Akhbar Alsabah اخبار الصباح

رغبة شبابية متزايدة للهجرة في ظل الانقلاب

الهجرة عبر البحر المتوسط تؤكد إحصائية أن نسبة المصريين بالخارج تبلغ حوالي 8 ملايين، 70% منهم في دول الخليج العربي، بواقع 50% في السعودية و20% في باقي دول الخليج، وحوالي 30% منهم في أوروبا ودول أمريكا الشمالية.

في حين أن الأرقام الرسمية لـ"وزارة القوى العامله والهجرة" في أكتوبر 2014، قالت إن حجم العمال المصريين في الخارج فقط 3 ملايين؟!

وفي آخر مسح إحصائي أعده المركز القومى للسكان بالتعاون مع الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عام 2014،
أظهرت الإحصائية أن الشباب الذكور في الفئة العمرية من 15 إلى 29 سنة كانوا أكثر رغبة في الهجرة من الإناث لتبلغ نسبتهم 25.8 % مقابل 7.8 % للإناث٬ وأن أعلى نسبة للذكور كانت في الفئة العمرية من 18 الى 24 سنة لتصل إلى 28.1% مقابل 19.2 % في الفئة الأصغر سنًا، وبلغت نسبة الطلبة الجامعيين الراغبين في السفر 30.3% مقابل 17.2 % للأميين، كما ظهر أن سكان الريف هم أكثر رغبة فى السفر حيث تبلغ نسبتهم 28.3% مقارنة بسكان الحضر التى نسبتهم 23.3%، كما بلغت نسبة الشباب قاطني المناطق العشوائية 16.2%.

وقال الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء إن عدد التصاريح الممنوحة للمصريين للعمل بالخارج زادت، إضافة إلى ارتفاع تصاريح التجديد وللمرة الأولى بتلك الاعداد، وحسب التقرير فقد بلغ عدد التصاريح في يوليو 2015، نحو 83.2 ألف تصريح مقابل 55.6 في يوليو 2014 بنسبة ارتفاع بلغت 49.7% للتجديد للعاملين بالخارج، كما أشار إلى ارتفاع نسبه التصاريح الممنوحة للعمل أول مرة بالخارج من 57.7 ألف تصريح في يوليو 2015 مقابل 38.7 من ذات الشهر 2014 بنسبة ارتفاع بلغت 49.1 %؛ حيث ارتفعت أعداد المغادرين للبلاد من 503.0 آلاف مقابل 426.1 بنسبة ارتفاع 18.1%.

مأساة الانقلاب

من جانبها، اعتبرت د. درية شفيق -أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلون- أن تزايد معدلات الهجرة غير الشرعية لدى الشباب في الشهور الأخيرة وتنازل بعض المواطنين عن جنسيتهم المصرية انعكاس للوضع المأساوي الذي تعيش فيه البلاد على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

مشيرة في تصريحات سابقة خاصة لـ"الحرية والعدالة" بأن المناخ العام الذي تعيش فيه البلاد أصبح طاردًا، خاصة لأكثر الشرائح العمرية أهمية في المجتمع وهي شريحة الشباب؛ حيث تملك اليأس من عدد كبير منهم وأصبح الخوف من المستقبل المظلم شبحًا حقيقيًا يطاردهم، يحاولون الفرار والخلاص منه من خلال البحث عن بدائل تمثل في حد ذاتها مصدر خطورة عليهم مثل الهجرة غير الشرعية والتي يدفع الكثيرون ثمنها حياتهم.

وأكدت شفيق أن جميع النظم الاستبدادية التي حكمت مصر وجاء الانقلاب العسكري ليكمل رحلتها في الاستبداد والقمع والتجويع هي المسئول الأول عن حجم هذا التدمير النفسي الذي أصاب الشباب إلى الحد الذي دفعهم للاستهانة بأنفسهم وأفقدهم الشعور بالانتماء لهذا الوطن.

معدلات الفقر

من جانب آخر اعتبر الخبير الاقتصادي عبدالحافظ الصاوي أن نسبة الفقرء في مصر في ارتفاع مستمر؛ لثلاثة أسباب: استمرار التراجع الاقتصادي، وغلاء الأسعار المتزايد، وزيادة نسبة التضخم وانعكاسها بالضرورة على نسبة الفقراء في مصر.

وقال الصاوي في تغريدات ومشاركات عبر حسابه على موقع التواصل "فيس بوك": إن المواطن يعاني من أعباء معيشية كبيرة بسبب ارتفاع معدلات التضخم التي تصل إلى 15% بحسب الأرقام الرسمية، بينما يشير الواقع إلى ارتفاع معدلات التضخم اكثر من 20%، فضلاً عن قلة فرص العمل، واتساع رقعة الفقر، وانتشار ظاهرة الهجرة غير النظامية على نطاق واسع.

الهجرة غير الشرعية

وتُعاني مصر من انتشار ظاهرة الهجرة غير الشرعية، لكن على مسارين: الأول، يتمثل في الهجرة البرية إلى دول الجوار خاصة ليبيا عن طريق السلوم، رغم التحذيرات التي وجهتها وزارة الخارجية بعدم السفر إلى ليبيا لخطورته على الحياة.

ويرى مراقبون أن "الحصول على تقديرٍ للأعداد" أمر في غاية الصعوبة، لكن يمكن استخدام مؤشر حجم عمليات الضبط الأمني؛ ففي 2014 استطاعت قوات حرس الحدود المصرية إيقاف 14690 حالة محاولة عبور غير شرعي للحدود عبر السلوم.

أما المسار الثاني، فينصرف إلى الهجرة عبر البحر المتوسط إلى الدول الأوروبية، خاصة إيطاليا واليونان، انطلاقًا من السواحل الشمالية، لا سيما من الإسكندرية، والنسبة الأكبر من المهاجرين غير الشرعيين المصريين تأتي من محافظات الفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط.

الحروب والانقلاب

وفي تقرير نشرته "الوطن" الانقلابية، قالت إن مصر تمثل النسبة الأكبر من معدلات البطالة عربيًا، بمعدل 25.6%، وباتت "الهجرة غير الشرعية هي الحل الوحيد أمام هؤلاء الشباب الذين يبحثون عن فرص عمل".

وجاءت "ليبيا" الدولة الأولى التي يهاجر المصريون لها عبر السلوم، للعمل على أراضيها رغم حالة الانفلات التي تشهدها، ويعتبرها المهاجرون بوابة العبور إلى أوروبا من شمال إفريقيا، من خلال البحر في اتجاه جزيرة "لامبيدوزا"، تلك التي تقع بين مالطا وتونس وتتبع إيطاليا إداريا.

وينطلق المهاجرون من مصر من جهة أخرى، عبر البحر المتوسط إلى الدول الأوروبية، خاصة إيطاليا واليونان عبر السواحل الشمالية، وفي كثير من الأحيان من عروس البحر المتوسط الإسكندرية، المر الذي ينتهي في أغلب الأوقات بغرق القوارب ومصرع العشرات.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : السبت 20 اغسطس 2016
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com