Akhbar Alsabah اخبار الصباح

الاقتصاد الأمريكى وانهياره المتوقع

الاقتصاد الأمريكى لماذا الاقتصاد الأمريكى معرض للإنهيار فى أى وقت خصوصاً مع المتغيرات السياسية العالمية؟

الإقتصاد الأمريكى إقتصاد مديون دائماً, إجمالى مصروفات الإدارة الأمريكية سنويا هو 3.967 تريليون دولار و إجمالى إيراداتها 3.110 تريليون دولار فمن أين تغطى الحكومة الأمريكية العجز؟
أيوة.. زى ما حضرتك فكرت كده بالظبط.. بتعمل زى أى نظام رأس مالى بيحترم نفسه (بتقترض)

القروض دى بتبقى فى صورة سندات و ممكن الأفراد تشتريها أو البنوك اللى هى بالتبعية برضه فلوس الناس المودعة فى البنوك و بالتبعية برضه فالحكومة الأمريكية لازم تسدد القروض دى بفوائدها.. فتعمل ايه؟

بالظبط كده.. تقترض تانى عشان تسدد القرض الأولانى ثم تقترض تالت عشان تسدد القرض الأولانى و التانى.. و هكذا..

و لك أن تتخيل أن إجمالى الدين العام الأمريكى تقريباً هو 17000000000000 (17 تريليون دولار) مع العلم أن إجمالى الناتج المحلى الأمريكى لمدة عام هو (17.400 تريليون دولار فقط) أى أن كل ما تنتجه الولايات المتحدة من سلع و خدمات خلال عام كامل بالكاد يكفى لسداد ديونها..

كيفية تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع الوضع:
مع وضع زى ده بطبيعة الحال فإنها تدريجياً مش بتلاقى اللى يقرضها كل سنة و هنا فى اتجاهين:

- الإتجاه الصعب:

هو إما بتخفيض النفقات على التعليم و الصحة و الطرق و قطاعات الخدمات الداخلية عموما" زى النظافة و المواصلات و حملات التوعية إلى أخره..
أو بزيادة الضرائب و هو ما لا يلقى قبول فى مجتمع يعلم حقوقه جيداً و يستطيع المطالبه بها زى المجتمع الأمريكى..

- الإتجاه السهل و هو طبع الأموال:

بكل بساطة ممكن البنك المركزى الأمريكى يأمر بطبع كميات من الأموال تساهم فى سد الفجوة و بالتالى حل المشكلة رقمياً و لكن هنا هتواجه أمريكا مشكلة أكبر و هى (التضخم)..
فمع كثرة كمية الاموال المطبوعة تقل القيمة الشرائية للدولار و هو تدريجياً سيصل بأمريكا إلى طريق مسدود مرة أخرى..

بالرجوع لنقطة الإقتراض مرة أخرى هناك وجه أخر للعملة مضر بأمريكا و هو أن الدول المقرضة ليها تقل عندها السيولة المالية مقارنة بأمريكا التى استحوذت على النقد منها و بالتالى يظهر (رقمياً) أن أمريكا أغنى منهم و بالتالى معدل الأجور فيها أعلى من الدول المقرضة و بالتبعية فإن تلك الدول تستطيع الإنتاج و التصدير لأمريكا نفسها بتكلفة أقل كثيرا نظرا لإنخفاض الأجور و أسعار المواد الخام و قطع الغيار و مصاريف النقل و الصيانة..
و الحل المنطقى لتلك الأزمة هو بناء مصانع أمريكية فى تلك الدول للإستفادة من ميزة الأجور المنخفضة و باقى الإمتيازات التى تم ذكرها ..و لكن ..

هنا تصطدم أمريكا بنفس الطريق المسدود مرة أخرى حيث أن أى مصنع أمريكى له حصة سوقية يحاول توسيعها قدر المستطاع و لكن فى النهاية لا يمكن تجاوزها بسهولة و الا تراكم عنده الإنتاج و لا يجد من يشتريه و بالتالى يضطر أن يخفض العمالة و من مساوىء الرأسمالية أنها بلا أى بعد إجتماعى فمصلحة الشركة فى توظيف اصحاب الأجور المتدنية و بالتالى يخسر المواطن الأمريكى وظيفته لصالح شخص فيتنامى أو فلبينى مثلاً و عندها يزيد معدل البطالة فى أمريكا و هو وصل لمعدلات قياسية بالمناسبة..

و عندما تتنامى معدلات البطالة فالحكومة ملزمة بتقديم إعانات بطالة و خدمات التأمين الصحى و باقى الحقوق التى ألزمت نفسها بها تجاه المواطن الأمريكى و إما الإلتزام بها و إما تخفيض النفقات و هو ما قد يؤدى لإضطرابات مجتمعية شديدة..

* إنهيار سلسلة الدين:

- أغلب حكومات العالم مديونة لشعوبها فأغلب الدول الغير منتجة لا تجد ما تنفقه على شعوبها و بالتالى فهى تقترض من الشعب للإنفاق عليه مقابل فوائد تلتزم بسدادها و الشعوب تقرض الحكومة نظرا" لثقتها فى حسن إدارتها المالية..

الدول المقرضة غالباً هى لا تقرض من فائض بل تقرض من أساس رأس مالها بمعنى أنه مبلغ مستثمر و أن فوائد هذا القرض يتم إنفاقها على شعبها و إحتياجاته ..

و لو تعثرت أمريكا فى سداد الفوائد ..
فلن تستطيع تلك الدول الوفاء بإلتزاماتها تجاه البنوك المحليه فيها ..
و بالتالى البنوك لن تستطيع الوفاء بإلتزاماتها تجاه مقرضيها من الشعب ..
و بالتالى لن تستطيع الشركات سداد إلتزاماتها تجاه موظفيها و تجاه من تتعامل معه من الشركات الأخرى ..
و ده يسمى (الإنهيار الإقتصادى العالمى)

- الحالة دى محصلتش بالشكل ده قبل كده و انما حصلت بأشكال أقل حده و رغم ده فالعالم لم يتعافى من أثارها لحد دلوقت و أغلب الدول تقع تحت مقصلة الديون.. طيب هل نتوقع ان ده ممكن يحصل فى فترة قليلة؟

بالتأكيد لأ و لكن كل المقدمات موجودة و مؤشرات الإنهيار ظاهرة و بوضوح و الحل هنا بسيط و هو الإعتماد تدريجياً على الذهب كمخزن للقيمة و ملاذ آمن لحفظ الثروات ..

* الآثار السياسية:

- دولة زى إيران فى عز ضغط العالم عليها لإيقاف برنامجها النووى تطلق تصريحات فى غاية القوة مفادها أن أمريكا لا تستطيع القيام بحرب برية ضدها فى ظل الظروف الإقتصادية التى تعيشها و هو تصريح كان لا يستطيع أى مسئول التلويح به فى وجه أمريكا من 10 سنوات..
- تنظيم جهادى زى الدولة الإسلامية تحدى أمريكا أن تقدم على حرب برية ضده فى هذا التوقيت و قدرتها على تحمل الكلفة الإقتصادية لها مع إعترافه أنها ستقدم على تلك الحرب عندما تكون مضطرة لأن مصالحها الإقتصادية و السياسية ستتأذى..

* الآثار الإقتصادية:

- على الصعيد الإقتصادى دولة مثل الصين (بمفردها تدين أمريكا ب1.244 تريليون دولار) و تهدد أمريكا كل فترة و تلوح لها بإسترداد أموالها لديها كلما تكلمت عن تقييم الصين لعملتها "اليوان" بأقل من قيمتها الحقيقية مما يمكنها من التصدير لأغلب دول العالم و على رأسهم أمريكا نفسها..

- هذا التحدى من دول و حتى تنظيمات حديثة ما كان له أن يكون إلا بعد التأكد من ضعف حالة الإقتصاد الأمريكى و ثقل كاهله بأعباء فرضتها بالأساس أمريكا على نفسها..

- كل دى أمور منطقية جداً و لا يجد المتابع للوضع الإقتصادى العالمى فيه أى مفاجأة و هو يعلم علم اليقين أن الإقتصاد الأمريكى يئن و يتألم و أن الشيىء الوحيد الذى يجعله مستمرا" حتى الآن هو دعم المقرضين للنظام الأمريكى و إستمرار تدفق الأموال إليه فى صورة الإستثمار فى السندات الأمريكية..

- أغلب الإقتصاديين يرى أن هذه السلسلة ستكسر إن آجلاً أو عاجلاً و أن الوضع السياسى سيكون عاملا" مؤثرا" نظراً لسياسة أمريكا فى التوسع فى بلاد العالم أجمع تقريباً و الأعباء المالية التى تفرضها على نفسها بهدف إستمرارها كقوة عظمى وحيدة فى العالم مثل بناء قواعد عسكربة أو دعم عسكرى لدول أو معونات سواء مالية أو عسكرية لدول أخرى..

مما سبق يتضح ضعف الإقتصاد الأمريكى و أنه بطل من ورق صنعه مقرضينه و على رأسهم الصين و اليابان و أيرلندا و حتى الدول الخليجية من أول السعودية و حتى الكويت و لك أن تتخيل أن ورقة ال 100 دولار تكلفة طباعتها على الحكومة الأمريكية 6 سنت أى 50 قرش تقريبا" فى حين أنك تشتريه ب 888 جنيه بالسعر الرسمى أو بحوالى 1080 بسعر السوق الموازية فقط لثقتك فيه و لا شيىء أخر..

أخيراً:
ما يجعلنا نتأكد أن الإنهيار قادم و لا شك و لكن الإختلاف فى الفترة الزمنية فقط هى قاعدة ربانية ثابتة هى (الدوام لله فقط) و أن دوام الحال من المحال و أن كل الممالك و الإمبراطوريات على مدار التاريخ تمر بمراحل تشبه إلى حد كبير مراحل عمر الإنسان ..
فهى تبدأ ضعيفة ثم تجمع قوتها شيئاً فشيئاً حتى يشتد عودها ثم تدريجياً يضربها إما الفساد و إما الترهل الإدارى و إما زيادة كلفة الحفاظ على توسعها و هى ما يظهر جلياً فى حالة الولايات المتحدة الأمريكية..
إقتصاد | المصدر: أحمد كامل | تاريخ النشر : الخميس 16 يونيو 2016
أحدث الأخبار (إقتصاد)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com