Akhbar Alsabah اخبار الصباح

كوارث التطبيع الذي يدعمه نظام الانقلاب

كوارث التطبيع قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي، إنه يفهم كذب الكيان الصهيوني فى تبرير مزاعمها حول الاحتلال أو التطبيع، لكنه أعرب عن دهشته من دفاع بعض الأنظمة العربية وعلى رأسها الانقلاب في مصر من التطبيع، موضحا أن أحد المثقفين المصريين من دعاة التطبيع قال إنه يتعامل مع الكيان الصهيوني باعتباره مجرد «كيان» فى الإقليم وهو نفس ما يروجه الصهاينة.

وأضاف هويدي -خلال مقاله بصحيفة "الشروق" اليوم الثلاثاء- أن مؤلف كتاب «إسرائيل وحركة تحرير جنوب السودان». الذى أصدره فى عام 2003 مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط وأفريقيا. ذكر فيه مؤلفه العميد متقاعد موشيه فرجى ما نصه: من وجهة النظر الصهيونية فإن المنطقة العربية لا تشكل وحدة ثقافية وحضارية واحدة، لكنها خليط متنوع من الثقافات والتعدد اللغوى والدينى والإثنى. إذ عاش فيها العرب والفرس والترك والأرمن والصهاينة والأكراد والدروز والبهائيين والشيعة والسنة والآشوريين، بما يشرعن به الكاتب الوجود الصهيوني في المنطقة.

وكشف هويدي عن أن "الكيان" الذى سلم به المطبعون من العرب ليس له شرعية من وجهة نظر القانون الدولى. فوعد بلفور قرار سياسى، وتقسيم فلسطين مجرد اقتراح أسقطته الأمم المتحدة فى شهر مارس عام 1948. حين وجدت أن تنفيذه سيغرق المنطقة فى «بحر من الدماء»، كما قيل آنذاك نصا. لذلك فإنها عينت الكونت برنادوت ليتولى وصاية الأمم المتحدة على فلسطين بعد انتهاء الانتداب البريطانى. أما اعتراف الدول بالكيان الصهيوني فهو عمل سياسى يمكن مراجعته ونقضه فى أى وقت. وذلك كله لا يفرض نفسه على القانون الدولى ولا يعد جزءا منه، وهو ما يمكن التثبت منه إذا ما عرض الأمر على محكمة العدل الدولية فى لاهاى.

وكشف عن أن الأكذوبة الثانية التى يروج لها دعاة التطبيع، وشاركهم فيها مسئولو الانقلاب، إن معاهدة "السلام!!!" التى وقعت فى عام 1979 استقرت وحققت السلام فى المنطقة، موضحا أنه عند التحقيق التاريخى النزيه سوف يكتشف الباحثون أنها كانت وبالا على مصر والأمة العربية، وكانت نتائجها أن مصر استقالت من قيادتها للأمة العربية فصغرت وباستقالتها انفرد الكيان الصهيوني بإدارة القضية والعبث بملفاتها، الأمر الذى أتاح له أن ىثبت أقدامه وىعربد، وتزداد شراهة فى التوسع والاستيطان وأطلق العنان لطموحاته. فقصف المفاعل النووى العراقى فى عام 1981، ثم قام بغزو لبنان عام 1982.

وكان خروج مصر مقدمة لتركيع الفلسطينيين فى اتفاق أوسلو عام 1993، ثم لتوريط الأردن فى معاهدة وادى عربة التى عقدت عام 1994، وحين وجد الفلسطينيون أن مصر تخلت عنهم، قبلوا بتوقيع اتفاقية أوسلو التى هى أسوأ من وعد بلفور، ذلك أنهم فى أوسلو جلسوا مع الصهاينة لكى يقتسموا أرضهم معهم، وكانت تلك سابقة فريدة فى التاريخ. إذ بدلا من أن يستمر الواقع تحت الاحتلال فى المقاومة لاستعادة أرضه، فإنه جلس مع المحتلين لكى يضفى شرعية على احتلاله.

وتابع: "لم يحل السلام فى فلسطين، وأقيم مركز اتصال تابع للأمم المتحدة للتجسس والتنصت على كل دول المنطقة مقره فى داخل إسرائيل والقوات التابعة له بالمنطقة، كما أن الكيان الصهيوني أطلق يده فى الاستيطان والتهويد وابتلاع أرض الفلسطينيين. ففى عام 1979 كان عدد المستوطنين فى حدود 20 ألفا وقد وصل العدد إلى أكثر من نصف مليون فى الوقت الراهن، حتى أصبحت 42٪ من أراضى الضفة الغربية تحت سيطرة المستوطنات وهدم 4479 من بيوت الفلسطينيين منذ 1979.

وقال هويدي إن الأكذوبة الثالثة ادعت أن الكيان الصهيوني أصبح شريكا فى مكافحة الإرهاب مع دول الاعتدال العربى، متسائلا: "كيف انطلت تلك الكذبة على عقول البعض، خاصة وأن الكيان الصهيوني هو الذي ابتدع الإرهاب فى المنطقة. ذلك أن العصابات الصهيونية هى أول من أرسل قنبلة فى رسالة لتخويف الإنجليز فى عام 1946، وفى العام ذاته قامت لأول مرة بخطف قاض وجندى بريطانى، وأول قنبلة ألقيت على مدنيين عزل قام بها الصهاينة فى عام 1948 لترويع فلسطينيين كانوا جالسين على مقهى فى قرية «لفتا» غرب القدس.

وتذكر المراجع التاريخية أنه فى سنة 1948 وحده قام الصهاينة بـ80 مذبحة فى فلسطين. ولا ينسى أن العصابات الصهيونية استهدفت فى شهر يوليو عام 48 جمعا من السكان احتموا بأحد المساجد (جامع دهش فى اللد)، فأحدثت ثغرة فى جدار المسجد وصوبت مدافعها من خلالها. الأمر الذى أدى إلى قتل 200 فلسطينى ممن كانوا فى داخله".
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الثلاثاء 30 اغسطس 2016
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com