Akhbar Alsabah اخبار الصباح

جميع الدول تخلت عن إعمار العراق

إعمار العراق أكدت مجلة «ناشيونال إنتريست» الأميركية المعنية بالتحليلات السياسية والعسكرية، أن جميع الدول تخلت عن العراق في جهود إعادة الإعمار، خاصة الدول العربية والغربية، موضحة أن الدول العربية مجتمعة لم تقدم أكثر من 5 مليارات دولار، ولم تقدمها في هيئة مساعدات بل قروض، مضيفة في مقال لـ«دانيال ديبيتريس» المحلل السياسي، أن الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة، تعبوا من إرسال أموالهم إلى الخارج.

ووفق ما ترجمت «شبكة رصد»، فإن يوم 10 يوليو من العام الماضي، كان ليكون واحدا من أفضل أيام رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أثناء إعلانه تحرير الموصل أخر موطئ لداعش داخل العراق، لو تمكن من جلب الأموال لمساعدة بلاده في جهود إعادة الإعمار.
وأقيم، الأسبوع الماضي، في الكويت، مؤتمر دولي للمانحين، وفيه أتيحت الفرصة للقادة العراقيين أن يقدموا قضيتهم، خاصة أن العراق يواجه حقيقة قاسية، وهي أنه لن يكون قادرا على إعادة بناء نفسه بنفسه، دون مساعدة مالية، وذلك رغم وجود احتياطات هائلة من النفط الخام الذي يمتلكه العراق، إلا أن حجم الدمار الذي لحق بها، على مدار السنوات الماضية، لن يكفيه ما تصدره من نفط وسط تذبذب أسعاره، ويعيتن عليها أن تبحث عن ممول سخي للقيام بتك المهمة.
وكان مؤتمر الكويت، يهدف إلى جلب المانحين من دول الشرق الوسط والدول الغربية، والولايات المتحدة، وتشير التقديرات الأولية إلى أن العراق تحتاج إلى ما يصل لـ88 مليار دولار من أجل إعادة الإعمار، أو 100 مليار كما أكد وزير التخطيط العراقي بعد انتهاء معركة الموصل.

غير أن المؤتمر الكويتي، لم يجلب سوى 30 مليارا فقط، وهو أقل بكثير مما كان يأمله القادة العراقيون، وهو ما جعل وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري يشعر بخيبة الأمل والإحباط، فمبلغ 30 مليار دولار لن يضيف إليهم شيئا، خاصة أن هناك نحو 2.3 مليون عراقي نازحون داخليا، أو عالقون في يمخيمات في كردستان العراق، ولا يمتلكون أي وسيلة للعودة إلى بيوتهم التي تم تدميرها عن بكرة أبيها.

وكانت الأمم المتحدة، أكدت في تقرير مسبق، أن جهود إعادة إعمار العراق، قد تستغرق ما يقرب من عقد كامل، بجانب الكم الهائل من الأموال التي تحتاجها، خاصة أن الشركات والمصانع التي كان يعتمد عليها المواطنين في توفير أحوال معيشتهم دمرت أيضا.

كما تشعر الحكومة العراقية، بالإحباط بسبب عزوف البلدان التي كانت تعول عليها، عن تمويل تلك الجهود، وبوجه خاص، السعودية وقطر والإمارات والكويت، وهي الدول التي كانت تتوقع منهم أكثر من الـ5 مليارات التي قدموها، وحتى قدموها في شكل قروض وليس منحا أو مساعدات.

وأكد الكاتب، أن العراقيين يحتاجون إلى أن يفهموا أن المجتمع الدولي ينظر إلى العراق بصورة مغايرة، فالبلد ليس بيئة ملائمة للأعمال خاصة مع وجود العديد من التيارات السياسية المتناحرة وانتشار البيروقراطية والفساد، كما تحتاج الشركات متعددة الجنسيات الراغبة في الاستثمار في السوق العراقية إلى إنفاق ملايين الدولارات من أجل إبقاء موظفيها آمنين.

كما يجب على العراقيين، وفقا للكاتب، أن يدركوا أن الغرب، لا سيما الولايات المتحدة، تعبوا من إرسال أموالهم إلى بلدان العالم الخارجي؛ حيث أنفقت واشنطن مليارات المليارات من الدولارات، خلال العقود القليلة الماضية، وشملت حروب ومساعدات عسكرية وأمنية وجهود إعادة إعمار وغيره، بمن فيها نحو 25 مليار دولار أنفقتها على ما سببته داخل العراق بعد غزو 2003.

وغير ذلك فإن الفساد المتفشي داخل العراق، قد يكون عقبة في سبيل تمويل الغرب لجهود إعادة الإعمار، وبجانب الفساد المنتشر فإن خطر الطائفية ما زال موجودا وبقوة، في الوقت الذي يحاول فيه رئيس الوزراء حيدر العبادي استئصال السياسة الطائفية، غير أن جهوده لن تكون كافية لإحداث ذلك التغيير.

وباختصار فإن الولايات المتحدة أصبحت مستنزفة بشكل أساسي، ولا يمكن لوم الشعب الأميركي على ذلك، خاصة أنهم لا يريدون إرسال أموالهم التي يدفعونها في شكل ضرائب، على اهداف لن تفيدهم بشيء، موضحا أنهم يفضلون أن تنفق في تطوير منشآت واستحداث وظائف بدلا من إرسالها للخارج.

وأكد الكاتب، أن ذلك لا ينفي الدور الأميركي في الرعاق؛ حيث يجب عليها أن تتمتع بوجود دبلوماسي قوي هناك، من أجل بناء علاقات سياسية جديدة، والقضاء على خطر الانقسام ومشاركة العبادي في محاولة القضاء على الطائفية في السياسية العراقية، وحل النزاعات المحلية والصراعات الصغيرة.
كما يجب على وزير الخارجية ريكس تيلرسون التواصل مع نظرائه السعوديين والقطريين والإماراتيين والكويتيين والضغط عليهم لزيادة مشاركتهم في مرحلة ما بعد تنظيم الدولة في العراق، كما يجب على إدارة ترامب أن تحافظ على علاقة استخباراتية الواسعة مع بغداد.
سياسة | المصدر: رصد | تاريخ النشر : الأربعاء 28 فبراير 2018
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com