Akhbar Alsabah اخبار الصباح

الانقلابيون يغلقون أبواب الرحمة

الانقلابيون بشكل سريع يتناسى الناس جرائم الانقلابيين إما من كثرتها وتواترها وتتابعها وإما لأن ذاكرة المصريين سمكية أي أنهم سرعان ما يتناسون حتى الجرائم الكبرى التي ترتكب بحقهم ويعيشون هموم يومهم، كما أن حجم ما يبثه الإعلام العربي والدولي من معلومات وأخبار يومية تصيب الناس بالتخمة والنسيان، لكن الذي لم ينس جريمة الانقلابيين الكبرى التي وقعت في شهر ديسمبر الماضي ولازالت قائمة بإغلاق ما يقرب من ألف وخمسمائة جمعية خيرية في مصر حتى الآن.

هم الفقراء الذين كانوا يستفيدون من أموال هذه الجمعيات والخدمات التي تقدمها. وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن الجمعية الشرعية التي هي أحد أهم الجمعيات التي تقدم خدمات للفقراء والمساكين في مجالات عديدة بدءا من المساعدات العينية إلى المستوصفات الصحية إلى كفالة الأيتام ورعاية الأرامل كانت تكفل وحدها أكثر من نصف مليون يتيم في مصر علاوة على ما يقرب من ثلاثمائة ألف أرملة، أما الجمعية الطبية الإسلامية التي كانت تدير أكثر من عشرين مستشفى في مصر علاوة على عشرات المستوصفات الطبية التي تقدم خدمات طبية عالية بأسعار رمزية أو مجانية للفقراء ومحدودي الدخل فإنها كانت تقدم خدمات لأكثر من ستة ملايين مصري.

هذا نموذج لجمعيتين خيريتين فقط من بين أكثر من ألف وخمسمائة جمعية تم إغلاقها بعضها كان يعمل في رعاية أسر المسجونين أو تقديم خدمات ومساعدات للمعوقين، أو رعاية المكفوفين، أو ذوي الاعاقات، أو أصحاب الديون، أو الغارمين الذين حكم عليهم بالسجن بسبب قصور في الأداء المادي، وغير ذلك من أبواب الخير التي لا نهاية لها، وكل هذه الجمعيات كانت جمعيات رسمية تخضع لسلطة ورقابة وزارة الشؤون الاجتماعية وبها آلاف المتطوعين من المتقاعدين أو الذين يحبون تقديم الخير للناس، ومجموع ما كانت تؤديه هذه الجمعيات من خدمات كان يصل لملايين المصريين الذين لا تستطيع الدولة ولا تقوم بواجبها تجاههم.

الأمر وصل بالانقلابيين إلى أن يقوموا في وقت مبكر في شهر ديسمبر الماضي باتخاذ قرارات عشوائية بإغلاق ومصادرة أموال هذه الجمعيات دون أي اعتبار للدور الإنساني الكبير الذي تقوم به، وأنها كانت الصلة الأساسية بين الأغنياء والفقراء بعدما أصبحت مصر أكثر من تسعين مليونا نسبة الفقر بينهم حسب البنك الدولي تصل إلى 60 % ومنهم المتعفف الذي لا يمد يده رغم حاجاته وهم الأغلبية، فكانت هذه الجمعيات سترا وغطاء ووصلا ورحمة بين الغني والفقير، ولنا أن نتخيل أوضاع ملايين الفقراء الذين كانت هذه الجمعيات تسد بعض حاجتهم بعدما جمدت الأموال وصودرت من الانقلابيين الذين أفلسوا خزينة البلاد ونهبوا أموال الأيتام والأرامل وذوي الحاجة، فأصبح هؤلاء لا يجدون من يعولهم فازداد الفقير فقرا وحاجة ولم يعد له إلا أن يخرج على الناس ليأخذ حاجته بالقوة إن كان قادرا على ذلك بعدما حال الانقلابيون بينه وبين ما كان يستر فقره ويلبي حاجته.
إن هذا القرار المخزي والمؤلم الذي مضى عليه الآن أكثر من أربعة أشهر أوصل الفقراء إلى مرحلة مأساوية وجعل كثيرا من الأغنياء في حيرة وخوف أن يتهموا بدعم الإرهاب لمجرد أنهم يقومون بشيء من الكفالة للأيتام والأرامل والفقراء، وجعل كل الاحتمالات قائمة لأن الجوع يقود الناس والعياذ بالله للقيام بما لا تحمد عقباه.. اللهم احفظ مصر من شر السيسي وجنوده.
سياسة | المصدر: أحمد منصور | تاريخ النشر : الخميس 10 إبريل 2014
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com