Akhbar Alsabah اخبار الصباح

برلمان القراطيس والملاحيس في دولة "الملاهي"

سيف عبدالفتاح أكد الخبير السياسي د. سيف عبدالفتاح -أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة- أن الدولة المِصْرية تحولت فى عهد العسكر إلى سيرك بهلواني، وعنبر العقلاء فى السرايا الصفرا، مشيرا إلى أنها مرحلة قديمة متجددة لكنها اليوم متجلية في أسوأ صورها بما يمثل التطور الطبيعي للانقلاب حتى وصلنا إلى مرحلة (دولة الملاهي) وعلى رأسها برلمان لا يمت لكلمة البرلمان بصلة.

وأكد عبد الفتاح -عبر مقاله على موقع "عربي 21"، اليوم الأربعاء- أن الثورة الحقيقية أتت ببرلمان كان يرأسه البرلماني العظيم، الأسير المضطهد اليوم، الأبي الذي أبى المساومة أو المقاولة على مبادئه: الدكتور الكتاتني، وملأه نواب شعب حقيقيون مختارون بكل حرية ونزاهة ومعبرون عن الشعب، احتشد فيها صفوة المجتمع، من إسلاميين وليبراليين وثوار حتى بعض الدجالين الذين أتاحت لهم ثورة الحرية وحرية الثورة أن يدخلوا من باب "الآثار الجانبية".

وشدد الخبير السياسي على أنه كان برلمانًا بحق، وإن كانت له سلبياته ولا شك، لا ترق لبرلمانات الفساد ونواب الكيف، ولكن اليوم يتحقق أمامنا نموذج عصر الرويبضة بكل معناه: الرجل التافه يتكلم في الأمر العام، لتلهية الناس بالملهاة عن المأساة، وبالمسخرة عن المقبرة.

وأضاف: "اليوم أمام نخبة برلمانية "تحت خط الانحطاط" أشبه بحديث المنظمات الاقتصادية عما هو تحت خط الفقر، نحن أمام نخبة قوامها: بلطجي متسلط، وبذيء متسفل، وراقصة وطبال، وفاجر متبجح، وجاهل متعالم، ومنافق كذاب".

وأشار عبد الفتاح إلى أن "برلمان القراطيس وظيفته الأساسية التمرير، والتبرير، والتغرير، والتزوير، ثم التلهية التي سيسميها الناس تسلية.. فسوف يكون دوره الأول تمرير تشريعات الاستبداد والفساد والكساد التي أصدرها الطرطور والسفاح؛ وسوف يكون برلمان التطبيل الأكبر في تاريخ البشرية".

وسخر الأكاديمي البارز من واقع الدولة التى باتت مهمة دور القوات المسلحة فيها الأفراح والليالي الملاح، لا يطؤها إلا الراقصات والطبالون والزمارون، مضيفا: "بعد برلمان الشاذلي وعز وزكريا عزمي وما أدراك ما فعلوا بمصر، نستقبل اليوم برلمان عكاشة ومرتضى وابنه وسمير غطاس.. وتتشكل النخبة الجديدة على عينك يا تاجر".

واختتم عبد الفتاح مقاله: "برلمان التلاهي في دولة الملاهي علامة جديدة على فصل ممتد من تاريخ مِصْر: حين يحكم العسكر وتتحول مِصْر إلى معسكر، فلا بأس أن تتحول دور القوات المسلحة إلى مراقص تتصارع فيها الراقصات، وتتحول الحكومة إلى كلينكس يستعمله المنقلب حتى ينقلب مزاجه فيلقي بها في سلة المهملات، ويتحول القضاء إلى نموذج (القاضي حلاوة)".
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة - هيثم العابد | تاريخ النشر : الأربعاء 16 ديسمبر 2015
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com