Akhbar Alsabah اخبار الصباح

الحقيقية وراء الإفراج "الغامض " عن أبو العلا ماضي

أبو العلا ماضي رغم القمع الأمني الذي يمارس ضد الأحرار والثوار داخل السجون والتي عجلت بوفاة الكثير من الرموز الإسلامية ومازالت هناك قائمة ثانية يعتصرها المرض لتصبح حياتها في خطر وحتى تكفر الحكومة عن ذنوبها وتخفف من كوارثها أمام شعبها المكلوم جاء القرار المفاجئ بالإفراج عن رئيس حزب الوسط أبو العلا ماضي، بعد الضجة الإعلامية والاستنكارات الشديدة لوفاة رئيس مجلس شورى “الجماعة الإسلامية” عصام دربالة، في سجن العقرب؛ بسبب الإهمال الطبي، لينضم إلى سلسلة ممن توفوا داخل السجون والمعتقلات المصرية بعد 3 يوليو؛ بسبب “منع العلاج” و”الإهمال الطبي”، أو تحت وطأة التعذيب.

قرار الإفراج عن “ماضي”، جاء أيضًا بعد انتهاء الاحتفالات الصاخبة لافتتاح مشروع قناة السويس، وما صحابها من جدال سياسي وتهدئة من النظام، حيث تم تأجيل جميع قضايا المحاكمات، ولكنها استؤنفت بعدها بإصدار أحكام الإعدام وإحالة أوراق معارضين للمفتي، حيث أحالت محكمتا جنايات القاهرة والمنيا أوراق 18 متهمًا لمفتي البلاد خلال يومين متتاليين؛ لاستطلاع الرأي الشرعي في الحكم بإعدامهم، منهم 10 في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”خلية الظواهري”، و8 متهمين في قضية الاعتداء على مركز شرطة، واستمرت أعمال العنف، والعنف المضاد بين الشرطة، ومسلحين مجهولين.
قرار الإفراج عن “ماضي” قوبل بطرح علامات استفهام كبيرة خاصة في هذا التوقيت، الذي يقوم النظام فيه بالتصعيد وبقوة ضد المعارضة، وحذر ممدوح إسماعيل، البرلماني السابق، من أن يكون الإفراج عن المهندس أبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط، بمثابة تغطية من السلطة على وفاة الدكتور عصام دربالة، وفي الوقت الذي رحب فيه “إسماعيل” بإخلاء سبيل المهندس أبو العلا ماضي، رآه أسلوبًا لـ”التغطية المخابراتية” بعد وفاة دربالة والسلامونى، ومرجان، ومحمد مهدي، داخل مقار احتجازهم.

الإعدام للجميع
وقال ممدوح إسماعيل في تدوينة عبر “فيسبوك” إنه “في خلال 3 أيام صدر 18 حكمًا بالإعدام، و8 مؤبدات للمحامين، كان ﻻبد من عمل تغطية وتغيير مسار الكلام”، أما الحقوقي “هيثم أبوخليل” فقد دعا إلى عدم الإفراط في الفرح بخروج المهندس أبو العلا ماضي من محبسه، كي لا يتم نسيان 14 مصريًا قُتلوا بالتصفية الجسدية، وقال في تدوينة عبر “فيسبوك”: “متخليش الإفراج عن المناضل المحترم المهندس أبوالعلا ماضي ينسيك قتل 14 مصريًا بالتصفية الجسدية، وبالإعدام بالإهمال في معتقلات، وأماكن الاحتجاز في أقل من شهر”.

عمل مخابراتي
الدكتور أيمن نور، زعيم حزب غد الثورة أبدى تفاؤله بإخلاء سبيل “ماضي”، قائلاً: “أول خبر يُدخل السعادة على قلبي منذ عامين، الإفراج عن الصديق العزيز أبو العلا ماضي، أحد أبرز رموز، العقل الوسطية، الحرية والعدالة لكل شرفاء الوطن

5 أسباب للإفراج

التهدئة بعد مقتل "دربالة"

نشطاء وسياسيون آخرون أعتبرو أن الإفراج عن المهندس أبو العلا الماضي لم يكن إلا في إطار محاولة النظام لتهدأة الرأي العام، وإشغالة ولو قليلا بعد تزايد حالات تصفية وقتل المعارضين داخل السجون، وآخرهم كان قتل الشيخ عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية.
وفي هذا الإطار حذر ممدوح إسماعيل، البرلماني السابق، من إمكانية كون الإفراج عن المهندس أبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط، بمثابة تغطية من السلطة على وفاة الدكتور عصام دربالة.

ارتباك العسكر
في المقابل اعتبر الدكتور محمد محسوب الوزير السابق في حكومة الرئيس مرسي، في مداخلة هاتفية على قناة "مصر الآن" مع الإعلامي محمد ناصر، أن الإفراج عن المهندس أبو العلا ماضي، قد يكون بسبب ارتباك في صفوف النظام -بحسب قوله، وقد يكون بسبب انتهاء مدة الحبس الاحتياطي له بحسب قانون العسكر.

مفاوض جديد
مراقبون آخرون اعتبروا أن الإفراج عن المهندس أبو العلا ماضي في هذا التوقيت قد يكون الهدف من وراءه هو فتح أفق لحوار جديد بين المعارضة والسلطة الحالية في مصر.
وربط المراقبون بين الإفراج عن أبو العلا ماضي وبين التصريحات الصادرة من وزير الخارجية القطري التي قال فيها أن قطر مستعدة للتوسط بين السلطة والمعارضة في مصر، بالإضافة إلى وجود إتصالات دولية للعمل على خلق فرصة للتفاوض من جديد بين جماعة الإخوان وكافة أطراف المعارضة وبين السلطة.

الافراج قانوني
من جهة أخرى قال المهندس عمرو فاروق، الأمين العام لحزب الوسط، أن الإفراج عن ماضى ليس سياسيا وسيخرج وإنما هو إفرج قانوني، مضيفا في تصريحات صحفية أن فكرة الحوار السياسي سيعاد طرحها الفترة المقبلة بعد عقد اجتماع مع ماضى وعودته لرئاسة الحزب.
سياسة | المصدر: جريدة الشعب | تاريخ النشر : الخميس 13 اغسطس 2015
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com