Akhbar Alsabah اخبار الصباح

مراحل تفتيت وتقسيم العراق

تقسيم العراق يبدو أن دعوة مسعود البرزاني رئيس حكومة إقليم كردستان للتصويت على حق تقرير المصير ستكون البداية الفعلية لخطة تقسيم العراق التي أطلقها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في العام 2006 ولم يعد لها مرة أخرى بعد ردود الفعل التي أثارتها في ذلك الوقت، ومخطط تقسيم العراق لم يكن واضحا من أول يوم احتلت فيه الولايات المتحدة العراق في العام 2003 فحسب.
بل بدأ قبل ذلك وتحديدا حينما تم توريط صدام حسين في حرب الثماني سنوات مع الإيرانيين حيث كان الهدف بعد حرب أكتوبر من قبل القوى الكبرى هو تفتيت جيوش المنطقة وتدميرها حتى لا تشكل أي خطر مستقبلي على إسرائيل سواء عبر إدخالها في حروب إقليمية مع جيرانها أو عبر توريطها في حروب داخلية مع شعوبها، وقد تم إنهاك جيش العراق في الحرب العراقية الأيرانية لمدة ثماني سنوات ثم إدخاله في مغامرة احتلال الكويت التي أدت في النهاية إلى تدمير الجيش ثم الأجهاز التام على الجيش بعد الاحتلال الأميركي في العام 2003 وحله رسميا حيث كان جيش العراق يشكل هاجسا مرعبا لأسرائيل، ومن ثم شعرت إسرائيل بارتياح شديد بعد أن تم تدمير الجيش العراقي دون أن تدخل في أي معركة معه ودون أن تطلق رصاصة واحدة.
أما المرحلة الثانية وهي مرحلة التقسيم الواقعي فقد بدأت حينما أقامت الولايات المتحدة في العام 1991 بعد هزيمة العراق بعد احتلالها للكويت مناطق حظر جوي وكانت هذه المناطق بداية التقسيم حيث منحت إقليم كردستان مساحة من الحرية ساعدته على بداية الاستقلال الفعلي كما ساعدت الشيعة في انتفاضة الجنوب ثم تخلت عنهم.
أما المرحلة الثالثة فقد كانت بعد الاحتلال الأميركي المباشر في العام 2003 حيث بدأ إقليم كردستان بالاستقلال الفعلي عبر علم وتأشيرات واقتصاد مستقل ولغة خاصة واتفاقات دولية وأصبح الاستقلال فعليا وإن لم يعلن بشكل رسمي فيما كان الشيعة يديرون الدولة والسنة ينهكون ويمزقون ولم يكن بعيدا في مرحلة صناعة الفوضى أن يتم تسويق ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام التي تحولت إلى دولة الخلافة والتي تتخذ من الموصل مقرا لها، حيث كانت قوات المالكي تخلي أمامها المواقع كما كانت تقوم بذلك قوات بشار في سوريا حيث تركز قوات داعش على إنهاك وقتال من يقاتلون نظام المالكي أو نظام بشار من السنة في العراق والشام بشكل يثير علامات الاستفهام لاسيما بعدما أعطى الرئيس الأميركي أوباما الضوء الأخضر لهم، ومع خريطة تقسيم المنطقة التي نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية قبل عدة اشهر لتقسيم العراق وسوريا وليبيا والسعودية إلى 14 دويلة وكذلك الخريطة التي نشرتها مجلة التايم الأميركية في عددها الأخير حول العراق الجديد المقسم إلى ثلاث دويلات، فإننا أمام واقع جديد ربما تتمزق فيه المنطقة إلى ما هو أكبر من ذلك، ولا ننسى أنه قد مر ما يقرب من مائة عام على اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت فيها المنطقة على الوضع الحالي خلال الحرب العالمية الأولى وبما أن الأولويات والرؤى الاستراتيجية للدول الكبرى قد تغيرت لكننا يجب أن نضع الأمور كلها في إطار أمن الكيان الصهيوني، فاتفاقية سايكس بيكو وقعت في العام 1916 ووعد بلفور صدر بعدها في العام 1917، وقد قامت استراتيجة الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية على محورين هما النفط وأمن الكيان الصهيوني أما وقد انحسرت حاجتها للنفط بعد أن اصحبت شبه مكتفية وستقوم بالتصدير فإن أمن الكيان الصهيوني هو محور كل ما يجري في المنطقة ولعل تقسيم المنطقة وتمزيقها وإدخالها في حروب داخلية هو ما يمكن أن يحفظ للكيان الصهيوني أمنه.
سياسة | المصدر: أحمد منصور | تاريخ النشر : الثلاثاء 08 يوليو 2014
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com