Akhbar Alsabah اخبار الصباح

نص كلمة الرئيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

الجمعية العامة للأمم المتحدة "بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الذي نحبه ونتبعه ونحب من يحترمه ونعادي من يمسه بسوء من قول أو عمل، صلوات ربي وتسليماته عليه، الذي وصفه ربه في قرآنه العظيم فقال "وإنك لعلى خلق عظيم"، وقال الله تعالى أيضًا عن الرسول "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، صدق الله العظيم.



ثم قدم الرئيس مرسي التحية والتهنئة للرئيس الجديد للجمعية العامة للأمم المتحدة فوج جيريم، متمنيًا له التوفيق في مهمته مع خالص تقديره لرئيس الجمعية العامة في دورتها السابقة ناصر النصر ولدولة قطر الشقيقة للإدارة المتميزة للدورة السابقة، وكذلك التحية للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورؤساء الدول والحكومات المشاركين في أعمال هذه الدورة.



وقال الرئيس مرسي إن حضوري اليوم يحمل معاني عديدة تتجلى في أنني أول رئيس مصري مدني منتخب بإرادة شعبية حرة في أعقاب ثورة سلمية عظيمة، شهد لها العالم كله، هذه الثورة التي أسست شرعية حقيقية بإرادة الشعب المصري بكل أبنائه وفئاته داخل وخارج مصر وكان لهذا الشعب بفضل الله ما أراد.



وتطرق قائلا: إن كل مصري اليوم يشعر بثقة في النفس تضعه على أرضية حضارية وأخلاقية في أعلى مستوياتها، فقد حققنا خطوات متلاحقة وفعالة في مسيرة البناء والنهضة سعيًا إلى ما يتطلع إليه شعب مصر لإقامة دولة حديثة..الدولة الوطنية.. الديمقراطية.. الدستورية.. القانونية.. الحديثة.. التي تستوعب العصر وتقوم على سيادة القانون والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان دون تفريط في القيم الراسخة في وجدان أبناء مصر جميعهم.. ودولة تنشد العدل والحق والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.



وقال الرئيس مرسي في كلمته: إن الثورة المصرية التي أسست الشرعية التي أمثلها أمامكم اليوم لم تكن نتاج لحظة أو انتفاضة عابرة، كما أنها لم تكن أبدًا رياحًا هبت في ربيع أو خريف، وأن هذه الثورة وما سبقها ولحقها من ثورات في المنطقة جاءت نتيجة لكفاح طويل لحركات وطنية حقيقية، والإرادة الحياة مع أبناء الوطن جميعا بعزة وكرامة، وهي تعبر عن حكمة التاريخ وتدق ناقوس إنذار لكل من يحاول أن يقدم مصالحه على مصالح الشعوب.



ومضى الرئيس مرسي إلى القول: إن رؤية مصر الجديدة التي نسعى إلى تحقيقها بإذن الله لوطننا مصر، هي في ذات الوقت إطار العمل الذي نقدمه للعالم ونسعى للتعاون من خلاله مع المجتمع الدولي في سياق من الندية والاحترام المتبادل، والذي يشمل عدم التدخل في شئون الدول الأخرى، وتطبيق المبادئ والمواثيق والمعاهدات الدولية التي نؤكد التزامنا بها، وفي مقدمتها ميثاق الأمم المتحدة الذي شاركت مصر في صياغته من خلال العمل المستمر والجهد المخلص، سعيًا لتسوية المشكلات ومعالجة جذورها دون الإخلال بمبادئ القانون، ولا بالقيم الثابتة التي ينذر التفريط فيها بعواقب وخيمة للمجتمع الدولي إن لم ينتبه لذلك العقلاء والمخلصين في هذا العالم.



وقال الرئيس مرسي موجهًا كلامه إلى رئيس الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة: السيد الرئيس إن أولى القضايا التي ينبغي أن يشترك العالم في بذل كل جهد ممكن لتسويتها على أسس العدالة والكرامة هي القضية الفلسطينية، إن عقودًا طويلة مضت منذ أن عبر الشعب الفلسطيني عن عزمه استعادة كل حقوقه، وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.



وأضاف الرئيس مرسي أنه وبرغم جهاد هذا الشعب المتواصل وتبنيه لجميع الأساليب المشروعة للحصول على حقوقه وقبول ممثليه بقرارات الشرعية الدولية كأساس لحل كل مشاكله، رغم كل ذلك تظل هذه الشرعية الدولية والقرارات الأممية مع كل أسف عاجزة حتى اليوم عن تحقيق أمال وتطلعات شعب فلسطين وتظل كل هذه القرارات بعيدة عن التنفيذ.



وقال: إن ثمار الحرية والكرامة لا ينبغي أن تكون بعيدة عن شعب فلسطين الشقيق، وأنه لمن المشين أن يقبل العالم الحر استمرار طرف في المجتمع الدولي في إنكار حقوق أمة تتوق إلى الاستقلال على مدى عقود مهما كانت المبررات، ومن المشين أيضًا أن يستمر الاستيطان في أراضي هذا الشعب الفلسطيني، وتستمر المماطلة في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية.



وأضاف الرئيس مرسي: إنني ومن منطلق الدفاع عن الحق والحرية والكرامة، والكرامة الإنسانية، ومن منطلق واجبي نحو الأشقاء في فلسطين أضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته التي تحتم تحقيق السلام العادل والشامل، وإنهاء جميع مظاهر احتلال الأراضي العربية وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة.



وطالب الرئيس محمد مرسي في كلمته بضرورة التحرك وبشكل جاد ومن الآن لوضع حد للاحتلال والاستيطان ولتغيير معالم القدس المحتلة، داعيًا إلى سلام يؤسس دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ويحقق أمنًا واستقرارًا طال انتظاره لجميع شعوب المنطقة.



وقال مرسي ومن ذات المنطلق أؤكد دعم مصر لأي تحرك فلسطيني في الأمم المتحدة وأدعوكم جميعا، كما أيدتم ثورات الشعوب العربية إلى دعم أبناء فلسطين للحصول على الحقوق الكاملة المشروعة، لشعب يناضل ويجاهد من أجل نيل حريته، وبناء دولته المستقلة الفلسطينية غير القابلة للتصرف، وتابع أننا عازمون على مواصلة العمل إلى جانب الشعب الفلسطيني لينال كل حقوقه بإرادته الحرة لكل أبنائه وفصائله.



وأضاف: لابد ونحن نتكلم في هذا المحفل الدولي أن نتناول القضية التي باتت تؤرق العالم كله، ألا وهي نزيف الدم والمأساة الإنسانية في سوريا، وقال إن نزيف الدم الذي ينبغي أن يتوقف فورًا هو شاغلنا الأول، إن الدماء التي تسيل على أرض سوريا الحبيبة أثمن من أن تهدر هكذا ليل نهار.



وقال الرئيس مرسي: إن الشعب السوري الشقيق العزيز على قلب كل مصري ومصرية يستحق أن يتطلع لمستقبل تتحقق له فيه الحرية والكرامة، وقد كان هذا جوهر التحرك الذي بادرت باقتراحه في مكة المكرمة خلال شهر رمضان الماضي، وأكدت عليه في مناسبات لاحقة درءًا للأسوأ، درءًا لمعاناة شعب سوريا، وتحول الصراع إلى حرب أهلية شاملة لا قدر الله يتطاير شررها إلى ما يتعدى سوريا ودول الجوار المباشر.



وأضاف: لقد شرعت مصر بالفعل مع الدول الثلاث الأخرى المعنية بمبادرتي في عقد لقاءات أظهرت وجود العديد من القواسم المشتركة، وسوف نستمر في العمل لوضع حد لمعاناة شعب سوريا، وإتاحة الفرصة لكي يختار بإرادته الحرة بعد أن ينتهي هذا النظام الذي يقتل شعبه ليل نهار سيختار الشعب السوري بإرادته الحرة نظامًا للحكم يعبر عنه ويضع بلاده في مكانها بمصاف الدول الديمقراطية لتستأنف إسهامها في مسيرة العمل العربي المشترك ودورها الإقليمي والدولي على أسس شرعية قوية.



وتابع الرئيس مرسي أن هذه المبادرة ليست مغلقة على أطرافها بل هي مفتوحة أمام كل من يريد أن يساهم إيجابيًّا في حل الأزمة في سوريا هذه الأزمة كلنا مسئولون عنها، وهذه المعاناة لابد وأن نتحرك جميعًا في كل العالم لوقفها، وأنها مأساة هذا العصر، وواجبنا أن نوقف المأساة.



وقال الرئيس محمد مرسي في كلمته إن مصر ملتزمة بمواصلة ما بدأته من جهد صادق لإنهاء هذه المأساة الدائرة على أرض سوريا في إطار عربي وإقليمي ودولي إطار يحافظ على وحدة تراب هذا البلد الشقيق، ويضم جميع أطياف الشعب السوري دون تفرقة على أساس عرقي أو ديني، أو طائفي ويجنب سوريا خطر التدخل العسكري الأجنبي والذي نعارضه.



وأضاف الرئيس مرسي: ملتزمون بدعم مهمة السيد الأخضر الإبراهيمي المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وباستكمال الجهد الجاري لتوحيد صفوف المعارضة السورية وتشجيعها على طرح رؤية موحدة وشاملة لعملية الانتقال الديمقراطي المنظم للسلطة بشكل يضمن حقوق مكونات الشعب السوري، ويحفظ لكل مكون مكانًا أساسيًا في سوريا الجديدة بعد مصر الجديدة إن شاء الله.



وأكد الرئيس مرسي أن مصر ستعمل مع أشقائها العرب كي تحتل هذه الأمة مكانتها اللائقة في العالم فهذه الأمة تمثل مكونًا لا ينفصم عن رؤيتها لأمنها القومي للوطن الكبير الذي يمتد من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي، وتمثل مجالاً رحبًا للتعاون والتفاعل البناء مع كل دول العالم.



وأوضح الرئيس مرسي: أن مصر تنظر إلى الإسهام البالغ الأهمية الذي تمثله الأمة العربية ضمن المحيط الإسلامي، كضرورة للانتقال بالعمل المشترك ضمن منظمة التعاون الإسلامي، وسوف تعمل مصر على أن تكون القمة الإسلامية التي ستعقد على أرضها في مطلع العام القادم منطلقًا لتعزيز التفاهم بين الدول الإسلامية وباقي دول العالم، ولتطوير وتفعيل دور مبادئ الحوار بين الحضارات، ولإزالة مباعث سوء الفهم التي يجد منها دعاة التطرف على الجانبين منفذًا الإيحاء بهوة خلاف واسعة غير موجودة أصلاً لتحقيق مآرب سياسية لا تمت بصلة للمقاصد السامية للأديان أو القيم أو الأخلاق الإنسانية.



وقال الرئيس محمد مرسي - في كلمته- يحتاج أشقاؤنا في السودان إلى الدعم اليوم أكثر من أي وقت مضى، هذا البلد الذي يسعى لتحقيق الاستقرار والتنمية، ويعمل على بناء علاقات صحية نموذجية مع جنوب السودان، هذه الدولة الوليدة التي أقدر أنها مؤهلة إلى جانب السودان الشقيق لأن تكون مركزًا للتعاون بين العالم العربي وامتداده الإفريقي.



وأضاف الرئيس مرسي: لقد قدم السودان تضحيات كبيرة بحثًا عن السلام والاستقرار، والتزم بتنفيذ اتفاق السلام الشامل، وكان أول من اعترف بدولة جنوب السودان، إلا أنني أقول صراحة أن هذا البلد لم يتلق الدعم الذي يستحق، وأن الوقت قد حان لكي تتضافر الجهود الدولية لمؤازرته والعمل على تقريب وجهات النظر بينه وبين دولة جنوب السودان لحل القضايا العالقة بينهما.



وتطرق الرئيس مرسي إلى التطورات في الصومال قائلا: إن عبور شعب الصومال الشقيق المرحلة الانتقالية الصعبة بانتخاب السيد حسن شيخ محمود رئيسًا للجمهورية علامة إيجابية نحو التوحد والاستقرار.



ودعا الأمم المتحدة إلى مواصلة دعم جهود الحكومة الصومالية، في مواجهة من يعمل لإفشال الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار، وإعادة بناء مؤسسات الدولة وتحقيق تطلعات الشعب الصومالي لغد أفضل.



وأضاف الرئيس مرسي قد تتصل مبادئ العدل والحق أيضًا بتحقيق الأمن والاستقرار في العالم وفي قلبه منطقة الشرق الأوسط، فعلى مدى سنوات طوال سعى البعض إلى إقامة الاستقرار على أسس واهية من القمع والطغيان، وزين البعض للأسف لهؤلاء سوء أعمالهم، أما وقد استردَّ شعوب المنطقة حريتها فإنها لن تسمح ولم تتسامح مع غبن حقوقها سواء من قادتها أو من الخارج.



وتابع أن إرادة الشعوب في منطقتنا لم تعد تتقبل استمرار أي دولة بعينها خارج معاهدة منع الانتشار النووي، ولا عدم تطبيق نظام الضمانات على منشآتها النووية، خصوصًا لو اقترن هذا بسياسات غير مسئولة وتهديدات تلقى جزافًا.



وأضاف أن قبول المجتمع الدولي بمبدأ الاستباق أو محاولة إضفاء الشرعية عليه أمر خطير- في حد ذاته- ولابد من مواجهته بحسم حتى لا يسود قانون الغاب.



وقال الرئيس مرسي: وعيًا من مصر بالتهديد الذي يمثله الوضع القائم لاستقرار هذه المنطقة الهامة بما تحويه من مصادر طبيعية وممرات تجارية، فإننا نؤكد ضرورة تعبئة الجهود الدولية لعقد المؤتمر الخاص بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وكل أسلحة الدمار الشامل في موعده قبل نهاية العام الجاري 2012، وبمشاركة كل الأطراف المعنية دون استثناء.



وأضاف، أقولها بوضوح: لا بديل عن التخلص الكامل من الأسلحة النووية، وكل أسلحة الدمار الشامل، لكننا نؤكد في نفس الوقت حق جميع دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية ضمن إطار معاهدة منع الانتشار النووي، وضرورة التزامها بتعهداتها، وتوفير الضمانات اللازمة لدول الإقليم لإزالة أية شكوك حول برامجها السلمية.



وقال الرئيس محمد مرسي في كلمته "تمتد مفاهيم العدالة، والحق، والكرامة من منظورنا لتشمل الأطر التي تحكم العلاقات الدولية.. ومما لا شك فيه أن أبسط مراجعة لمسيرة هذه العلاقات ستظهر مقدار الظلم الواقع على قارة إفريقيا".



وأضاف: "أعتقد أنني لست بحاجةٍ إلى تعداد التعهدات السابقة التي شهدتها نفس هذه القاعة للارتقاء بمعدلات التنمية والنمو في إفريقيا من خلال المساعدات والاستثمار".



وتابع: "إن على العالم مسئولية دعم جهود إفريقيا بما يتعدى الوعود، والأمنيات وأن يقدم العون اللازم لها لاسترداد ثرواتها المنهوبة خلال حقب متعاقبة، آخرها عندما تصور البعض أن دعم أنظمة جائرة سيساعد فى تحقيق استقرار زائف يضمن مصالحه، فيما كانت هذه الأنظمة تبذر الفساد وتهرب الثروات إلى الخارج".



وأضاف: "إنني أدرك أن تحقيق الأهداف المبتغاة لا يتم إلا من خلال مشاركة أبناء القارة أنفسهم، وتحملهم لمسئولياتهم.. وهو أمر لا شك أننا جميعًا كأفارقة مستعدون له سعيًا إلى مستقبل أفضل.. إن علينا اليوم كأفارقة أن نحقق لقارتنا مجموعة من الأهداف الطموحة التي تثبت أقدام أبناء القارة على طريق التنمية المستدامة وتحقق تطلعاتهم نحو مستقبل أفضل ومشاركة حقيقية للقارة في النظام الدولي".



وأكد أن "مصر مستمرة في العمل مع أشقائها في إفريقيا، وهي على استعداد للتعاون مع أي طرف داخل القارة، أو خارجها لرفع مستوى المعيشة في إفريقيا من خلال تبادل الخبرات والتجارب الناجحة".



وتابع مرسي: "يقودني هذا الحديث إلى العدل، والحرية، والكرامة في النظام الدولى المعاصر.. إن شباب مصر لم يثر لموقف داخلي فحسب، لكنه عبَّر كذلك عن تطلعات يطمح إلى تحقيقها في محيطه الإقليمي وعلى المستوى الدولي، إن الشباب الذي يمثل غالبية شعب مصر بات مؤمنًا بأن الشرعية الحقيقية تستمد من الإرادة الشعبية وليس من سلطة مهيمنة دون سند قانوني أو أخلاقي.. وبذات القياس فإننا ننظر إلى الوضع الحالي للنظام الدولي ونؤكد ضرورة العمل بشكل جاد لإصلاحه تأسيسًا على نفس المبادئ لتجديد شرعيته والمحافظة على مصداقيته.. هذا مطلب مشروع لشعوب وأمم تعبر عن نفسها وتسعى للمشاركة في صياغة عالم جديد وغدٍ أفضل لأبنائها".



وأضاف مرسي: "أن تفعيل دور الجمعية العامة باعتبارها المحفل الديمقراطي الذي يُعبِّر عن جميع الدول الأعضاء، وإصلاح مجلس الأمن الذي ما زال يمثل صيغة تم التوصل إليها في حقبة مغايرة لواقع عالمنا المعاصر، يجب أن يكونا على قمة الأولويات التي ينبغي أن نعالجها بالجدية اللازمة".



وتابع: "لا يفوتني في هذا المقام تأكيد ضرورة إيلاء الأمم المتحدة اهتمامًا خاصًّا لدعم قضايا المرأة والشباب.. وقد اقترحت خلال قمة حركة عدم الانحياز في طهران دراسة مبادرة جديدة لإنشاء جهاز تابع للأمم المتحدة يخصص لموضوعات الشباب، ويهتم بقضايا التعليم والتدريب والتشغيل وتعزيز مشاركتهم في الحياة السياسية لتعزيز قدرة الأجيال القادمة على تحقيق طموحاتها".وأكد الرئيس مرسي أن النظام الدولي لن يستقيم طالما بقيت ازدواجية في المعايير، "ونتوقع من الآخرين.. مثلما يتوقعون منا.. احترام خصوصياتنا الثقافية، ومرجعيتنا الدينية، وعدم السعي إلى فرض مفاهيم لا نتفق معها، أو تسييس قضايا بعينها وتوظيفها للتدخل في شئون الغير".



وقال الرئيس محمد مرسي "إن ما يتعرض له المسلمون والمهاجرون في عددٍ من مناطق العالم من تمييز وانتهاك لحقوقهم الأساسية وحملات ضاربة للنيل من مقدساتهم أمر غير مقبول.. إنه يتعارض مع أبسط مبادئ ميثاق المنظمة التي نجتمع في ظلها اليوم حتى أضحى الآن ظاهرةً لها اسم (كراهية الاسلام).



وأضاف "أن علينا جميعًا أن نتكاتف في التصدي لتلك الأفكار الرجعية، التي تقف حائلاً أمام تشييد أواصر التعاون بيننا.. إن علينا التحرك سويًّا في مواجهة التطرف والتمييز.. في مواجهة الحضِّ على كراهية الغير على أساس الدين أو العرق.. إن على الجمعية العامة وكذلك على مجلس الأمن مسئولية رئيسية في التصدي لهذه الظاهرة التي أصبحت لها تداعيات تؤثر بوضوح على السلم والأمن الدوليين".



وأكد الرئيس مرسي أن الأعمال المسيئة التي نُشرت مؤخرًا في حملة منظمة للمساس بمقدسات المسلمين أمر مرفوض، ويجب علينا ونحن مجتمعون في هذا المحفل الدولي أن نتدارس كيف نستطيع جميعًا أن نحمي العالم من زعزعة أمنه واستقراره .. إن مصر تحترم حرية التعبير.. التي لا تستغل في التحريض على الكراهية ضد أحد، وليس حرية التعبير التي تسعى إلى استهداف دين أو ثقافة بعينه.. حرية التعبير التي تتصدى للتطرف والعنف وليس حرية التعبير التي ترسخ الجهل والاستخفاف بالغير، لكننا في نفس الوقت نقف بحزم ضد اللجوء إلى استخدام العنف في التعبير عن رفض تلك السفاهات".



وأشار إلى أن "تفاقم المشاكل المالية والاقتصادية مؤخرًا يجب أن يدفعنا إلى مراجعة أسلوب اتخاذ القرارات الاقتصادية الدولية التي تؤثر على مصائر شعوب لا تشترك في أعدادها، لكنها ومع كل أسفٍ أول مَن يتحمل تبعتها السلبية على النمو فيها وعلى التجارة وعلى البيئة.. وعلى أوضاعها الاجتماعية نتيجة تطبيق ممارسات مجحفة في التجارة الدولية وفرض شروط باهظة لنقل التكنولوجيا والحصول على التمويل اللازم للتنمية".



وأضاف الرئيس مرسي أن هناك حاجةً ملحةً لحوكمة اقتصادية دولية جديدة، محورها الشعوب وأساسها توثيق التعاون بين شركاء التنمية على أساس تكامل المصالح والمنفعة المتبادلة.



وتابع "طرحت عليكم رؤيتي فيما يجول في عقول أبناء مصر وسعيت لأطرح بإيجاز رؤية مصر شبابها رجالها ونسائها المسلمين، وغير المسلمين.. في مصر هذه رؤيتهم لأهم قضايا الشرق الأوسط وإفريقيا ودول العالم".



وقال الرئيس مرسي "إنني على ثقةٍ في قدرة الأمم المتحدة على القيام بدورها في التعامل الفعال مع مختلف القضايا والتحديات الإقليمية والعالمية من خلال الحوار والتفاهم والتعاون وفق مبادئ القانون الدولي".



وقال الرئيس مرسي: "إن مصر الثورة لم تألو جهدًا للتواصل بكل إخلاص مع جميع أعضاء المنظمة، وستظل دائمًا في طليعة الجهود الدولية لتحقيق الحرية والعدالة والكرامة.. والعدالة الاجتماعية لجميع الشعوب والأمن كذلك والاستقرار لدولنا جميعًا".



واختتم الرئيس مرسي كلمته بالقول: "أنظر إلى الأمام بتفاؤل كبير وأرى السلام الذي ندعو إليه وهو يعم هذا العالم، السلام القائم على العدل.. السلام الذي يعطي الجميع حقوقهم كاملة.. السلام الذي لا يميز بين أحد بين أحد.. بين إنسان وإنسان.. لأي سببٍ ولن يكون هذا السلام إلا إذا تعاونا جميعًا.. إلا إذا أدركنا جميعًا أننا متساوون، وأننا نشترك في الكثير من الآمال والطموحات.. السلام الذي جئت برسالة إليكم به.. هو سلام الحق والعدل.. الاستقرار والتنمية.. تبادل



المصالح والمنافع.. الحب والاحترام المتبادل.. ولا أظن ذلك صعبًا علينا جميعًا إذا ما امتدت الأيادي بالتعاون بالنية الخالصة وبالأعمال الصالحة والله يسمع ويرى، وكلنا أمل وكلي أمل في مستقبل أفضل لهذا العالم الذي أرجو له كل الخير.. أشكركم جميعًا.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
سياسة | المصدر: إخوان أون لاين | تاريخ النشر : الأربعاء 26 سبتمبر 2012
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com