Akhbar Alsabah اخبار الصباح

زلزال أمنى كبير فى أوروبا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى

خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى قال مدير الاستخبارات المركزية جون برينان الذي تحدث أمام الكونجرس فى احدى جلسات الاستماع الأخيرة،إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى سيتسبب في زلزال أمنى كبير فى أوروبا، التى لا تعمل أجهزتها الأمنية بكفاءة فى مواجهة التهديدات التى اسماها بـ الإرهابية، وهو ما كان وضرب الزلزال الأمنى أوروبا بعد تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبى.
حلف الناتو فى مأزق.. روسيا تربح احدى الجولات

وحول المعركة الدائرة بين أوروبا وروسيا، أوضح برينان أن استقلال بريطانيا عن الاتحاد سيضاعف من هذه الأخطار، إذ سيضع حلف الناتو في مأزق إعادة النظر في التحالف الذي أسس أصلا من أجل حماية أوروبا من أي تهديد سواء من روسيا أو غيرها.

من جانبه، كرر مدير "اليوروبول" روب وينرايت كلام برينان بصيغة مختلفة، إذ قال إن انفصال بريطانيا عن أوروبا يعنى أن جهاز الشرطة البريطانى سيخرج من البنية التحتية الأمنية للاتحاد الأوروبي، التى بنيت على مدار أربعين عاما.

وبحسب وينرايت فإن بريطانيا، رغم عدم كونها جزءا من اتفاقية شنجن، لكن باعتبارها عضوا فى الاتحاد الأوروبي، فإن ذلك وفر الوصول إلى نظام معلومات شنغن ومن ثم تدشين بروتوكول بإلقاء القبض المشترك، مما جعل من الأسهل القبض على المشتبه فيهم.

أوباما يزدرى بريطانيا

وفى سياق آخر، وتحديدًا عندما زار الرئيس الأميركي باراك أوباما لندن في شهر إبريل الماضى، وكتب تعليقا فى الصحيفة المنتمية لحزب المحافظين "ديلي تلجراف"، وأكد خلاله مصلحة الولايات المتحدة فى استمرار بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى، تولى العمدة السابق اليمينى لمدينة لندن بوريس جونسون الرد عليه قائلا إن تعليق أوباما "ازدراء" لبريطانيا.

مبادرة الإدارة الأميركية والرئيس أوباما إلى حث البريطانيين على البقاء فى الاتحاد الأوروبى تتماشى مع العديد من التحليلات والتقارير التى تحدث فيها مسؤلون سابقون وحاليون في بنتاجون والمخابرات المركزية.

وبالنسبة لهؤلاء، يمثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى تبعاته الاقتصادية السلبية على الأسواق الأميركية، خطرا على الأمن القومى الأميركى بالنظر إلى طاقة الردع التى تمثلها بريطانيا بوجودها فى الاتحاد الأوروبى بمواجهة روسيا.

وفي السياق ذاته، كتب داليبور روهك، الخبير فى معهد أميركان إنتربرايز فى واشنطن فى كتابه الصادر حديثا بعنوان "اتحاد أوروبى متوجس": إن تأثير الكرملين فى أوروبا الوسطى والشرقية ازدهر بفضل سياسة ذكية معتمدة على بيع الطاقة وعبر الرشاوى السرية والدعاية الماهرة، بينما لا يملك الناتو الأدوات للتصدى لذلك، وسيمثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى فرصة أكبر لهيمنة روسية على جزء من أوروبا ما زالت الولايات المتحدة غير راغبة فى تصدر المواجهة فيه، كما جرى فى أوكرانيا.

وتدفع كل هذه التحليلات التى تستند عليها إدارة الرئيس أوباما إلى اعتبار أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيدفع الولايات المتحدة إلى حرب على جبهتين، الأولى محاولة تغيير معادلة خطوط التماس الأمنية مع روسيا فى أوروبا، إذ بعد أن دفع أوباما بدول الاتحاد وفى مقدمتهم ألمانيا وبريطانيا إلى مواجهة روسيا نيابة عنه، سيكون عليه أن يواجه التهديدات الروسية فى المقدمة.

الجبهة الثانية تتعلق بأمن أوروبا بلا بريطانيا، الذى لا شك سيتعرض لزلزال كبير سيصل صداه إلى أروقة حلف الناتو واليوروبول ومن ثم الدفع باتجاه دور أميركي أكثر تقدما للمحافظة على قوة الردع التي تمتلكها في أوروبا، لاسيما استقرار هذه المنطقة المهمة وهو الأمر الذي سيتطلب جهدا عسكريا وسياسيا.
سياسة | المصدر: جريدة الشعب | تاريخ النشر : الجمعة 24 يونيو 2016
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com