Akhbar Alsabah اخبار الصباح

وزارة الزراعة تُطالب أمريكا باستيراد أغذية الموت

وزارة الزراعة أبواب الفساد كثيرة ومتشعبه طالما يتواجد "عسكر" فى منصب سياسى، فما فعله صديق الكيان الصهيونى يوسف والى بدخول المبيدات المسرطنة، تم اكمال منهجه على باقى يد رجال مبارك، والمجلس العسكرى من بعده عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير، ثم توقف بعد انتخاب رئيس شرعى، فعاد أكثر جراءة بعد الانقلاب العسكرى، بقيادة عبدالفتاح السيسى.

احدى الصحف المؤيدة للانقلاب العسكرى، كشفت فى تقرير لها وثائق رسمية صادرة عن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى المصرية، إبان تولى الدكتور عادل البلتاجى وزيرًا للزراعة، والتى أرسلها لسفارة أمريكا فى القاهرة، وطالبهم بتطبيق الهندسة الوراثية على الأغذية في مصر، ما أكَّد خبراء أنَّ تسبِّب السرطان والفشل الكلوي.

رجال مبارك والمجلس العسكرى

وكشفت الوثيقة أيضًا أنَّ مصر كانت تستخدم الذرة المعدلة وراثيًّا حتى عام 2012 إلى أن أصدر الوزير الأسبق الدكتور رضا إسماعيل فى العام نفسه وقف تسجيلها في مصر انتظارًا لتقييم المخاطر من قبل وزارتي الصحة والبيئة.

وذكرت الوثيقة أنَّ قرار الوزير تأثر بـ"برنامج تلفزيونى" زعم أن الذرة الصفراء المعدلة وراثيًّا تسبب السرطان والإجهاض والكبد والفشل الكلوى، فيما جاء فى الوثيقة أيضًا أنَّ مصر زرعت 3800 فدان من الذرة فى مجال التكنولوجيا الحيوية "المعدلة وراثيًّا".

وتبيَّن من الوثيقة - الصادرة بتاريخ 7 أكتوبر 2014 - أنَّ وزارة الزراعة قدَّمت للسفارة الأمريكية بالقاهرة المعلومات التي تفيد باستعدادها لإدخال تكنولوجيا الهندسة الوراثية فى الأغذية داخل الأسواق المصرية، دون الإعلان عن تقييمات المخاطر التى سبق أن قرر الوزير الأسبق رضا إسماعيل إجراءها حول "الهندسة الوراثية".

سم قاتل

وكشفت الوثيقة عن خلاف بين وزارة الزراعة ووزارة البيئة حول استخدام الأغذية المعدلة وراثيًّا، إذ أنَّ وزارة البيئة تحفَّظت على الاستيراد وطلبت إتباع المعايير الأوروبية التي تحظر استخدام الهندسة الوراثية، بينما تمسَّكت وزارة الزراعة بقبول الاستيراد.

وأشارت الوثيقة إلى أنَّ حالةً من الخوف سادت من التكنولوجيا الحيوية "الهندسة الوراثية" من قبل المواطنين في مصر، ويرجع ذلك في الأساس إلى حملات مكافحة التكنولوجيا الحيوية الناجحة لمنظمة السلام الأخضر.

في نفس السياق، حذَّر خبراء في "السموم البيئية" من خطورة استخدام وزارة الزراعة "الهندسة الوراثية" فى الأغذية، وبخاصةً مع إعلان الوزير الحالي الدكتور عصام فايد الاستعانة بدولة بنما لتطبيق هذه التقنية على محصول الذرة، إلى جانب إعداد قانون فى هذا الشأن، وهو مطروح حاليًّا على مجلس وزراء الانقلاب للموافقة عليه.

وأكَّد الخبراء أنَّه ثبت علميًّا إصابة هذه الأغذية للإنسان بالسرطان ونقص المناعة والحساسية والنزيف الداخلى وتشوه الأجنة، لافتين إلى أنَّ مصر تسير حسب "الموضة العالمية" رغمَّ أنَّ أوروبا تحظر دخول الأغذية المعدلة وراثيًّا، موضحين أنَّ هذه الأغذية داخل مصر بالفعل ويتم تداولها دون علم المواطنين.

وطالب الخبراء الحكومة بضرورة أن تكتب على هذه الأغذية ما يفيد أنها معدلة وراثيًّا، حتى يستطيع المواطنون التعرف عليها، وتقرير إذا ما كانوا سيتناولونها أم لا.

وحذَّر الدكتور سعيد خليل مستشار وزير الزراعة السابق، أستاذ الهندسة الوراثية بمركز البحوث الزراعية، من خطورة الأغذية المهندسة وراثيًّا على الصحة العامة للمواطنين، وبخاصةً أنَّها تُصيب الإنسان بأمراض خطيرة، مشدِّدًا على أنَّه لابد من إنشاء معامل بوزارة الزراعة، للتعرُّف على مخاطر هذه الأغذية على صحة الإنسان والحيوان.

ولفت إلى أنَّ هذه المعامل غير متوافرة حاليًّا في مصر، وأنَّ الإقبال على تمرير قانون الأمان الحيوي الذى تتبناه وزارة الزراعة حاليًّا دون إنشاء هذه المعامل يُعد خطوة خطيرة لها تأثيرات بالغة على صحة الإنسان والحيوان في مصر.

وأضاف أنَّ هناك أغذية مهندسة وراثيًّا تدخل مهربة إلى مصر عبر الكيان الصهيونى، منوِّهًا بأنَّ رجال وزير الزراعة الأسبق يوسف والي مازالوا يسيطرون على القرار داخل الوزارة، مشيرًا إلى أنَّ أهم الأغذية المهندسة وراثيًا التي تدخل إلى مصر هي الخيار والفاصوليا والطماطم والكانتلوب، فضلًا عن الذرة الصفراء، لافتًا إلى أنَّ هذه الأغذية والمنتجات الزراعية لم يتم تسجيلها في مصر وغير مسموح بتداولها نتيجة التلاعب في المادة الوراثية لهذه المنتجات.

وذكر أنَّ مصر تخالف البروتوكولات الدولية التي وقعت عليها، بإدخالها هذه المنتجات المهندسة وراثيًا شديدة الخطورة على صحة الإنسان والحيوان، منوِّهًا بأنَّها تدخل بشكل غير قانوني، وأنَّ هناك مخطط لإصابة الشعب بالأمراض، موضِّحًا أنَّ هناك مخططًا في "الزراعة" لكي تكون مصر سوقًا للأغذية الأمريكية المعدلة وراثيًا، إذ تعد أمريكا أكبر منتج لهذه الأغذية التي تصدرها للخارج، ويبلغ إنتاجها 145 مليون هكتار من هذه النوعية من المنتجات بينما تحظر أوروبا هذه المنتجات.

أمريكا مازالت تصدر الموت للمصريين

وحسب تصريحات الدكتور سميح منصور رئيس اللجنة القومية للسميات، عضو الاتحاد الدولى للسموم، فإنَّ هناك شركة "مونسانتو" الأمريكية هي التي تتزعم هذه التجارة في العالم، وقد بدأت في استخدام التقنية مع الذرة ثمَّ القطن والبطاطس والبطاطا ثمَّ الفواكه.

ويطلق على هذه المحاصيل "بي تي كروبس"، وتقوم هذه التكنولوجيا على فكرة إدخال جين معين في أحد أجزاء النبات لمقاومة الآفات أو زيادة الإنتاج، فضلًا عن زيادة أحجام ثمار الفاكهة مثل الفراولة والمشمش والتي توجد في الأسواق بحجم ضخم، حيث يتناولها المواطنون دون أن يعلموا أنَّها مهندسة وراثيًّا.

جينات قاتلة داخل المحصول

كشف منصور أنَّ الشركة المحتكرة لهذه التكنولوجيا وضعت جينًا "قاتلًا" في الذرة حتى لا يستطيع الفلاحون استخدام بذوره لزراعة المحصول مرة أخرى، وذلك حتى يظلوا في حاجة دائمًا إلى الشركة وأسرى لها، وتظل "مونسانتو" محتكرةً لهذه الأصناف النباتية، وتتحكم في أسعارها كما تريد، وبالتالي فالمسألة تجارية في المقام الأول، وهدفها الربح بعيدًا عن صحة المواطن، حسبما يرى رئيس اللجنة القومية للسميات.

وأوضح منصور أنَّه ثبت علميًّا أنَّ عددًا من المواطنين في بعض الدول، الذين استخدموا الذرة المعدلة وراثيًّا "ستار لينك"، حدث لهم نزيف داخلي، كما أصيب بعضهم بالحساسية وضعف المناعة.

ولفت إلى وجود خطر على الأصناف النباتية في مصر، إذ أنَّ هناك مخاطر ستتعرض لها الخريطة الجينية للنباتات، موضِّحًا أنَّ الحكومة ترغب في التقليد لا أكثر، مطالبًا بالصبر قبل استخدام هذه التكنولوجيا، حيث ظهرت حتى الآن بعض مخاطرها، ويُرجح أنَّه قد تكون هناك مخاطر إضافية لم تظهر بعد.

وأضاف أنَّ مصر تسير وفقًا للمدرسة الأمريكية التي لا تحدد للمستهلك الأغذية المهندسة وراثيًّا، ولكنه أكَّد أنَّ هذه الحبوب المعدلة تُعد "أكثر شراسة فى مقاومة الآفات".

فساد التغافل عن مافيا الموت

وأشار منصور إلى أنَّ الحكومات تغمض أعينها عن هذه "المافيا" والتي تمثلها شركات عالمية لا يهمها سوى الأرباح في المقام الأول، موضِّحًا أنَّ هذه الشركات العملاقة قادرة على شراء الحكومات نفسها. وتابع: "دول أوروبا لديها حجر زراعي قوي، يستطيع أن يكشف من خلال الأجهزة الحديثة عن الأغذية المعدلة وراثيًّا.. هناك 800 عالم من كل أنحاء العالم وقعوا على وثيقة حذروا خلالها من استخدام هذا النوع من الأغذية".

المصريين فئران تجارب

واستطرد: "الدول الأوروبية تصدر لنا هذه الأغذية، فيما تحظرها على مواطنيها، حيث تعتبرنا فئران تجارب.. هناك مافيا عالمية تضغط على الحكومات لتطبيق هذه التقنية لتحقيق أرباح خيالية، حيث تتيح زيادة الإنتاج الزراعي بشكل ضخم نتيجة التدخل الوراثي في جينات الأغذية".

وأوضح: "مخاطر هذه الأغذية تظهر مع الوقت، وعلى المدى الطويل، نتيجة تراكمها داخل جسم الإنسان.. هذه المنتجات يمكنها من خلال الهندسة الوراثية أن تتحمل الجفاف أو البرودة".

وتابع: "الحكومة ترغب الآن في أن تدخل هذه المنتجات إلى مصر بشكل رسمي، وهذا شيء خطير، فهناك خطورة أيضًا على نوعية المحاصيل الزراعية، والتى يمكن أن تُنقل لها صفات وراثية تغير من صفاتها الأصلية".

أغذية الرعب

"أغذية الهندسة الوراثية" هي أغذية الرعب كما يسمونها فى أوروبا، وظهرت للمرة الأولى في الأسواق في عام 1996، وكان من بينها "فول الصويا والذرة وزيت الشلجم والأرز وزيت بذرة القطن"، ثمَّ دخلت العديد من هذه المنتجات إلى الأسواق العربية كفاكهة وخضراوات غريبة الشكل وغير تقليدية.

وبيَّنت الدراسات قصيرة المدى وجود نتائج خطيرة محتملة على الإنسان والحيوان والنبات جراء هذه الأغذية، وخلافًا للسلع الاستهلاكية الأخرى كالسيارات والأدوات الكهربائية وحتى العقاقير والأدوية، فإنَّ المحاصيل الزراعية المهندسة وراثيًّا لا يمكن تصحيحها أو صيانتها أو إعادتها إلى ما كانت عليه عند اكتشاف أضرارها بل ستبقى على حالتها المعدَّلة تنمو وتتكاثر وتجري عليها الطفرات، ناشرةً جينات غريبة وفيروسات وسموما إلى ما لا نهاية، وسيكون من الصعب جدا تداركها، إن لم يكن ذلك متعذرًا تمامًا.

احتجاجات ضد "مونسانتو"

وشارك نشطاء من 673 مدينة حول العالم في مسيرة عالمية، العام الماضي، تضامنًا مع نظرائهم الأمريكيين المحتجين ضد شركة "مونسانتو"، إثر إقرار الكونجرس الأمريكي ما يسمى بـ"قانون حماية مونسانتو".

ويسعى النشطاء إلى فرض ملصق على المنتجات المصنعة من الأغذية المعدلة وراثيًّا، كما ترغب ولاية "فيرمونت" في إقرار قانون يُعرف بـ"الحق فى معرفة الأغذية المهندسة وراثيًّا".

"مونسانتو" تتحدث عن نفسها

تعرف نفسها على موقعها الإلكتروني بأنَّها شركة تعمل في مجال الزراعة المستدامة، وتقدم المنتجات الزراعية التي تدعم المزارعين في جميع أنحاء العالم.

وتقول الشركة إنَّها تركز على تمكين المزارعين الكبار والصغار من الحصول على إنتاج أكثر من أراضيهم، مع الحفاظ على الموارد الطبيعية، مثل المياه والطاقة، وإنَّها تفعل ذلك من خلال العلامات التجارية للبذور الرائدة في المحاصيل مثل الذرة والقطن والحبوب الزيتية والفواكه والخضراوات، كما تعمل في مجال التقنيات الرائدة في البذور من أجل الفلاحين؛ بهدف حماية إنتاجهم، ودعم كفاءتهم، وتخفيض التكاليف.

وتؤكِّد "مونسانتو" أنَّها تسعى جاهدةً لجعل منتجاتها متاحة للمزارعين في جميع أنحاء العالم من خلال منح التراخيص على نطاق واسع، وتقول أيضًا إنَّها لا يمكنها أن توجد دون المزارعين، حيث أنَّهم " عملاؤنا وشريان الحياة لشركتنا"، كما تصف نفسها بأنَّها "نظام دعم للاقتصاد العالمي، وتعمل يوما بعد يوم على توفير الطاقة والغذاء والملابس للعالم".

"الشركة الشيطان"

تُعد "مونسانتو" شركة متعددة الجنسيات تعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية الزراعية، وهي المنتج الأول بالعالم لمبيد الحشائش "جلايفوست"، تحت اسم "راوند آب".

كما أنَّها بلا منازع أكبر منتج للبذور "العادية والمعدلة وراثيًّا"، وتملك ما بين 70% و100% من أسواق بذور مختلف المحاصيل في العالم.

ويسميها معارضو الأغذية المعدلة وراثيا "Monsatan"،في إشارة إلى مصطلح يعني " شيطان" باللغة الإنجليزية.

والشركة لديها تاريخ من المشكلات مع الهند، حيث استخدمت "جينات إنهائية" في البذور التي باعتها لنيودلهي، وهي التي أدت إلى إنتاج بذور عقيمة لا تنبت، مما أثار مظاهرات غاضبة ضد " مونسانتو".

ولاحقًا، فشلت بذور القطن المعدلة وراثيا في إنتاج محصول أوفر كما وعدت الشركة، على الرغم من أثمانها العالية والقيود التي تفرضها "مونسانتو" على المزارعين.
سياسة | المصدر: جريدة الشعب | تاريخ النشر : الأربعاء 20 يوليو 2016
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com