Akhbar Alsabah اخبار الصباح

لا تضعني بين خياريْن، هناك خيارات كثيرة

محمد إلهامي هذه الكلمة إذا قالها ذو قوة ونفوذ، ويملك الفعل، فهو ذكي بارع ورجل حكيم! أما إذا قالها الخالي من القوة ومن يتكلم من موقع المفعول به فهو غافل أو جبان..

صاحب القوة والقدرة إن اكتفى بخيارين فهو جامد غبي، أما الضعيف المفعول به حين يبحث عن خيارات أخرى غير التي هو محصور بينها فإنه يفتش في خياله وأحلامه وأوهامه عما يرضيه، جبن عقله عن مجرد التفكير في التعامل مع الخيارات المطروحة!

"القوة ليست قوة السلاح وحدها، بل أنواع كثيرة، منها قوة المال وقوة الإعلام وقوة العلم و.... إلخ"

وهذه الكلمة أيضا يختلف حكمها باختلاف قائلها.. فإن كان قائلها يملك القوة المسلحة فعلا فهو ذكي حكيم يستعمل كل الوسائل المتاحة في تحقيق أهدافه بأقل قدر من العنف، وهو في ذات الوقت يشرعن استخدامه لقوته المسلحة ويخلق له غطاءه السياسي والأخلاقي ويعضده بجمهور يحركه بالإعلام والأموال وغيرها!

أما إن كان قائلها لا يملك القوة المسلحة فهو غافل أو متفلسف جاهل، لأن كل أنواع القوة هذه تنطلق وتحتمي بالقوة المسلحة، وهي بغير قوة مسلحة فريسة للقوة المسلحة.. إنما يحب الهروب مما تعظم تكاليفه عليه إلى ما يستسهله ويجيده (إن كان حقا يجيده)!

أما الواقع فإن القوة المسلحة تستخدم سائر هذه القوى لتعظيم نفسها، وسائر هذه القوى إن لم تحميها القوة المسلحة لم تكن شيئا على الحقيقة.

من هذا المنطلق، وحيث أننا كأمة، أو كحركة إسلامية، أو كثورة.. في مرحلة الاستضعاف وفي خانة المفعول به، فيجب أن تكون لدينا إجابات واضحة في الخيارات الحدية.. ومن كان مبدعا فليأت بخيارات أخرى لا بأس في ذلك.. لكن بغير وضوح الاختيار الكبير لن تتضح الثوابت من المتغيرات ولا الكليات من الفرعيات.

لذا أجدني أطرح هذه الأسئلة، ليس إلا بغرض أن تتحدد الرؤية، وأن تتضح الأهداف والخيارات في لحظات الاختيار الفاصلة؟

1. أيهما أحب إلينا: دولة رفاهية تزخر بالمنتجات وناطحات السحاب ووسائل الترفيه مع تحكم كامل للسلطة في حياة الناس وخصوصياتهم وأنماط معيشتهم.. أم دولة من بيوت الطين والخشب والحجارة لا يجد الناس فيها إلا حد الكفاية ولكن لا يستبد بهم حاكمهم ولا يستطيع أن يذيق أحدهم قهرا أو ذلا؟!

إجابة هذا السؤال تعني تصورا لشكل الدولة القادم.

2. أيهما أحب إلينا: أن ننتصر على نظام إقليمي مستبد هو في الحقيقة واجهة للاحتلال فينزل الاحتلال بقواته وعساكره لإنقاذ نظامه؟ أم نظل متمتعين بالاستقلال الرسمي؟

إجابة هذا السؤال تعني تصورا للتحديات التي تقابل الثورات إن أصرت على غاية التحرر.

3. أيهما خير للأمة: أن يهلك مجاهدون وهم على طريق الحق وتطوى صفحتهم؟ أم يستسلمون حفاظا على أنفسهم ومواردهم، ولن يكون مصيرهم إن استسلموا إلا الانعزال أو إعلان التوبة، وكلاهما مع البقاء في الذل أمدا طويلا؟!

* إجابة هذا السؤال تعني تصورا للحلول والبدائل في أصعب اللحظات.

ولعل في هذه الأسئلة الثلاث ما يرسم خطوطا عامة كبرى، وما بعدها سيكون فرعا منها.
سياسة | المصدر: محمد إلهامي | تاريخ النشر : السبت 16 يناير 2016
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com