Akhbar Alsabah اخبار الصباح

محرقتان للسنة في حلب والموصل

حلب والموصل في آن واحد تجري محرقتان لما يقرب من مليونين من السنة في كل من الموصل العراقية وحلب السورية لكن الفاعل مختلف في كلا المدينتين ففي حلب الفاعل هو الروس والنظام العلوي وإيران والمليشيات الشيعية التي جاءت من أصقاع الأرض حيث يقوم الطيران الروسي بدك المحاصرين في حلب بالطائرات مستخدما كافة أنواع الأسلحة المحرمة بدءا من القنابل العنقودية وحتى الصواريخ الارتدادية مرورا بأنواع مختلفة من الأسلحة الفتاكة التي تستخدمها روسيا لأول مرة كما جاء على لسان الرئيس بوتن الذي استهزأ بتهديد الغرب له بأنه يرتكب جرائم حرب في سوريا ولازال يواصل جرائمه وإبادته لأهل السنة في حلب الذين يقاومون بشراسة رغم الحشود الهائلة التي تقاتلهم سواء من القوات الروسية التي تتخفى وراء الطائرات وتقصف من بعيد أو من المليشيات الشيعية والقوات الإيرانية وقوات النظام التي تتكبد خسائر هائلة أمام مقاومين قرروا الوقوف أمام تلك الهمجية رغم التكاليف الباهظة لها.

على الجانب الآخر في العراق احتشد أكثر من مائة وعشرين ألف جندي تمثل قوات الحشد الشعبي الطائفية المجرمة الذراع الضاربة لها حيث تمثل أغلبية القوات التي تحيط بالمدينة حيث تزيد على أربعين ألفا بينما يمثل الجيش العراقي الذي أغلبه إن لم يكن كله من الشيعة أيضا مثل هذا العدد بينما تشكل قوات أخرى تضم البيشمرجة وتجمعات أخرى عددا مقاربا علاوة على خمسة آلاف جندي أميركي من القوات الخاصة، الهدف المعلن هو تحرير مدينة الموصل من قوات تنظيم الدولة التي تقول التقديرات إن أعدادهم بين ستة آلاف وعشرة آلاف مقاتل، بينما الهدف الحقيقي هو تغيير التركيبة الديموغرافية للمدينة السنية التي يقع تحت الحصار بها مليون وربع المليون من السكان، فمن أجل ستة آلاف أو عشرة آلاف من قوات تنظيم الدولة يتواجدون كالأشباح على مساحة كبيرة من الأرض تجري مجزرة لمليون وربع المليون سني هم سكان المدينة يعيشون تحت الحصار والقصف والتهجير وحرب طويلة لا يعرف متى تنتهي ولا على أي شيء يمكن أن تنتهي في ظل تهديدات من المليشيات الشيعية أنهم جاؤوا من أجل الانتقام من أحفاد ممن قتل الحسين على حد زعمهم، والمؤكد حسب كل التقارير هو أن سكان الموصل ليسوا من تنظيم الدولة ولا حتى مؤيدين لها ولكن الجيش العراقي الذي انسحب منذ أكثر من عامين أمام قوات تنظيم الدولة في يوم واحد هو الذي ترك أهلها تحت رحمة تنظيم الدولة وسط تساؤلات كثيرة ربما إجابات بعضها تظهر اليوم حيث تحتشد الحشود والأحلاف من أجل استخدام وجود تنظيم الدولة في الموصل ذريعة لارتكاب مجزرة لأهل السنة بها ثم تهجيرهم وتغيير التركيبة الديموغرافية للعراق كما يجري تغيير التركيبة الديموغرافية في سوريا، نحن أمام محرقتين الأولى تقودها روسيا في سوريا والثانية تقودها أميركا في الموصل والضحايا في الحالتين هم السنة والمشكلة ليست هنا ولكن المشكلة أن باقي السنة في المنطقة جالسون مطمئنون أن النيران التي تحرق حلب والموصل لن تصل إليهم وإنهم لواهمون.
سياسة | المصدر: أحمد منصور | تاريخ النشر : الاثنين 24 اكتوبر 2016
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com