Akhbar Alsabah اخبار الصباح

أطفال مصريين فى الزنازين "أسرار وحكايات وانتهاكات"

أطفال مصريين البداية تأتى من "طفل معاق حركياً تقول والدته حسب صحيفة الشروق" فى كل زيارة أتوقع أن أذهب إليه لأعرف خبر موته، فالأمر يزداد سوءًا يومًا بعد الآخر، أثناء مُحتجز في عنبر يضم جنائيين وسياسيين يبلغ عددهم 70 حدثًا، على الرغم من أن وجود ابني المُعاق حركيًا، بين من ارتكبوا جرائم جنائية، كقتل الطفلة زينة أمر مُرعِب، ولكنهم يتعاطفون معه أكثر مما تتعاطف معه المحكمة أو العقابية".

أين يُحتجز الأطفال؟

"المؤسسة العقابية بالمرج".. المكان الوحيد المُصرح به قانونًا لاحتجاز الأطفال لقضاء مُدة عقوبتهم على مُستوى الجمهورية، هكذا تقول مروة عرفة منسقة حملة الحرية للأطفال، بحسب المادة 141 من قانون الطفل المصري والذي ينص على أن يكون تنفيذ العقوبات المقيدة للحرية المحكوم بها علي الأطفال في مؤسسات عقابية خاصة يصدر بتنظيمها قرار من وزير الشئون الاجتماعية بالاتفاق مع وزير الداخلية، فإذا بلغ سن الطفل واحدا وعشرين عاماً تنفذ عليه العقوبة أو المدة الباقية منها في أحد السجون العمومية، ويجوز مع ذلك استمرار التنفيذ عليه في المؤسسة العقابية إذا لم يكن هناك خطورة من ذلك وكانت المدة الباقية من العقوبة لا تجاوز ستة أشهر، وذلك قبل التعديل الصادر في القانون بتاريخ 15 يناير الماضي، من مجلس الوزراء باعتبار السن القانوني للطفل 18 عامًا بدلًا من 21.

من أسوان إلى الإسكندرية.. فقط في «المرج»

تقول منسقة حملة الحرية للأطفال إن أحد الأزمات المحيطة بـ"عقابية المرج" أنه المكان الوحيد لاحتجاز الأطفال المحكوم عليهم على مستوى الجمهوية من أسوان إلى الإسكندرية، وهو ما يترتب عليه عناء أهالي الأطفال المُحتجزين في السفر لأيام للتمكن من زيارتهم دقائق معدودة أسبوعيًا، فضلًا عن أن ذلك يُشجع على ارتكاب انتهاكات ضد الأطفال دون أي دعم نفسي من ذويهم.
«العقابية»، ليست المقر الوحيد للاحتجاز؛ رغمًا عما يتردد عن مساوئه، إلا أن هناك انتهاكات تشمل مقار احتجاز غير قانونية من الأساس، بحسب الحرية للأطفال، كأقسام الشرطة، ومعسكر الأمن المركزي ببنها الذي رصد مركز النديم تواجد 600 طفل به، ديسمبر الماضي، أو السجون. الأمر الذي نفاة اللواء محمد راتب، رئيس مصلحة السجون، في تصريحاته للشروق قائلا "لا يوجد تمامًا أي أحداث داخل السجون والأمر يتعلّق بالإدارة العامة لرعاية الأحداث".

ماذا يحدث داخل "العنابر والزنازين"؟

«إذا احتجزت الأطفال .. فقط طبّق القانون!» هو ما يُلخِّص به حنيش، المحامي بمركز النديم للعلاج والتأهيل النفسى لضحايا العنف، حالة احتجاز الأطفال في إطار غير قانوني يتعلق بانتهاكات تحدث بمقار الاحتجاز حتى القانونية منها.
عدم الفصل بين الأطفال والبالغين في مقار الاحتجاز المؤقتة وغير القانونية «أقسام الشرطة»، تجسّدت بسببها أزمة محاولة الطفل أنس خميس الانتحار داخل قسم سيدي جابر بالإسكندرية، لمحاولة التعدّي الجنسي عليه.
فحسب ما يقول حنيش، فإن هناك عددا كبيرا من الأطفال المحتجزين بأقسام الشرطة مقيمين في نفس مكان احتجاز البالغين، مما أدى إلى عدد كبير من الانتهاكات الجنسية والبدنية عليهم.
من بين الانتهاكات الفصل بين المحتجزين السياسيين والجنائيين، بحسب المحامي بالنديم، وتحدثت عنها والدة الطفل المُعاق إبراهيم رضا المُحتجز في العقابية بعنبر به ما يقرب من 70 سجينًا طفلًا بين جنائيين وسياسيين.
«انتهاكات طبية جسيمة بمقار الاحتجاز» انتهاك آخر أشار إليه الدكتور عمرو الشورى، عضو مجلس نقابة الأطباء وعضو حملة الحرية للأطفال، في حديثة مع الشروق، قد تبدأ بالامتناع عن تقديم الخدمة الطبية وتتدرج لتصل إلى التسبب في الإصابات بالعاهات والأمراض.
يَضيف "الشورى"، أن الجزء الأكبر من الانتهاكات يتعلّق بالمنع من تقديم الخدمة الصحية، والتعسف في تقديم أدوية لمن يعانون من أمراض مزمنة، أو حتى السماح بتقديمها لهم من الخارج، مما تسبب في تدهور حالات عديدة وصولًا إلى الوفاة، بسبب منع العلاج والمضاعفات المًصاحبة لذلك.
«التعذيب» عامل مشترك بين كونه انتهاكًا حقوقيًا وصحيًا، يقول الشورى إن التعذيب انتهاك صحي سواء كان بمساعدة أو غير مساعدة أطباء، ففي حالة تعرّض سجين للتعذيب، دون إبلاغ المسؤول الطبي بشأن ذلك يُعد انتهاكًا، ولكن الإشكالية الأساسية في أنهم ينتمون إلى نفس المنظومة والمؤسسة القائمة بالتعذيب، كما أنه لا يتم توفير أي بيانات أو تقارير للحالة الصحية من جهات الاحتجاز، أو المستشفيات التابعة لها. حسب وصفه.
يتابع الشورى، إن ظروف الاحتجاز تؤدي إلى سوء الأحوال الصحية، حيث يتكدث المحتجزون في أماكن لا تسمح بذلك، دون تهوية أو إضاءة أو أي فرصة للنظافة، مما يتسبب في الأمراض الجلدية والتنفسية والمعدية بشكل عام. وهو ما يتفق معه فيه مركز النديم، وما رصده من انتهاكات، بشأن عدم توفر مياه صالحة للاستخدام الآدمي، ومنع الأطفال من التريض أو الخروج من الزنازين، الأمر المتسبب في تردي الحالة الصحية للأطفال وانتشار أمراض مثل التينيا والجرب بين المحتجزين، بحسب حليم حنيش.
ولم تتوقف الانتهاكات حتى مع قرارات إخلاء السبيل، والتي يشوبها العوار، حيث إن تنفيذها يستغرق مدة طويلة قد تصل إلى أكثر من أسبوع دون مبرر واضح. حسب وصفه.
يُشار إلى أن عددًا ممن تواصلت معهم الشروق لإجراء التحقيق، ذكروا انتهاكات جسيمة وقعت بحقهم وحق ذويهم داخل المؤسسة العقابية بالمرج، وتحفظ البعض على ذكر أسمائهم تخوّفًا من التضييق الأمني عليهم أو معاقبة الأبناء، بحسب وصفهم.
سياسة | المصدر: جريدة الشعب | تاريخ النشر : الاثنين 09 مارس 2015
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com