان صاحب القرار فيه؟
أسئلة مهمة
واقعة افتخار يدلين بصورته مع السيسي وإشارته إلى تبادل الذكريات مع زميله السابق، يجب ان نتوقف أمامها كثيرا. ويجب أن نطرح مجموعة من الاسئلة ربما تكون إجابتها معروفة سلفا، لكنها يجب ان تطرح:
- ما هي الذكريات التي قد تجمع بين رئيس الاستخبارات العسكرية لدى العدو الصهيوني؟ ومدير المخابرات الحربية في مصر؟
- ما هي الزمالة التي جمعت بين يدلين والسيسي؟ وكيف كانت العلاقة بينهما وقت ترأس كلا منهما لجهاز الاستخبارات العسكرية في الكيان الصهيوني والمخابرات الحربية في مصر؟
- لماذا جلس السيسي بجوار مسئول صهيوني سابق، ضاربا عرض الحائط بكل البروتوكولات المعروفة والمعمول بها دوليا؟
- لماذا لم يعد السيسي يخجل من أي صورة أو تصريح تفضح علاقته وتطبيعه مع العدو الصهيوني؟
- صحيح أن السيسي لم يشارك في أي حرب ضد العدو الصهيوني، لكن ألم يعلمه أو يخبره أحد في المؤسسة العسكرية المصرية أن يدلين قتل جنودا مصريين في حرب أكتوبر التي تعتبر مصدر فخر للمصريين وللمؤسسة العسكرية نفسها؟
- في الوقت الذي يحاكم فيه مرسي بتهمة التخابر مع حماس، لماذا يتم محاكمة السيسي بتهمة التخابر مع العدو الصهيوني؟ خاصة أن يدلين اعترف بوجود زمالة وذكريات قديمة بينه وبين السيسي؟
- السؤال الأهم والأخطر: هل تناسى الشعب المصري حقيقة أن العدو الأول له ولوجوده هو الكيان الصهيوني الغاصب؟ هل صار من المقبول أن يتعامل المصريون مع الصهاينة على أنهم مجرد جار لم يقتل يوما آلاف المصريين عسكريين ومدنيين؟ ولا يزال يقتل ألاف العرب في فلسطين؟
أخيرا، فإن صورة السيسي مع يدلين ما هي إلا امتداد لجريمة السادات الكبرى عندما شق الصف العربي ووقع على ماعهدة الذل والهوان في كامب ديفيد، ولا عجب أن السيسي يرى نفسه امتدادا أيدلوجويا للسادات في كل تصرفاته وسياساته، من التطبيع مع العدو إلى تطبيق سياسات صندوق النقد.