Akhbar Alsabah اخبار الصباح

الداخلية تلقي القبض على النشطاء خوفًا من 25 يناير

نشطاء 25 يناير قبل أيام من ذكرى ثورة يناير الخامسة، بدا المشهد السياسي متناقضاً ما بين ضغوط متزايدة على النشطاء السياسيين من ناحية، وتسهيلات للسجناء وأنباء عن عفو عن عدد من الشباب المحبوسين، من ناحية أخرى.

واعتبر محللون أن الانقلاب بدأ في استخدام سياسة العصا والجزرة رغبة منه في أن تمر الذكرى الخامسة للثورة في هدوء وبدون أي مظاهرات أو مواجهات عنيفة بينه وبين النشطاء السياسيين من مختلف الاتجاهات.

"الانضمام لجماعة محظورة والدعوة للتظاهر والتحريض والاشتراك في تظاهرة بدون تصريح"، هي أبرز التهم التي وجهتها نيابة الدقي لستة من النشطاء السياسيين بحسب ما نشرت صفحة "الحرية للجدعان" على فيس بوك، نقلاً عن المحامي محمد الباقر.

وكانت قوات الأمن ألقت القبض على النشطاء وهم من حركة 6 إبريل بجبهتيها على خلفية تظاهرة مفاجئة تم تنظيمها يوم 21 ديسمبر الماضي، في شارع التحرير بالدقي.

لم يقتصر الأمر على أعضاء حركة 6 إبريل، حيث تم إلقاء القبض على شريف دياب الناشط السياسي وأحد مؤسسي حركة بداية يوم 30 ديسمبر الماضي، بتهمة تأسيس حركة شباب 25 يناير بالمخالفة للقانون، والتحريض على قلب نظام الحكم.

وقررت النيابة حبسه مع ثلاثة نشطاء آخرين بالتهمة ذاتها 15 يوماً احتياطيا على ذمة التحقيقات.

قالت دعاء مصطفى، المحامية بالمفوضية المصرية للحقوق والحريات، إن القضايا المتهم فيها الشباب المقبوض عليهم خلال الأيام الماضية "ملفقة من الداخلية"، تخوفاً من نزولهم يوم 25 يناير القادم في ذكرى الثورة.

وأضافت المحامية بالمفوضية المصرية أن الداخلية تلقي القبض على النشطاء أصحاب التأثير في الشارع تحسباً لقيامهم بأي أعمال أو دعوات للنزول.

وحول الاتهامات الموجهة للمقبوض عليهم قالت إن هناك مجموعة حُولت لنيابة أمن الدولة بتهمة الانتماء لجماعة أُسست على خلاف القانون تحت مسمى "حركة شباب 25 يناير"، مؤكدة عدم وجود حركة بهذا الاسم.

يري عمار على حسن، الباحث السياسي، أن المشهد مرتبط بشكل كبير بما يدور في ذهن السلطة قبل ذكرى 25 يناير حيث يقول: "هناك سياستان يبدو أنهما متناقضتان لكنهما متكاملتين في ذهن السلطة؛ الأولى القبض على بعض النشطاء الذين جمعت أجهزة الأمن معلومات تبين أن لديهم قدرة على تحريك الشارع أو الاحتجاج وهذه المعلومات جمعت بطريقة ميدانية، وهناك شباب منهم نشطاء على شبكة الإنترنت ويظهر من خلال ما يكتبون أن لديهم استعداد للتعبئة والحشد وليس المشاركة.

وأضاف لـ"أصوات مصرية"، أنه "في المقابل هناك رغبة في تخفيف الاحتقان لدى بعض الأهالي ولدى الشباب الغاضب من اعتقال أو القبض على زملائه لا سيما شباب الجامعات ومن هنا يتم الإفراج عن البعض في محاولة للتخفيف من هذا الاحتقان، وكل ذلك مرتبط طريقة إدارة الأجهزة الأمنية للمشهد الأمني قبل ذكرى ثورة 25 يناير".

ويصف حسن تلك السياسات بأنها تدخل في إطار العصا والجزرة، قائلاً "هناك تقديرات لدى السلطة أن بعض الشباب الموجودون داخل السجن، قد لا يشاركوا في التظاهرات إذا أفرج عنهم، وقد ينسحبوا من المشهد السياسي، أو قد يكونوا أكثر استعداداً للمشاركة السياسية بطريقة أخرى غير الاحتجاج المباشر. في المقابل من يتم القبض عليهم تكون الأجهزة متأكدة من أنهم سيكون لهم قدرة على الحشد والتعبئة في ذكرى الثورة".

ويري الباحث السياسي أن الأجهزة الأمنية لديها تقديرات بأن الشعب لن ينزل في ذكرى الثورة، لكن لديهم مشكلة في فكرة نزول عدة آلاف من الشباب الغاضب والتحرك إلى ميدان التحرير. فمقاومة التحرك قد تؤدي إلى سقوط قتلى ومصابين ومن الممكن أن يتطور المشهد، وهو ما يدفعها في رأيه إلى اتخاذ خطوات احترازية بقدر المستطاع في وقت مبكرة لضمان عدم حدوث هذا المشهد الذي لا تمتلك السلطة أي استعداد للتعامل معه.

واعتبر زياد عقل، المتخصص في النظم السياسية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن النظام لم يتوصل بعد لرؤية نهائية في التعامل مع المعارضة وخاصة ملف شباب الثورة معتبراً ما يحدث معهم تخبط بين أجهزة مختلفة في الدولة حول آلية التعامل.
سياسة | المصدر: أصوات مصرية | تاريخ النشر : الاثنين 11 يناير 2016
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com