Akhbar Alsabah اخبار الصباح

مصر تحولت إلى ولاية سعودية

ولاية سعودية سيذكر التاريخ أن السيسي وزمرته حولوا مصر إلى ولاية سعودية، وإن كنا نؤيد دعوة الوحدة العربية والاسلامية، ولكنها يجب أن تكون وحدة في العزة والاستقلال، وأن يكون قائدها عزيزًا مستقلًا، لا عبد الله الراحل ولا سلمان الذي سيرحل قريبا!! منذ أصبحت الخلافة الإسلامية تدور بين دمشق وبغداد والقاهرة، كانت بلاد الحجاز تتبعها حيثما ذهبت، وعلى مدار مئات السنين كان يكفي أن يتولى حكم مصر سلطان قوي ومحترم حتى يخطب باسمه في الحرمين الشريفين ويعلن شريف مكة انضواءه تحت لواء مصر، وكانت مصر تنفق على بلاد الحجاز وترعى فقراءهم طوال السنة وليس خلال موسم الحج (المحمل) فحسب، ولم يذهب الجيش المصري إلى هناك إلا لقمع التمرد الوهابي في عهد محمد علي ولحساب الدولة العثمانية شكلاً ولصالح مصر مضمونًا، تصرفت مصر السيسي لأول مرة مع السعودية باعتبارها هي حاكمة مصر وأصبحت الخلافة في الرياض، ولم تكن زلة لسان حين قال السيسي عن السعودية إنها الشقيق الأكبر، ولم تكن زلة تصرف حين صعد للطائرة ليؤدي فروض الطاعة والولاء ويقبل يد كبير العرب، ولم تعد زلات لسان عندما يتكرر وصفه حيًّا وميتًّا بأنه حكيم العرب، وقد بحثنا في تاريخه ولم نجد فيه حكمة ولا أي شيء ملفت للنظر، إلا تأكيد الاعتراف بالكيان الصهيوني، وحتى في هذا الموضوع حكامنا الرواد في هذه الخيبة!! ولذلك وصفه رئيس الكيان الصهيوني بأنه "قائد نموذجي وحكيم ومسؤول" وأنه لم يكن حريصًا على تحرير القدس بل يدرك مالها "من حساسية وقدسية" (يقصد لليهود طبعًا)، وقال عنه الرئيس السابق بيريز بأن وفاته خسارة كبيرة للسلام في الشرق الأوسط، وأنه صاحب مبادرة 2002 (التي اعترفت بالكيان الصهيوني).
لو كانت السعودية تصلح لقيادة العرب والمسلمين لسارعنا لمبايعتها منذ زمن، ونحن لسنا مع إثارة نعرة مصرية ضد عائلة (وليس وطنا فلا يوجد وطن سعودي)، ولكن السعودية قاعدة أمريكية منذ عام 1945.
ولابد أن نتكتب عن التاريخ والحاضر الأسود للمملكة طالما أنها أصبحت تحكم مصر. ووصل الهوان بمصر ألا تكون تابعة لأمريكا فقط، بل تابعة للسعودية التابعة لأمريكا!! فأصبحنا دكانًا فرعيًّا في الإمبراطورية الأمريكية الزائلة قريبا بإذن الله. إن الإجراءات التي اتخذت في مصر عقب وفاة عبد الله بن عبد العزيز، لا تُتخذ إلا من ولاية تابعة، أي تصرفت باعتبار أن حاكم مصر هو الذي مات:
(1)تم قطع الإرسال وإذاعة النبأ.
(2)تم إلغاء الخريطة الإعلامية فورًا في الإذاعة والتليفزيون الخاص والعام وصدرت الصحف مجللة بالسواد.
(3)تمت إذاعة القرآن الكريم على كل المحطات والقنوات.
(4)تم إلغاء كل البرامج الترفيهية حتى تحول الإعلام كله إلى، قرآن، أهازيج دينية، برامج دينية، أغانٍ وأناشيد إسلامية، وتم استخراج أغنيات لم نسمع بها من قبل لأنها دينية. وكذلك تمت إذاعة أناشيد وطنية وهذا يؤكد أكثر أن الميت هو حاكم مصر.
(5)ثم ظهر أن هذه لحالة لابد أن تستمر 7 أيام لأن السيسي قرر ذلك، ولو سأل فقهاء السعودية لقالوا إن الحداد في الإسلام 3 أيام فقط!!
(6)تم إلغاء كل الاحتفالات بثورة 25 يناير وهذا جيد من قبل الدولة لأنها لا علاقة لها أصلًا بالثورة، ولكنها لم تتوقف عن القتل وقتلت حتى الآن قرابة العشرين، لأن الحداد لا يتضمن التوقف عن القتل!
(7)أما حضور الجنازة فقد بذل السيسي المستحيل لكي يحضر الجنازة فترك دافوس ولكن العواصف الثلجية حاصرته!!، فأرسل محلبًا وغيره، ولكنه حضر بعد الجنازة وكأنه كالموظف يخشى من الطرد إذا لم يحضر جنازة رئيس الشركة خاصة، وأن شقيقه هو الرئيس الوارث للشركة.. فلا حول ولا قوة إلا بالله.
سياسة | المصدر: جريدة الشعب - حسين غريب | تاريخ النشر : الأحد 01 فبراير 2015
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com