علي مدار شهور متواصلة ظلت التصريحات الرسمية لسلطة الانقلاب تتحدث عما أطلقوا عليه أهم انتخابات برلمانية في تاريخ مصر، ولكن لأنهم يعلمون في قرارة أنفسهم زيف أحاديثهم وخداع كلماتهم فقد جاءت تصرفاتهم متسقة تماما مع الحقيقة، وهي أن ما يجري مجرد مسرحيات معدة سلفا في صورة ديكورية رفض الشعب بالطبع المشاركة فيها؛ ليس لكشفه لتلك المسرحيات فقط؛ ولكن لرفضه كل ما تقدم عليه السلطة الانقلابية، ولذلك فقد تصرف السيسي قائد الانقلاب علي نحو يؤكد ما ذكرناه وترك انتخابات برلمانه وأعطي ظهره للصناديق وغادر البلاد كلها إلي الإمارات في نفس يوم الانتخابات، ليثبت عمليا عدم اهتمامه بما ذكر هو وإعلامه الحلمنتيشي أنها أهم وأخطر انتخابات برلمانية كما زعموا؛ وليشارك قائد الانقلاب في قرار المقاطعة الذي اتخذه الشعب المصري وأذهل الجميع.