Akhbar Alsabah اخبار الصباح

قمع الانقلاب للصحفيين سببه "تيران وصنافير"

قمع الانقلاب للصحفيين قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن الحكاية في نقابة الصحافيين المصريين تتعدّى كونها تأديبًا للصحافة، بضبط وإحضار اثنين من أبنائها، قرّرا الاحتماء ببيت العائلة، كما لا تقف عند حدود إحداث وقيعة بين الصحافة والمجتمع، أو إهانة نقابة الصحافيين، بتصنيع روايةٍ، لا تقل عبطاً عن روايات جريمة جوليو ريجيني، تقول إن الصحافيين يخبئون متفجرات وعبوات حارقة في بيتهم.

وأضاف قنديل -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الأربعاء- أن القصة تتعدّى، التحرش بنقيب الصحافيين، من خلال التلويح باتهامه بالتستر على الأشرار المزعومين الذين يخفون العبوات الناسفة والحارقة، داخل بيت العائلة الصحافية، موضحا أنها باختصار، أن الذي باع الجزيرتين، أو تنازل عنهما، قبض ثمنهما سندات استبداد ضخمة، وشيكات مفتوحة، على بياض، لممارسة القمع والبطش والتنكيل، بكل ما هو محترم ونبيل في مصر.

وقال إن هناك هي عملية إيذاء متعمدة للصحفيين التي سببت إزعاجاً، للمشتري والبائع، ومن ثم يتجاوز الأمر "النقابة المهنية" إلى المجتمع المصري كله، برسالة تقول: انظروا كيف نفعل بمن يمتلكون منابر ومنصات للاعتراض والشكوى، كيف نسحقهم بأدواتنا في القمع والإرهاب، فما بالكم بالناس العاديين، من غير أصحاب الصحف والمواقع الإلكترونية. هل يجرؤ أحد على الاعتراض والمعارضة بعد اليوم؟.

وأوضح قنديل أنه لا يجب أن ننظر إلى ما يجري في نقابة الصحافيين بمعزل عن السياق العام، داخلياً وخارجياً، ولا أستطيع، مثلاً، أن أتجاهل تصريحاً للزميل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، قبيل اقتحام بيت الصحافيين، وهو يعلن، من دون مواربة، عدم القبول ببقاء رئيس مجلس إدارة "الأهرام"، والتي تقوم مقام وزارة الإعلام المصرية (حسب تصوره) في منصبه.

وأكد أن هذا تصريح ممعن في الإهانة والإساءة للجماعة الصحافية المصرية، وبصرف النظر عن رأيك، أو موقفك، مما يكتبه رئيس مجلس إدارة "الأهرام"، وفيه كثير من سخائم الفاشية، فإنه لا يجوز أن يمارس أحد وصاية على صحافة دولة أخرى.

وقال: "مع اختلافي الشديد، الجذري أحياناً، مع مواقف رئيس "الأهرام" وآرائه، إلا أن ذلك لا يعني قبول أن يكون بقاؤه أو رحيله من منصبه خاضعاً لإملاءات وتدخلات، أو زفرات غضب تصدر من الخارج، وقد نال كاتب هذه السطور شيئاً من ذلك بعد أسبوعين من انقلاب عبد الفتاح السيسي، الذي قلت وقتها إن تفاصيله نشرت في إحدى الصحف السعودية، قبل أن تصل إلى "الأهرام" المصرية".

وأشار إلى أحد الكتاب السعوديين الذي نشر مقالاً في الصحيفة نفسها، يوجه فيه نقابة الصحافيين المصريين بطرده من عضويتها قائلاً "إن الوضع المتأزم في مصر الذي يتجه نحو الانفراج، إن شاء الله، لا يتحمل وجوده وأمثاله في منابر الرأي العام في هذا الوقت، وعلى المسؤولين في الشقيقة مصر أن يطهروا الساحة الإعلامية من الذين يمثلون خطراً على أمن مصر وعلاقاتها التي تحتاج، في هذه المرحلة، إلى أقصى درجات التوثيق والدعم والمؤازرة، أما بالنسبة للمملكة وشعبها فستقبى مصر في القلب والضمير، مهما أفرزت الأوضاع من طفيليات ضارة".

وقال "على الرغم من أن غطرسة ما بعد الانقلاب كانت تضع مقادير كل شيء في أيدي رعاته وداعميه، فإن أحداً لم يُنصت لهذا الهراء السخيف، أو يهتم به، وهذا ما يأخذنا إلى جوهر موضوع التلمظ والاشمئناط من نقابة الصحافيين الآن، بما يخرجه من أزمة، أو معركة، بين المؤسسة الأمنية ونقابة الرأي والتعبير في مصر، ويأخذه إلى حالة افتنان نظام سياسي متهور بما وقع في حجره من حصيلة التخلي عن الجزيرتين من أذون توحش وسندات صلف واستبداد".

في الوقت الذي قرّرت سلطة عبدالفتاح السيسي التحرك باتجاه "فض رابعة والنهضة وأخواتهما". وما ينسحب على النظام في مصر، يمكن سحبه على النظام في سورية الذي التقط الإشارة بشكل سريع، وأدرك أن الفرصة مواتية لكي يمارس قدراً أكبر من التوحش والإجرام، من دون أن يتحرّك أحد بشيء من الجدية، فالحاصل أنهم يخطفون الناس إلى حيث يريدون، فحين يشتعل الفضاء العام غضباً على قصة الجزيرتين، يتدخلون لتحويل مجرى الاهتمام، بفظائع ما يجري في حلب، وحين يلهث الغضب خلف القتلة في سورية، ويسطع غضب في مصر، ضد المذبحة، يسحبون الصحافيين المصريين والمجتمع إلى معركة النقابة والنظام.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الأربعاء 04 مايو 2016
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com