Akhbar Alsabah اخبار الصباح

كيف وصل السيسي للإتحادية؟

السيسي قبل عام 1952م، كان عدد كبير من ضباط الجيش المصري مثقفين وعلى وعي بالديمقراطية وآلياتها وكان من أقوى ملامح هذه الفترة، انتخابات نادي الضباط التي كان لها دور كبير في تكوين رأي عام معارض لتصرفات الملك داخل الجيش، وهذا كان له دور كبير جدًا في تسهيل الاطاحة به في 23 يوليو.

الثقافة والمعرفة والنقاشات داخل الجيش امتدت إلى أزمة نجيب ومجلس قيادة الثورة والتي نتج عنها غضب كبير وتذمر في صفوف الضباط بعد استقالة نجيب في فبراير 54.

وبعد شهر واحد قام جمال عبد الناصر بإعتقال المئات من مؤيدي "نجيب" داخل الجيش وقام بفصل مئات آخرين تزامناً مع الاطاحة بنجيب في أزمة مارس الشهيرة، وهذه كانت بداية تجريم التفكير والكلام في السياسة داخل الجيش، وداخل مصر عموما وهي السنة الكئيبة التي ولد فيها السيسي، والتي شهدت لأول مرة في تاريخ مصر تظاهرات تطالب بسقوط الديمقراطية بعد ما كانت قرى مصر بتخرج تطالب بالدستور وجمع توقيعات شعبية لسعد زغلول للمفاوضات مع الإنجليز وغيرها .

وبعد أكتوبر 73، كانت كلمة السادات الشهيرة "دي أخر الحروب" علامة على بداية عهد جديد داخل الجيش ومصر أيضاً، وخوفاً من الانقلاب عليه أو وجود أي شخص له كاريزما أو شعبية اختار السادات أتفه القادة وأقلهم فهم "مبارك" والمسمى بالبقرة الضاحكة، وتم تفريغ الجيش من القيادات أو الرتب التي لها رأي وتعى وبتفكر أو تتناقش وهذا حدث بطرق كثيرة، كان منها الحادث الغامض الذى راح ضحيته أعلى 14 قيادة في الجيش منهم وزير الدفاع شخصياً "أحمد بدوي".

في عهد مبارك تم تحريم كل أنواع التفكير داخل الجيش وخارجه، وأصبح شرط من شروط الترقي (انك ماتكونش بتفهم ولا بتقرا ولا بتفكر ولا بتعرف تتكلم حتى) وأصبح الوصول لبعض الرتب مرهون بعدم فهمك، "المهم أن تكون بتعرف تراضي اللي فوقك وبتمشي مصالحهم ومصالحك"، بجانب الامتيازات الاقتصادية التي أصبحت الشغل الشاغل للجميع من أول الكانتين مروراً بالمزارع والمعالف حتى المصانع والشركات، "يعني اهبر زي ما انت عاوز بس ما تسألش ولا تفكر".

ودة أدى لظهور اللواءات اللي عندهم شجر بيطرح خرسانة واللي بيحولوا الإيدز لكفتة وبتوع الرياح الشمالية الغربية وغيرها وغيرها مما يدل على أن منصب لواء أصبح زي ما يكون خريج السرايا الصفرا .

"وأكيد اللي دخلوا الجيش فاهمني"، لأني أعرف عدد كبير اتكدروا واتهانوا عشان بيتنقاشوا أو بيقروا ومنهم اتقطع الكتب قدامه أو اتحرقت واتقاله "ممنوع القراية في الجيش".

وبرغم الحرب الشديدة على الثقافة والسياسة والتفكير داخل الجيش، توغل الجيش في السياسة والحياة العامة عموما لأقصى درجة، وأصبح كل المراكز والمناصب اللي محتاجة تفكير، بيمسكها ناس خريجى مؤسسة ممنوع فيها التفكير.

وكانت دي فرصة عظيمة لأمثال السيسي من الناس اللي بتعرف تتذلل لقادتها وتتملقهم وتنسحق قدامهم مع انعدام الموهبة أو الذكاء ودة ساعده في الترقي بسرعة حتى وصل لمنصب رئيس جهاز.

رحلته من منصب رئيس جهاز لمنصب رئيس جمهورية لنا معاها حكاية تانية.
سياسة | المصدر: جريدة الشعب | تاريخ النشر : الثلاثاء 01 نوفمبر 2016
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com