Akhbar Alsabah اخبار الصباح

اغتيال الشهيد التونسي محمد الزواري مهندس طائرات بدون طيار

محمد الزواري أكدت “كتائب القسام” الجهاز العسكري لحركة المقاومة الاسلامية “حماس″، ان المهندس التونسي محمد الزواري الذي اغتيل أمام منزله في مدينة صفاقس هو احد قادتها محملة الكيان الصهيوني مسؤولية اغتياله، وقالت انه شهيد فلسطين، وشهيد تونس، وتوعدت بالانتقام، الأمر الذي اماط اللثام عن معالم هذه الجريمة، واسقط عنها قطاع السرية، ووجه صرخة “تحذير” من ان جهاز “الموساد” اخترق امن العديد من الدول العربية، واستأنف عمليات الاغتيال للقادة والنشطاء الفلسطينيين والعرب.
استخدام اربع سيارات، ومسدسين، وجهازي كاتم صوت، واعتقال اربع رجال يعتقد انهم متورطون، يؤكد ان هذه العملية جرى التخطيط لها بشكل دقيق، وان الشهيد كان متابعا، وتحركاته مقصودة منذ وصوله الى لبنان، ومنها الى تركيا، وبعد ذلك الى مسقط رأسه في صفاقس حيث تقيم أسرته.

الشهيد كان يعمل في “الوحدة الجوية” لجناح القسام، ومتخصص في الاشراف على قطاع هندسة انتاج “طائرات بدون طيار”، او ما يطلق عليه “الدرونز″، وبالفعل نجح هذا القطاع في اطلاق العديد من هذا النوع من الطائرات من قطاع غزة، نجحت في اختراق الأجواء الفلسطينية المحتلة، وارباك الاستخبارات العسكرية الصهيونية.
ما زالت المعلومات حول عملية الاغتيال الصادمة هذه شحيحة، فالامن التونسي باشر تحركاته قبل يوم واحد، ولكنها تذكر باغتيالات مماثلة لرموز مقاومة فلسطينية حدثت في الاراضي التونسية، وابرزها محاولة اغتيال الشهيد زعيم الجناح العسكري في حركة “فتح” خليل الوزير “ابو جهاد”، ورفاقه صلاح خلف (ابو اياد)، و(ابو الهول) عام 1991، علاوة على اغتيال الشهيد محمود المبحوح، القيادي في حركة “حماس″ (في دبي) عام 2010، وقبله الشهيد فتحي الشقاقي، زعيم حركة الجهاد الاسلامي في مالطا، والمحاولة الفاشلة لاغتيال السيد خالد مشعل، زعيم المكتب السياسي لحركة “حماس″ في الاردن عام 1995.

حركة “حماس″ التزمت منذ انطلاقتها بتركيز جميع عملياتها العسكرية ضد دولة الاحتلال داخل الاراضي الفلسطينية التاريخية، ولم تنفذ اي عملية اغتيال، او هجوم على مصالح صهيونية في الخارج، حتى لا توجه لها تهمة “الارهاب”، ولكن هذا لم يمنع ان تلصق بها هذه التهمة من قبل الولايات المتحدة ودول أوروبية عديدة، وبعض الدول العربية ايضا.
لا نستبعد ان تكون سياسة “ضبط النفس″ هذه موضع نقاش داخل قيادة الحركة، وجناجها العسكري، طالما ان العدو الصهيوني هو الذي لا يلتزم بها، ويواصل اصطياد قادتها الميدانيين الواحد تلو الآخر، ولا يتردد في تنفيذ اغتيالاته في قلب المدن العربية.
الجناح العسكري لحركة “حماس″ توعد بالانتقام لاغتيال الشهيد الزواري، وهذا الجناح الذي اكتسب قدرات امنية قتالية عالية، وطور سلاح صواريخ متقدم للغاية هز دولة الاحتلال وامنها، وبث الرعب في قلوب مستوطنيها في جميع حروب غزة، هذا الجناح لم يتوعد بأي عمل انتقامي دون ان ينفذه، ونجح في خطف العديد من الصهاينة، ولكن ما زال من غير المعروف اين سيكون التنفيذ، في الداخل الفلسطيني ام في الخارج.
دولة الاحتلال تستغل حالة الضعف والهوان التي تعيشها الامة العربية منذ ست سنوات لمواصلة اعمال الاغتيال هذه.

اسراالكيان الصهيوني يظل العدو الرئيسي للامتين العربية والاسلامية، وكل المحاولات لتغيير هذه الحقيقة، والتطبيع معها، والتقرب اليها، لن تنته بالفشل فقط، وانما بالحاق الضرر بالحكومات والانظمة التي تسير على هذا الطريق.
مقاومة الاحتلال للاراضي العربية مستمرة، ولم ولن تتوقف، واذا كانت قد تراجعت، لاسباب تعود الى تحول السلطة الفلسطينية وقيادتها الى “حركة موظفين” تراهن على عملية سلمية مهينة وفاشلة، واتفاقات “سلام” تلتزم بها دول عربية وليس دولة الاحتلال، فان معظم الشعوب العربية، ان لم يكن كلها، ستنتفض انتفاضة جديدة، وتوجه كل طاقاتها نحو العدو الصهيوني والمتعاملين والمطبعين معه.
دماء الشهيد التونسي الفلسطيني العربي المسلم محمد الزواري لن تذهب سدى، مثلما قال جناح القسام، فمن استطاع قصف تل ابيب، وارسال ملايين الصهاينة الى الملاجيء، واوقف حركة الطيران في مطارها، اذا توعد صدق، واذا هدد نفذ، والايام بيننا.
سياسة | المصدر: عبد الباري عطوان | تاريخ النشر : الأحد 18 ديسمبر 2016
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com