Akhbar Alsabah اخبار الصباح

خطبة الجمعة موحدة لـ "تفريعة العسكر"

تفريعة العسكر "لا سياسة في الدين.. ولا دين في السياسة".. شعار طالما رفعته الأحزاب العلمانية في مصر ومعها الأنظمة الحاكمة، في معركتها ضد الجماعات الإسلامية، خاصة جماعة الإخوان المسلمين، إلا أن العامين الماضيين كشفا عن خلط غير مسبوق بين الدين والسياسة.

كان آخر مظاهر هذا الخلط.. توزيع وزارة الأوقاف في حكومة محلب الانقلابية خطبة "جمعة موحدة" عن تفريعة قناة السويس وافتتاحها على جميع الأئمة، مطالبة بالالتزام بها ومحاسبة غير الملتزمين، وشبهت الخطبة مشروع قناة السويس الجديدة بـ"حفر الخندق في غزوة الأحزاب بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم، معتبرة أن القناة الجديدة فتح من الله تعالى لمصر، وإيذانا بانتصارها على أعدائها، وأنها لا تقل عن عبور خط بارليف في حرب أكتوبر 1973".

وأعلنت الوزارة أن الخطبة ستكون تحت عنوان «افتتاح قناة السويس نموذج للإرادة والعمل»، وتتناول أوجه التشابه بين حفر قناة السويس وحفر الخندق في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي وجَّه بحفر الخندق للدفاع عن المدينة؛ أخذا بمشورة سلمان الفارسي، ما يعطي دروسا في الإدارة غير التقليدية للمواقف، وتحقيق المفاجأة بتطبيق أسلوب جديد، ووحدة القيادة واستمرارية السيطرة، والحب المتبادل بين القائد وجنوده، وضرورة الحذر من المنافقين.

وأكدت الخطبة- التى فرضتها الأوقاف على الخطباء لإلقائها يوم الجمعة المقبل- أن حفر الخندق أكد صبر المسلمين في مواجهة الأعداء في الخارج والداخل، وإخفاق المنافقين، حيث أظهر المؤمنون من الصبر والجلد ما يدل على قوة إيمانهم، وعقيدتهم الراسخة، وأن الله أراد اختبارهم بمواجهتهم لأضخم عمل عسكري في تاريخ الصراع بينهم وبين المشركين، مشيرة إلى أن حفر قناة السويس الجديدة يعبر عن الإرادة والصمود من حيث التصدي للقوى المعادية التي تسعى إلى تخريب مصر، والعبث بمقدرات الشعب المصري.

وزعمت الخطبة أن القناة الجديدة تمثل عبورا جديدا لا يقل عن عبور خط بارليف، لأنه عبور التنمية والبناء، وهو ثالث أكبر مشروع في تاريخ مصر الحديث والمعاصر، فالمشروع الأول هو قناة السويس عام 1869، والمشروع الثاني هو بناء السد العالي، ثم مشروع قناة السويس الجديدة.

"الخطبة الموحدة" تأتي ضمن خطة الوزارة لعسكرة المساجد خلال الفترة الأخيرة، من خلال تعيين لواءات من الجيش والشرطة في مناصب رؤساء مجالس إدارة المساجد الكبري، والتي كان آخرها تعيين اللواء عبد القادر سرحان (رئيس قطاع مكتب الوزير) رئيسا لمجلس إدارة مسجد عمرو بن العاص، بالإضافة إلى إصدار قرار بتعيين حراسة خاصة على المساجد، بدعوى حماية المساجد ومنع استغلالها.

عدم الالتزام بالخطب والأدعية الموحدة التي تصدرها الوزارة كفيلة بفصل الخطيب أو الإمام من عمله، والتشهير به في وسائل الإعلام، كما حدث مع الشيخ محمد جبريل، والدكتور أحمد عيسى المعصراوي، والدكتور أحمد عامر، والدكتور منير جمعة أحمد مدرس بآداب المنوفية، وخالد عبد المعطي خليف واعظ سابق بالجمعية الشرعية، وأحمد سليمان الدبشة واعظ سابق بالجمعية الشرعية، والشيخ جمال علي يونس وكيل وزارة الأوقاف السابق بالفيوم، والشيخ محمد عبد رب النبي حسانين مدير أوقاف البحيرة، ووقف الشيخ عبد العزيز رجب المفتش بأوقاف البحيرة، والذين صدر بحقهم قرارات بالوقف عن العمل الدعوي والخطابة.

ويري مراقبون أن التجييش لم يقتصر فقط على وزارة الأوقاف، بل شمل كافة مؤسسات الدولة من وزارات ودواوين محافظات ومجالس مدن ومجالس محلية، والتي خصصت الملايين للاستعداد للاحتفال بالتفريعة الجديدة، مشيرين إلى قرار وزارة النقل تشغيل القطارات العادية المميزة والمطورة والمترو مجانا يوم 6 أغسطس، بالتزامن مع افتتاح التفريعة، في حين أعلنت وزارة التموين عن توزيع وجبات وعصائر على المشاركين في حفل افتتاح التفريعة، وقدمت وزارة القوى العاملة 10 قوافل لعمال التفريعة، وشملت القوافل أيضا 66 طن مواد غذائية، تشمل "فول مدمس وتونة وسكر ومربى وحلاوة وزيت وسمن وصابون ومسحوق للغسيل ومكرونة ودقيق وبسكويت، فضلا عن 850 كرتونة مياه معدنية للشرب، و150 كرتونة عصير، فضلا عن 6 عجول تزن 2 طن لحوم تم توزيعهم علي العاملين".

كما قامت الوزارة من خلال القوافل بتكريم 2000 عامل بالموقع، ووزعت مكافأة قدرها 900 ألف جنيه، بواقع 450 جنيها لكل عامل بمناسبات عيد العمال والأضحى والفطر، فضلا عن تسليم 5 آلاف و100 جنيه لكل أسرة من أسر الشهداء الـ6 فى محور القناة، الذين توفوا بالمشروع، كما قدمت الشركة 6 عقود عمل لفرد من كل أسرة، بالإضافة إلى 5000 بطانية، و18 كارفانا للإعاشة، و3 دورات مياه.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الأربعاء 05 اغسطس 2015
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com