Akhbar Alsabah اخبار الصباح

أكبر مخطط للسيسي بعد خطابه لأهله في تل أبيب

أكبر مخطط للسيسي قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن عبدالفتاح السيسي يريد "سلامًا أكثر دفئًا" مع الكيان الصهيوني، ليطرح نفسه سمسارًا لتوسيع "عملية السلام" وتسخينها، حيث تشمل الجميع، موضحا أن السيسي حينما قال لا نسعى إلى أي دور ريادي"، لخص الموضوع كله، بأنه وسيط للعملية، لننتقل من "سلام الشجعان"، بتعبير ياسر عرفات، إلى "سلام الغلمان" بمنطق السيسي.

وأشار قنديل إلى قول الانقلابي السيسي ‏"البلد دي بلدنا كلنا، وكلنا لازم ناخد فيها بما يرضي الله وبالقانون...". والآن، يذهب بالمعادلة إلى ما هو أبعد وأوسع، ولسان حاله يقول "العملية، عملية السلام، لنا كلنا، وكلنا لازم ناخد فيها بما يرضي الله وبالقانون"، موضحا أن الدوافع هي نفسها التي وضعت أنور السادات في طائرة إلى "الكنيست ذاته"، ليبحث عن طوق نجاةٍ خارج الحدود، مرتمياً في الحضن الصهيوني الدافئ.

وأضاف قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الأربعاء، أن الخطورة، هذه المرة، أن من يحكم في القاهرة الآن ليس خصماً لدولة الاحتلال الصهيوني، بل يسلك، في أحيان كثيرة، وكأنه أكثر تحمساً للمصالح الصهيونية، على نحو يُحرج الصهاينة أنفسهم، حتى أن الباحث الفلسطيني، صالح النعامي، نقل، أمس، تصريحاً مترجماً لمعلق صهيوني، يدعى بن كسبت، يكشف فيه أن السيسي "استمتع عندما كان الكيان الصهيوني يدمر بيت كل قائد في حماس في أثناء الحرب الأخيرة، وهذا ما جعله يرفض التوسط لوقف الحرب".

وأشار إلى أن ابتهاج الصهاينة بوصول السيسي للسلطة يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا، حين يعرض عبد الفتاح السيسي خدماته للعب دور الوسيط، وليس الرائد، في لعبة المصالحة الفصائلية الفلسطينية، موضحا أن الثابت أن فصائل المقاومة تدرك أن هذا آخر شخص يمكن أن يهتم بمصلحةٍ فلسطينية، أو عربية، فضلاً عن أنه لا يجتهد، ولا يأتي بشيءٍ من عندياته، بل يردّد ما يُملى عليه، مع ملاحظة أن هذا النشاط المفاجئ في تدفئة "العملية" يأتي بعد الإعلان عن حضور وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إلى القاهرة الأربعاء.

وقال قنديل "لا يخاطب السيسي شعباً فلسطينياً، أو عربياً، هو لا يعترف بكيان اسمه "الشعب" مثل أي مستبد، بل وجهته وقبلته، دائماً، شعب الاحتلال الصهيوني. ولذلك، يطلب من الحكومة الصهيونية أن تذيع كلامه لشعبهم، مرة واثنتين وثلاثاً، تماماً كما كان أنور السادات يفعل ويقول، باحثاً عن النجومية الزائفة لدى جمهور الاحتلال، غير أن الكارثي، هنا، أن سلام السيسي أخطر من سلام السادات، فالجنرال الصغير لا يمانع في اللهو بالخرائط، والعبث في الحدود التاريخية، بحيث لا يصبح مستبعداً أن تدخل أراضي سيناء لعبة "البوكر" الجديدة التي يريد أن يكون "الديلر" الوحيد لها، ولا يمكن إهمال موضوع جزيرتي تيران وصنافير، في هذا الصدد، إذ تؤسس هذه الخطوة المجنونة إلى عقيدةٍ جديدةٍ حيال مفهوم الأرض، بما ينزع عنها القدسية، ويحولها إلى سلعةٍ قابلة للتداول، والتبادل".

وأضاف أن الخطورة الحقيقية في موضوع "تيران" و"صنافير" أنه محاولة لهتك هذا السياج الأخلاقي والقيمي بشأن "الأرض"، لتتحول من معنى ومفهوم خاص بالسيادة والكرامة والشرف الوطني إلى مجرد وجهة نظر، أو فرصة للاستثمار، بحيث إذا مرّت مسألة الجزيرتين يكون هذا تدريباً، نفسياً وذهنياً، على منطق المقايضة على الأرض، في محطاتٍ ومواقف أخرى، الأمر الذي لا نستبعد معه أن نصحو على كوابيس مزعجة، مثل التسريبات والتلميحات التي تفوح منها روائح "سايكس بيكو" جديدة كلياً، تتبدّل فيها الخرائط والمصائر، من سيناء إلى النقب إلى غزة.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الأربعاء 18 مايو 2016
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com