Akhbar Alsabah اخبار الصباح

سلمية بطعم الاستسلام

محمد إلهامي رغم كل حقارتهم وقذارتهم وباطلهم، إلا أنهم يخوضون معركتهم بجد لا هزل فيه.. معركتهم هي معركة حياة أو موت!

قال عمرو أديب يوما: انتوا فاكرين انكم هترجعوا تاني، ده احنا نجيب عاليها واطيها.. نجيب عاليها واطيها..

وأحد اللواء قبل أسابيع قال بوضوح: اوروبا لو زودتها في موضوع ريجيني ده احنا هنخربها عليهم بملايين اللاجئين..

مشكلتنا أن الطرف الآخر أشباه في كل شيء، يريدون شبه ثورة مخنثة، سلمية وديعة تلتزم بالقانون، تحافظ على مؤسسات الدولة، حتى إذا انتصرت يكون فيها "محاكمات"!!!!!!

ولهذا فهم دائما فشلة وفاشلون، ولأنهم كذلك فهم من يسيل لعابهم على أي كلب يعرض عليهم نوع مبادرة أو مصالحة أو تنازل، كما يسيل لعابهم على أي كلب بدأ يخفت نباحه المنافق للسيسي، ولا مشكلة لديهم في أي كلب بعدما شرب الدماء ورقص على الجثث إذا جاءهم يريد ثورة على مقاسه لا مكان فيها لمرسي ولا لأمثالهم من الإرهابيين المقرفين!!

ووالله لو كان لدى الإسلاميين عشر ما لدى السيسي وفريقه وإعلامييه من الإصرار على نجاح الثورة أو الموت وخراب البلاد دون ذلك لما استطاع السيسي أن ينقلب، ولا فكرت أمريكا إلا في التعامل مع الأمر الواقع بدلا من خراب كل شيء على رأسها!

وهاهي أكبر جماعة تقاوم الانقلاب تنقسم على أمور من أهمها قائد متسردب متسربل بالخفاء لا يعرف أحد أين هو ولا في أسر من هو يصدر قرارات العزل والإيقاف ولم يظهر إلا حين ذهب الوضع لينفلت على العسكر ليعيده إلى دائرة المسموح به.. ولا يسنده إلا فاشلون متيبسون بما يملكون من أموال يشترون به الذمم والمصالح ليبقى الجسد الكبير مرهونا بالمفاصل الضعيفة، تماما كما يمسك الطفل الصغير بزمام الناقة الكبيرة فيضربها ويقعدها ويقيمها.. ولو لم يكن لها زمام لكان آخر حلمه أن ينجو بنفسه من بين يديها!!!

ثم تجد كافة ما يصدر عنهم هزيل باهت خافت لا وضوح فيه ولا حسم ولا قوة.. اللهم إلا قرارات الفصل والإيقاف، فهذه وحدها التي تأتي حازمة فاصلة قوية.. حتى ترك الشباب هذه الخنوثة ولم يجدوا إلا أسوأ نموذج لينضموا إليه زرافات ووحدانا..

والمصيبة أننا بين نقيضين، فياليت داعش كانت أعزة على الكافرين أذلة على المؤمنين، فما كان ليكون لها معارض، ولكنها طغت وبغت وفجرت وصارت تضرب لا تعرف عدوا من صديقا حتى استعملت طاقة الشباب الفوارة في هدم وإفساد الجهاد نفسه، وفي مواطن لا تحتمل هذا العبث ولا هذا الفشل!

إلا أن من أهم أسرار جاذبيتها هذا الوضوح والحسم والمفاصلة التي افتقدها الشباب في جماعات يذهب العواجيز بفتوتها وقوتها وطاقتها ويجعلونها رهينة لأعدائهم!

رحم الله أبا فراس لما قال:

وإنا لقوم لا توسط عندنا .. لنا الصدر دون العالمين أو القبر

وما كان في ذلك إلا مرددا معنى قول الله تعالى (قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين؟).. النصر أو الشهادة!
سياسة | المصدر: محمد إلهامي | تاريخ النشر : الخميس 21 إبريل 2016
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com