Akhbar Alsabah اخبار الصباح

الدجل والخرافة والكفتة.. هذه هي إنجازات السيسي العلمية

إنجازات السيسي قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي اختار الثالث عشر من نوفمبر 2015 موعدًا للإعلان عن مشروع قومي ضخم، لدعم البحث العلمي في مصر، وهو اليوم نفسه الذي يوافق ذكرى تصفية نظام عبد الفتاح السيسي أحد علماء الطب الأفذاذ، الدكتور طارق الغندور، الذي تركوه ينزف في سجون الانقلاب، ست ساعات، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

وأضاف قنديل -في مقاله اليومي بصحيفة "العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء- أنه في هذا اليوم أيضا من العام الماضي، كانت مِصْر الرسمية غارقة في بيانات الدجل والشعوذة، بينما العالم الدكتور عصام حجي، الذي لم تتحمله مؤسسة الرئاسة مستشارًا علميًّا، مع ثلاثة علماء مِصْريين آخرين، يشاركون في هبوط "المركبة فيلة" ضمن المهمة الفضائية "روزتا" بنجاح لأول مرة على سطح مذنب، لتكون لحظة تاريخية للإنسانية، في الوقت الذي لم يتوقف أحد عند مقتل عالم الطب في معتقلات النظام، ولم يهتم أحد بالكشف العلمي المذهل لعصام حجي وزملائه؛ إذ كانت ماكينات الإعلام السيسي مسخّرة لاختطاف الوعي العام إلى حواديت عنتيل جديد، من ذوي اللحى، وأساطير أسر قائد الأسطول السادس الأمريكي وتأديبه.

وتساءل: "هل كانت المصادفة هي التي جعلت قائد الانقلاب يختار هذا التاريخ، لتختبئ فيه من فضيحة الطائرة الروسية، وما يشبه استسلامها لوصاية دولية على مطاراتها، لتروج وهمًا علميًّا جديدًا؟"، مشيرًا إلى إعلان سلطات الانقلاب إتاحة التعليم الدولي بالمجان، وإنشاء مكتبة رقمية ضخمة تحوي آلاف الدوريات العلمية والكتب الإلكترونية ومكتبات الأفلام الوثائقية ومناهج الدراسة وقواعد البيان.

وقال قنديل: إن الإعلان عن المشروع، في مؤتمر صحفي، بقصر الاتحادية، يمثل نكتة، فساكن القصر هو صاحب الرصيد الأكبر في احتقار العلم، وتبجيل الخرافة والدجل، وهو الذي أشرف على أكبر عملية نصب علمي، مستخدمًا أكذوبة اكتشاف الجهاز العسكري للقضاء على الإيدز، وتحويل الفيروسات إلى ثروة غذائية، وهو نفسه الذي لجأ إلى الأسطورة والخرافة وعالم الهلاوس والأحلام الاصطناعية، لكي يأتي بما يحقّق له هيمنة "روحية" على جمهور، قتلوا بداخله القدرة على التمييز بين العلم والجهل، وبين الوهم والحقيقة.

وتساءل: "كيف يمكن أن يصدق أحد أن نظامًا بهذه القيمة الفكرية والعقلية المتناهية في الصغر، مهتم أو منشغل بالبحث العلمي والعلماء؟ لا يتصوّر أن نظامًا يستثمر في محتوى الجهل والخرافة، يمكن أن يصبح فجأة معنيًّا بالمحتوى العلمي والتعليم الدولي.. هذا من المستحيلات، أو أن نجوم السماء أقرب من تحققه، بتعبير عالم الفضاء، عصام حجي، حين صرخ باكيا قبل عام "طموحات وأحلام وآمال تكسر واقع ملأته أصوات الجهل والكراهية التي بنت للإحباط معبدًا خالدًا، ولجهل حصنًا منيعًا؟".
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الثلاثاء 17 نوفمبر 2015
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com