Akhbar Alsabah اخبار الصباح

لا تستهينوا بأحكام الإعدام الجائرة

أحكام الإعدام حينما أصدرت محكمة جنايات المنيا في 24 مارس الماضي حكما بالاعدام على 529 من معارضي الانقلاب في حكم عشوائي ومن الجلسة الثانية ودون سماع لأقوال المتهمين أو المحامين أو الشهود، وصف الحكم من قبل الكثيرين بأنه مهزلة وفضيحة وكارثة،

لكن نفس المحكمة وخلال شهر واحد وتحديدا في 28 إبريل الماضي أصدرت حكما أشد فظاعة من الأول قضت فيه بالحكم بالاعدام على 700 آخرين من معارضي الانقلاب والمؤبد على 429 آخرين، وبين هذين الحكمين صدرت أحكام أخرى بالاعدام على عشرات المتهمين في قضايا مماثلة من دوائر أخرى لكن العدد الهائل للمحكوم عليهم في هاتين القضيتين جعل كل الأحكام التي دون ذلك لا تحظى بالاهتمام وكأن هذا أمر مقصود أن يتم إشغال الناس في أحكام غير منطقية وغير عقلانية لتمرير عشرات الأحكام الأخرى على مجموعات تضم عشرات من معارضي الانقلاب، وهذا ما حدث من دوائر أخرى في المنصورة والقليوبية والقاهرة وغيرها، ثم توجت الأحكام بالحكم الذي صدر يوم الخميس الماضي 19 يونيو على أربعة عشر من قيادات الإخوان بينهم مرشد الإخوان المسلمين وهو الحكم الثاني عليه بالاعدام، كما صدر الحكم في هذه القضية بالاعدام على كل من الدكتور عصام العريان والدكتور محمد البلتاجي والدكتور باسم عودة وزير التموين الأسبق والدكتور صفوت حجازي وآخرين.

ما لاحظته بعد صدور هذه الأحكام شيئين وكلاهما خطير للغاية، الأول هو الاستهانة بالأحكام من قبل رجال القانون والمحامين الذين يدافعون عن المتهمين وتأكيد كثيرين على أن محكمة النقض سوف تنقض هذه الأحكام لأن كلها مخالفات قانونية واضحة، وأعتقد أن هذه الاستهانة ليست في محلها لأسباب عديدة، من أهمها أن كل هذه المحاكمات قائمة على الانتقام وتجاوز القانون وليس لها أي سند من القانون لذلك كما شكلت دوائر خاصة لإصدار مثل هذه الأحكام سوف يتم استكمال هذه الدوائر في النقض وغيرها من درجات التقاضي الأخرى، حتى تتم تصفية الأحكام في النهاية ليتم إعدام العشرات بدلا من إعدام المئات، وقد تم تضخيم الاعداد حتى إذا تم إلغاء بعضها يتم تمرير الاعداد والأشخاص المقصودين من وراء هذه الأحكام والذين لن يقلوا بأي حال من الأحوال عن خمسين شخصا على الأقل حددهم السيسي جميعا وكلهم أو معظمهم قد ألمح لهم في حواراته التي أجريت معه خلال فترة ترشحه للانتخابات، كما أنه يكن حقدا دفينا لشخصيات معينة كانت تحتقره وتحذر من شروره حينما كان مرسي في السلطة سوف يقوم بتصفيتهم جميعا لأنه لا يخفي حقده عليهم وكراهيته لهم.

الأمر الثاني الذي يقلقني بشدة تجاه هذه الأحكام هو رد فعل الموقف الدولي الضعيف الذي لم يتجاوز حدود الشجب والإدانة، وكأن الأحكام التي صدرت بإعدام 529 ثم 700 ولم تجد رد الفعل القوي شجعت السيسي وقضاته على إصدار أحكام بإعدام العشرات بعد ذلك مرت مرور الكرام واعتبرت بعد أحكام المئات وكأنها أحكام مخففة، ولنا أن نتخيل أن قادة الإخوان يواجهون عشرات القضايا، وكذلك الرئيس مرسي ووزراؤه وكلها للأسف قضايا جنائية، لذلك فإن كل واحد من هؤلاء سوف يجد عدة أحكام بالاعدام في عدة قضايا، إن تم نقض حكم سوف يتم تثبيت الآخر وهذا ما يجعلني أؤكد على عدم الاستهانة بهذه الأحكام لأننا في النهاية لا نواجه قضاء سويا عادلا وإنما قضاء مختلا لا يستند إلى قانون أو منطق وإنما شريعة الانقلابيين التي لا تختلف كثيرا عن شريعة الغاب.
سياسة | المصدر: أحمد منصور | تاريخ النشر : الأحد 22 يونيو 2014
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com