Akhbar Alsabah اخبار الصباح

الانقلاب العسكرى يُعيد التنظيمات الناصرية مره آخرى

التنظيمات الناصرية هم مجموعة من الشباب انتقتهم الأجهزة الأمنية والمخابراتية ليكونوا عونا للنظام العسكري في مسيرته الانقلابية الضالة، يستخدمها عند الحاجة في مواجهة الرفض الشعبي والفشل العظيم في إدارة الدولة . يأتون بهم لتدريبهم وغسل أدمغتهم تحت دعوى محاكاتهم لعمل الحكومة والبرلمان، وإعدادهم لما يسمى القيادة العصرية، ويتولاهم نخبة من المدربين والمفكرين والعلماء والمتخصصين الموالين للأجهزة الأمنية والمخابراتية وبعضهم من بقايا التنظيم الطليعي الذي أسسه عبد الناصر من العناصر التي برعت في كتابة التقارير الأمنية الكاذبة لإثبات الولاء للزعيم والقائد والجنرال. ولم يتورعوا عن الوشاية بآبائهم وأمهاتهم وأقرب الأقارب ليثبتوا أنهم مخلصون لبيادة الزعيم الملهم .

وقد لمّحت إلى ذلك الانقلابية تهاني الجبالي وصيفة سوزان مبارك في انتخابات مجلس النواب الماضية ، حيث قالت إنها تدرب خمسمائة ألف شاب ليكونوا نواة للحزب الداعم لسلطة الانقلاب في المستقبل القريب وحمايته من القوى السياسية الأخرى . وتهاني نفسها كانت عضوا في التنظيم الطليعي المؤذي الذي يضم كتاب التقارير والمخبرين .

في كل فترة تتخرج دفعة جديدة من شباب البرنامج الرئاسي كما يسمى ، وقد تخرجت بعض الدفعات التي حضر الجنرال بنفسه تخرجها أو تدريبها ، وتحدث أمامهم كي يمنحهم شارة الانتماء إلى أجهزته الأمنية ويبارك انضمامهم إليها ، وهو ما يعني أننا بصدد تكوين حزب أمني جديد سيعمل بين المواطنين بالترهيب والترغيب ، ويقضي قضاء مبرما على أمل الشعب في حياة ديمقراطية حقيقية ، مثلما حدث في التهيئة الإعلامية والاجتماعية لانقلاب 3يولية 2013 والقضاء على ثورة يناير الشعبية ، حيث قادت بقايا التنظيم الطليعي مع التنظيمات الأمنية والمخابراتية حركة تمرد الممولة خليجيا والأذرع الإعلامية التي أنشئت بعد ثورة يناير العظيمة ؛ عمليات الاحتجاج في الشوارع وإحراق مقرات حزب العدالة والحرية والكنائس والفنادق وعمليات السطو على السيارات والمؤسسات ونشر الإشاعات وإنفاق الأموال الحرام على توقيع استمارات الرفض للديمقراطية ، وعمليات الاغتيال في المظاهرات السلمية ( الشيخ عماد عفت ) وغير ذلك من أحداث تثير البلبلة وزعزعة الاستقرار.

ويبدو أن بقايا التنظيم الطليعي لم تعد كافية لمساندة الانقلاب العسكري ، فبات اللجوء إلى شباب البرنامج الرئاسي ضرورة حتمية ليواصل الحكم العسكري وجوده ووضع بيادته الثقيلة فوق أنفاس المصريين.

لذا لم يكن غريبا أن يستقطب هذا البرنامج وزيرا أمنجيا تربى على كتابة التقارير الأمنية ضد أقرب الناس إليه واتهامهم بالانتماء للإخوان المسلمين ، أعني وزير الأوقاف الذي يحارب الإسلام وتغض السلطة الانقلابية طرفها عن فساده الشخصي وإفساده العام . لقد كتب هذا الوزير الأمنجي كلاما كثيرا يمتدح البرنامج الرئاسي للشباب ، ويسبغ عليه آيات الثناء ، ويعبر عن سعادته المفرطة بمناسبة يومين قضاهما في ضيافة القائمين علي تدريب الشباب البائس وتعميده ليكون عدوا للحرية والديمقراطية والدين الحنيف ويدعو إلى تطويل مدة تدريبه وغسل مخه.

بالطبع يغطي الأمنجيون ومستخدموهم على البرنامج وأهدافه الحقيقية بالقول إن الشباب يتدربون على الأخلاق الكريمة والتعامل مع مشكلات الوطن الثقافية والعلمية والاجتماعية بمنهج علمي وروح إيجابية وتفكير مبدع ، وهو كلام لا وجود له على أرض الواقع لأن الأمر لوكان كذلك لوجب تعميمه على شباب مصر جميعا ، ولكن القوم يقصدون من وراء البرنامج غاية أمنية صرفة لحماية الانقلاب وقائده وسلطته . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!.
سياسة | المصدر: جريدة الشعب | تاريخ النشر : السبت 13 اغسطس 2016
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com