كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه أبلغ المسؤولين السعوديين بأنه لن يشارك في قمة الرياض الأخيرة، ما لم يدفعوا مئات المليارات من الدولارات في صفقات شراء الأسلحة الأميركية.
وفي مقابلة مع شبكة "سي بي أن"، أوضح ترامب أنه وافق على المشاركة في قمة الرياض أيضاً مقابل وقف تمويل الإرهاب، مشدداً على تورط عدد من دول المنطقة في هذا التمويل.
وكان ترامب قد وصل الرياض في 20 مايو الماضي، في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه، وشارك في القمة العربية الإسلامية بالعاصمة السعودية الرياض، بحضور 55 قائداً وممثلاً عن دول العالم الإسلامي، واعتبرت القمة الأولى من نوعها.
وفي تصريح سابق له، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون خلال قمة الرياض، إن القيمة الإجمالية للاتفاقات التي تم توقيعها اليوم بين البلدين تبلغ "أكثر من 380 مليار دولار".
ولم يخفِ ترامب نشوته في الأموال التي حصَّلها من مشاركته بقمة الرياض، وكان قد ألقى كلمة أمام أنصاره في يونيو الماضي وبدا مبتهجاً للغاية، عندما قال أنه "عاد محملاً بمليارات الدولارات من السعودية".
وقال ترامب إن رحلته إلى السعودية كانت أعظم يومين بحياته، مضيفاً: "إنها رحلة تاريخية وملحمية؛ لأنني قلت: لا يمكن لكم أن تستمروا في دعم الإرهاب، ملك السعودية حقاً إنه مميز جداً، لقد أخذ كلامي بشكل جدي. والآن هم يقاتلون دولاً أخرى كانت تمول الإرهاب، لقد كان تأثيري هائلاً، وقد كان وجودي هناك من أجل ذلك".
وتحدث عن القادة الذي التقوه في السعودية وجعلهم يدفعون له مليارات الدولارات؛ لصناعة "الأشياء بدولتنا بعمالنا مقابل دفع مليارات الدولارات". وتابع: "لقد أعطيت للشركات الأميركية التي ستصنع منتجات أميركية وترسلها إلى الدول الغنية في الشرق الأوسط".
القاعدة العسكرية في قطر
وفي تعليقه على الأزمة الخليجية مع قطر، أكد ترامب في مقابلته مع شبكة "سي بي أن"، أن علاقات بلاده جيدة مع الدوحة، مشيراً إلى أنه لن تكون هناك أية مشاكل بشأن القاعدة العسكرية الأميركية التي تستضيفها العاصمة القطرية.
وأضاف: "لو كان علينا أن نرحل لكنا وجدنا عشر دول مستعدة لأن تبني لنا قاعدة أخرى. صدقني، وستدفع هذه الدول لإقامة القاعدة، فقد ولت إلى غير رجعة الأيام التي ندفع فيها نحن".
وتبذل أبوظبي جهوداً كبيرة في إقناع الأميركيين بالتخلي عن قاعدة العديد الأميركية الجوية في قطر، ونقلها إلى القواعد الأميركية في الإمارات، وهو ما تم كشفه من خلال الوثائق المسربة بعد اختراق البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة.
وحاول العتيبة مراراً إقناع الأميركيين بالضغط من أجل نقل القاعدة الجوية من الدوحة حيث قال، إن وجود قاعدة العديد على الأراضي القطرية حدّ من الإجراءات التي كان يمكن أن تتخذ ضد الدوحة وقال في هذا الصدد: "إذا أردتُ أن أكون صادقاً فأنا أعتقد أن سبب عدم اتخاذ إجراءات ضد قطر يتمثل في (وجود) القاعدة الجوية".ش